توقيت القاهرة المحلي 09:00:07 آخر تحديث
  مصر اليوم -

المسودة الأوروبية

  مصر اليوم -

المسودة الأوروبية

بقلم - عمرو الشوبكي

نشرت، أمس، صحف ووسائل إعلام عالمية ما عُرف بالمسودة الأوروبية للاتفاق النووى بين إيران والولايات المتحدة، والذى فى حال توقيع الجانبين عليه سيعنى تحولًا كبيرًا على الساحتين الإقليمية والدولية.
والحقيقة أن الإطار الحاكم للمفاوضات الماراثونية، التى جرت فى فيينا وأفرزت فى النهاية هذه المسودة، هو رؤية تقوم على فرض قيود صارمة على برنامج إيران النووى تحول تحت أى ظرف دون قدرتها على امتلاك سلاح نووى فى مقابل رفع العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها. وهى تعكس تصورًا «إدماجيًّا» تبَنّته أوروبا ومعها الإدارة الأمريكية الديمقراطية (أوباما ثم بايدن)، ويقوم على أن إيران يمكن دمجها فى المنظومة العالمية، وإذا تعذر التطبيع الكامل معها، فإنه على الأقل يمكن تحويلها من دولة معارِضة من خارج النظام الدولى إلى معارِضة من داخله.

وقد تضمن المقترح الأوروبى 4 مراحل، وفترتين زمنيتين، تستغرق كل منهما 60 يومًا، حيث سيشهد اليوم التالى لتوقيع الاتفاق رفع العقوبات عن 17 بنكًا و150 مؤسسة اقتصادية إيرانية، فى مقابل أن تبدأ إيران بالتراجع التدريجى عن خطواتها النووية، كما سيتم الإفراج عن 7 مليارات دولار من أموالها المجمدة فى كوريا الجنوبية.

كما يعطى المقترح أيضًا الحق لإيران بعد ١٢٠ يومًا من التوقيع عليه فى تصدير 2.5 مليون برميل نفط فى مقابل ٥٠ مليون برميل طوال الـ١٢٠ يومًا الأولى.

وبالرغم من أن إيران لم تكشف تفاصيل ردها على المقترح الأوروبى، فإن وكالة الأنباء الإيرانية «إرنا» أفادت بأن نقاط التباين المتبقية تدور حول 3 قضايا، أعربت فيها أمريكا عن مرونتها اللفظية فى حالتين، لكن «يجب إدراجهما فى النص»، وتتعلق الثالثة بـ«ضمان استمرار تنفيذ الاتفاق» فى حال التوقيع عليه، خاصة فى ظل تخوف إيرانى من انسحاب أمريكى جديد، فى حال مجىء إدارة جمهورية كما جرى منذ أربع سنوات مع إدارة ترامب، التى انسحبت من الاتفاق النووى الذى وقعه سلفه الرئيس أوباما.

كما تمسكت الولايات المتحدة برفض طلب طهران إزالة اسم الحرس الثورى من قائمة واشنطن للمنظمات الإرهابية، وهو مطلب خليجى أيضًا، فى مقابل تمسك إيران بتحقيق فوائد اقتصادية كاملة من الاتفاق النووى، خصوصًا فى مجال رفع العقوبات، وعدم تكرار الانسحاب الأمريكى منه.

كما أعلنت إسرائيل رفضها مسودة المقترح الأوروبى، واعتبرته يتجاوز خطوط إدارة بايدن الحمراء.

من الواضح أن الولايات المتحدة وإيران باتتا أكثر من أى وقت مضى قريبتين من التوقيع على اتفاق نووى جديد، وقد يكون عدم رفع الحرس الثورى من قائمة التنظيمات الإرهابية عامل طمأنة لبعض الدول الخليجية، التى تضررت من تدخلات إيران فى شؤونها الداخلية، وقد يكون هذا الاتفاق بداية لكى تراجع إيران سياساتها فى العالم العربى كما ستفعل مع الولايات المتحدة والعالم.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المسودة الأوروبية المسودة الأوروبية



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

ياسمين صبري بإطلالات أنيقة كررت فيها لمساتها الجمالية

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 19:23 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

5 مدن ساحلية في إيطاليا لمحبي الهدوء والإسترخاء
  مصر اليوم - 5 مدن ساحلية في إيطاليا لمحبي الهدوء والإسترخاء

GMT 10:15 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

أفكار لتزيين واجهة المنزل المودرن والكلاسيكي
  مصر اليوم - أفكار لتزيين واجهة المنزل المودرن والكلاسيكي

GMT 07:24 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

دراسة توضح علاقة القهوة بأمراض القلب
  مصر اليوم - دراسة توضح علاقة القهوة بأمراض القلب

GMT 23:46 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

انتعاشة فنية لـ حنان مطاوع بـ 3 مسلسلات وفيلم
  مصر اليوم - انتعاشة فنية لـ حنان مطاوع بـ 3 مسلسلات وفيلم

GMT 10:57 2020 الإثنين ,07 كانون الأول / ديسمبر

فوائد لا تصدق لقشور جوز الصنوبر

GMT 08:53 2020 الثلاثاء ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة زوجة محمد صلاح بفيروس كورونا

GMT 08:15 2020 الأربعاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

"حبيب نورمحمدوف" إنجازات رياضية استثنائية وإرث مثير للجدل

GMT 08:45 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

القصة الكاملة لمرض الإعلامية بسمة وهبة الغامض

GMT 07:16 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الدواجن في مصر اليوم الإثنين 19 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 09:50 2020 السبت ,10 تشرين الأول / أكتوبر

شقيقان بالإسكندرية يعانيان من مرض جلدى نادر

GMT 23:35 2020 الأربعاء ,16 أيلول / سبتمبر

بورصة تونس تقفل التعاملات على تراجع
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon