توقيت القاهرة المحلي 01:06:01 آخر تحديث
  مصر اليوم -

المسودة الأوروبية

  مصر اليوم -

المسودة الأوروبية

بقلم - عمرو الشوبكي

نشرت، أمس، صحف ووسائل إعلام عالمية ما عُرف بالمسودة الأوروبية للاتفاق النووى بين إيران والولايات المتحدة، والذى فى حال توقيع الجانبين عليه سيعنى تحولًا كبيرًا على الساحتين الإقليمية والدولية.
والحقيقة أن الإطار الحاكم للمفاوضات الماراثونية، التى جرت فى فيينا وأفرزت فى النهاية هذه المسودة، هو رؤية تقوم على فرض قيود صارمة على برنامج إيران النووى تحول تحت أى ظرف دون قدرتها على امتلاك سلاح نووى فى مقابل رفع العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها. وهى تعكس تصورًا «إدماجيًّا» تبَنّته أوروبا ومعها الإدارة الأمريكية الديمقراطية (أوباما ثم بايدن)، ويقوم على أن إيران يمكن دمجها فى المنظومة العالمية، وإذا تعذر التطبيع الكامل معها، فإنه على الأقل يمكن تحويلها من دولة معارِضة من خارج النظام الدولى إلى معارِضة من داخله.

وقد تضمن المقترح الأوروبى 4 مراحل، وفترتين زمنيتين، تستغرق كل منهما 60 يومًا، حيث سيشهد اليوم التالى لتوقيع الاتفاق رفع العقوبات عن 17 بنكًا و150 مؤسسة اقتصادية إيرانية، فى مقابل أن تبدأ إيران بالتراجع التدريجى عن خطواتها النووية، كما سيتم الإفراج عن 7 مليارات دولار من أموالها المجمدة فى كوريا الجنوبية.

كما يعطى المقترح أيضًا الحق لإيران بعد ١٢٠ يومًا من التوقيع عليه فى تصدير 2.5 مليون برميل نفط فى مقابل ٥٠ مليون برميل طوال الـ١٢٠ يومًا الأولى.

وبالرغم من أن إيران لم تكشف تفاصيل ردها على المقترح الأوروبى، فإن وكالة الأنباء الإيرانية «إرنا» أفادت بأن نقاط التباين المتبقية تدور حول 3 قضايا، أعربت فيها أمريكا عن مرونتها اللفظية فى حالتين، لكن «يجب إدراجهما فى النص»، وتتعلق الثالثة بـ«ضمان استمرار تنفيذ الاتفاق» فى حال التوقيع عليه، خاصة فى ظل تخوف إيرانى من انسحاب أمريكى جديد، فى حال مجىء إدارة جمهورية كما جرى منذ أربع سنوات مع إدارة ترامب، التى انسحبت من الاتفاق النووى الذى وقعه سلفه الرئيس أوباما.

كما تمسكت الولايات المتحدة برفض طلب طهران إزالة اسم الحرس الثورى من قائمة واشنطن للمنظمات الإرهابية، وهو مطلب خليجى أيضًا، فى مقابل تمسك إيران بتحقيق فوائد اقتصادية كاملة من الاتفاق النووى، خصوصًا فى مجال رفع العقوبات، وعدم تكرار الانسحاب الأمريكى منه.

كما أعلنت إسرائيل رفضها مسودة المقترح الأوروبى، واعتبرته يتجاوز خطوط إدارة بايدن الحمراء.

من الواضح أن الولايات المتحدة وإيران باتتا أكثر من أى وقت مضى قريبتين من التوقيع على اتفاق نووى جديد، وقد يكون عدم رفع الحرس الثورى من قائمة التنظيمات الإرهابية عامل طمأنة لبعض الدول الخليجية، التى تضررت من تدخلات إيران فى شؤونها الداخلية، وقد يكون هذا الاتفاق بداية لكى تراجع إيران سياساتها فى العالم العربى كما ستفعل مع الولايات المتحدة والعالم.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المسودة الأوروبية المسودة الأوروبية



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

إطلالات عملية ومريحة للنجمات في مهرجان الجونة أبرزها ليسرا وهند صبري

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 18:09 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه
  مصر اليوم - بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه

GMT 00:20 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب يؤكد أنه سيقر بهزيمته إذا كانت الانتخابات عادلة
  مصر اليوم - ترامب يؤكد أنه سيقر بهزيمته إذا كانت الانتخابات عادلة

GMT 00:51 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد هنيدي يتراجع عن تقديم عمّ قنديل في رمضان 2025
  مصر اليوم - محمد هنيدي يتراجع عن تقديم عمّ قنديل في رمضان 2025

GMT 04:39 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

جيش منظم على الإنترنت ضد "تزوير الانتخابات" يدعمه إيلون ماسك
  مصر اليوم - جيش منظم على الإنترنت ضد تزوير الانتخابات يدعمه إيلون ماسك

GMT 15:53 2018 الإثنين ,12 آذار/ مارس

إستياء في المصري بسبب الأهلي والزمالك

GMT 10:53 2019 الثلاثاء ,08 تشرين الأول / أكتوبر

تعرفي على وصفات طبيعية للعناية بالشعر التالف

GMT 02:56 2018 الأربعاء ,04 تموز / يوليو

الفنانة ميرنا وليد تستعد لتقديم عمل كوميدي جديد

GMT 19:15 2018 الجمعة ,29 حزيران / يونيو

سامح حسين يكشف عن الأفيش الأول لـ"الرجل الأخطر"

GMT 13:48 2018 السبت ,05 أيار / مايو

سيارة بدون "عجلة قيادة ودواسات" من سمارت
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon