توقيت القاهرة المحلي 01:06:01 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الحسابات المختلفة

  مصر اليوم -

الحسابات المختلفة

بقلم: عمرو الشوبكي

معركة غزة هذه المرة تختلف عن المعارك السابقة، فهى ليست معركة شاملة شاركت فيها كل فصائل المقاومة، ولا هى انتفاضة شعبية لمواجهة الاحتلال، مثلما حدث العام الماضى حين انتفض الجميع، بمَن فيهم عرب الداخل الإسرائيلى من أجل العدالة ودولة الحقوق والواجبات المتساوية مع فلسطينيى الضفة الغربية، الذين تظاهروا ضد الاحتلال وسقط منهم عشرات الشهداء، بجانب عمليات فصائل المقاومة المسلحة فى غزة، وشملت حماس والجهاد وفتح وغيرها.

وقد تكون هى المرة الأولى فى تاريخ فصائل المقاومة الفلسطينية فى قطاع غزة التى لا تشارك فيها حركة حماس «إخوانها» فى حركة الجهاد، (الأكثر ارتباطًا بإيران)، نفس المعركة ضد قوات الاحتلال، فقد أطلقت سرايا القدس، (الجناح العسكرى لحركة الجهاد الإسلامى)، بمفردها، ودون مشاركة حركة حماس، أكثر من ٣٠٠ صاروخ على عدد من المدن الإسرائيلية، لم تُخلف إصابات، ردًّا على اغتيال عدد من قادتها، أبرزهم تيسير الجعبرى وخالد منصور، ليصل عدد شهداء الجانب الفلسطينى إلى ٣٣ شهيدًا، (أغلبهم مدنيون)، بجانب تدمير كلى وجزئى لأكثر من ألف بناية.

والحقيقة أن التفاوت بين موقفى حماس والجهاد، وحرص الأولى، (وهى القوة الكبرى عسكريًّا)، حتى اللحظة، على عدم الدخول فى مواجهة مع إسرائيل، سيعنى أن هذه المواجهة ستنتهى قريبًا فى هذا الأسبوع، أما إذا استمرت إسرائيل فى استهدافها للمدنيين، واعتداء المستوطنين على المسجد الأقصى، فسيعنى دفع باقى الفصائل، وخاصة كتائب عز الدين القسام، (الجناح العسكرى لحركة حماس)، إلى دخول هذه المواجهة، وإطالة أمد هذه الحرب.

من الواضح أن إسرائيل قصرت استهدافها على قيادات الجهاد، وخاصة جناحها العسكرى، بجانب استهانتها المعتادة بأرواح المدنيين والأطفال، الذين شكّلوا غالبية الضحايا، وعدم استهداف قادة حماس قد يعنى أن الأخيرة خارج الحسابات الاستراتيجية الإيرانية، وأنها رغم علاقتها الجيدة معها، فإنها حافظت على قدر من الاستقلالية، وأعْلَت من شأن الحسابات الوطنية والشعبية الفلسطينية.

من الواضح أن إيران حاضرة فى هذه المواجهة، فعلاقة الجهاد بطهران قوية، على خلاف الرواية الإسرائيلية، التى قالت إنها ترتب لعمليات فورية فى إسرائيل، والواقع أن الجهاد كان يُعمق علاقته العسكرية والأمنية بطهران، وأن استهداف إسرائيل قائدًا فى سرايا القدس داخل بناية سكنية هو رسالة خشنة لإيران.

إذا نجحت جهود الوساطة المصرية فى وقف القتال، اليوم أو غدًا، والتى سيعزز من فرص نجاحها عدم مشاركة حماس فيها، فسيبقى التحدى الكبير هو فى كيفية تحويل حسابات الرشادة والنضج التى بدأت تدخل فى حسابات بعض فصائل المقاومة من أجل الوصول إلى تسوية عادلة تكسر الصلف الإسرائيلى، خاصة أن كثيرين فى دول العالم يختلفون جذريًّا مع التوجهات العقائدية والسياسية لفصائل المقاومة الإسلامية، ولكنهم يعتبرون أن أصل الداء هو الاحتلال

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الحسابات المختلفة الحسابات المختلفة



GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 23:01 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

ستارمر والأمن القومي البريطاني

GMT 22:55 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حول الحرب وتغيير الخرائط

إطلالات عملية ومريحة للنجمات في مهرجان الجونة أبرزها ليسرا وهند صبري

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 18:09 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه
  مصر اليوم - بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه

GMT 00:20 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب يؤكد أنه سيقر بهزيمته إذا كانت الانتخابات عادلة
  مصر اليوم - ترامب يؤكد أنه سيقر بهزيمته إذا كانت الانتخابات عادلة

GMT 00:51 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد هنيدي يتراجع عن تقديم عمّ قنديل في رمضان 2025
  مصر اليوم - محمد هنيدي يتراجع عن تقديم عمّ قنديل في رمضان 2025

GMT 04:39 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

جيش منظم على الإنترنت ضد "تزوير الانتخابات" يدعمه إيلون ماسك
  مصر اليوم - جيش منظم على الإنترنت ضد تزوير الانتخابات يدعمه إيلون ماسك

GMT 15:53 2018 الإثنين ,12 آذار/ مارس

إستياء في المصري بسبب الأهلي والزمالك

GMT 10:53 2019 الثلاثاء ,08 تشرين الأول / أكتوبر

تعرفي على وصفات طبيعية للعناية بالشعر التالف

GMT 02:56 2018 الأربعاء ,04 تموز / يوليو

الفنانة ميرنا وليد تستعد لتقديم عمل كوميدي جديد

GMT 19:15 2018 الجمعة ,29 حزيران / يونيو

سامح حسين يكشف عن الأفيش الأول لـ"الرجل الأخطر"

GMT 13:48 2018 السبت ,05 أيار / مايو

سيارة بدون "عجلة قيادة ودواسات" من سمارت
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon