توقيت القاهرة المحلي 08:36:44 آخر تحديث
  مصر اليوم -

وانتصر الشعب

  مصر اليوم -

وانتصر الشعب

بقلم : عمرو الشوبكي

جاء فوز مرشح حزب الشعب الجمهورى (الحزب المدنى المعارض لأردوغان) أكرم إمام أوغلو ليعلن انتصار الشعب التركى على حزب أردوغان الذى قرر أن يعيد انتخابات المدينة مرة أخرى بحجة وجود تلاعب فى الانتخابات السابقة، فجاء رد الشعب التركى بإعطاء مزيد من الأصوات إلى أوغلو حين أعطاه نسبة 54% من أصوات الناخبين بعد فرز 99% من صناديق الاقتراع، بفارق 7% عن منافسه مرشح حزب العدالة والتنمية الحاكم يلدريم، الذى نال حوالى 45% من أصوات الناخبين، وحقق بذلك تقدما بأكثر من 775 ألف صوت مقارنة بالانتخابات الماضية عندما فاز بفارق 13 ألف صوت فقط.

والمؤكد أن التجربة السياسية التركية تتسم بقدر من الحيوية لأنها أرست بفضل مؤسسها مصطفى كمال أتاتورك الأساس لدولة قانون، صحيح أنها لم تكن ديمقراطية معظم الوقت إلا أنها حافظت على منظومة قيم منها علمانية الدولة واحترام الأخيرة للقواعد التى تضعها لنفسها ومنها عدم تزوير الانتخابات.

ولم يسمح النظام العلمانى التركى للقوى الإسلامية بالتواجد السياسى الشرعى، وفى حال نجاحها فى التحايل على النظام ووصولها للسلطة (فى بعض الأحيان كانت قوى محافظة دينيًا وليست إسلامية) كان الجيش ينقلب عليها بمقتضى نص سابق فى الدستور التركى يعطيه حق التدخل من أجل الحفاظ على علمانية الدولة.

هذا الإرث وهذه التقاليد التى عرفتها الدولة التركية بالإضافة لحيوية الشعب التركى وضعت قيودا على تحركات أردوغان فالرجل لم يستطع أن يشطب المعارضة من المعادلة السياسية التى قدمت بدورها مرشحا آخر فى انتخابات الرئاسة حصل على 37% من أصوات الناخبين (وليس 1 أو 2%)، وعادت مرة أخرى وخاضت تجربة المحليات وانتصرت على حزب أردوغان فى العواصم والمدن والكبرى.

ورغم محاولات أردوغان المتعددة الالتفاف على تجربة الديمقراطية المقيدة التى تعيشها تركيا وممارساته الكثيرة التى فرضت قيودا على حرية الرأى والتعبير واعتقاله آلاف المعارضين السياسيين، وحتى الجماعة الدينية ذات الأنشطة المدنية التى دعمته فى البداية وأوصلته للسلطة (جماعة الخدمة برئاسة فتح الله جولن) صنفها جماعة انقلابية إرهابية ووضع كثيرا من أعضائها فى السجون بجانب آلاف الصحفيين والأكاديميين ورجال من الجيش والشرطة.

يقينا أردوغان لم يعد ديمقراطيا ولا إصلاحيا على عكس بداياته فى 2002 وهذه نتيجة منطقية لمن يبقى فى السلطة 18 عاما ويخطط لكى يبقى فيها إلى الأبد.

الرسالة الكبرى التى يمكن أن تقدمها الخبرة السياسية التركية لدول المنطقة والعالم فى حال خسارة أردوغان للانتخابات الرئاسية القادمة أن الاستقطاب الذى تشهده المنطقة يمكن حسمه بالديمقراطية بشرط أن يكون الطرف المحافظ أو الدينى يمثله حزب سياسى مدنى وليس جماعة دينية عقائدية مثل الإخوان وأخواتها، وأن تكون هناك دولة قانون تعطى مساحة للتنافس السياسى.

المصدر :

المصري اليوم

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

وانتصر الشعب وانتصر الشعب



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

ياسمين صبري بإطلالات أنيقة كررت فيها لمساتها الجمالية

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 05:22 2024 السبت ,21 أيلول / سبتمبر

حجب منصة “إكس” في البرازيل للمرة الثانية
  مصر اليوم - حجب منصة “إكس” في البرازيل للمرة الثانية

GMT 09:51 2024 السبت ,08 حزيران / يونيو

أنواع مختلفة من الفساتين لحفلات الزفاف

GMT 06:29 2015 الإثنين ,28 كانون الأول / ديسمبر

قضية فرخندة مالك زادة تفضح ظلم القضاء الأفغاني للمرأة

GMT 19:55 2017 الإثنين ,09 تشرين الأول / أكتوبر

وفاة الفنانة فاتن الحناوي بسبب إصابتها بفشل كلوي

GMT 03:38 2017 الجمعة ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

وزارة التخطيط تؤكد أن 5000 فدان في الفرافرة جاهزين للزراعة

GMT 22:33 2016 الجمعة ,18 آذار/ مارس

طريقة عمل البوظة السورية

GMT 09:56 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

توقيع رواية "ودارت الأيام" في بيت السناري

GMT 12:56 2021 الإثنين ,11 تشرين الأول / أكتوبر

Snapchat سيتيح للمستخدمين قريبا تغيير "اسم المستخدم" الخاص بهم

GMT 06:41 2021 السبت ,19 حزيران / يونيو

الأرجنتين يتخطى عقبة أوروجواي بهدف نظيف
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon