توقيت القاهرة المحلي 08:08:09 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الحسابات المختلفة

  مصر اليوم -

الحسابات المختلفة

بقلم: عمرو الشوبكي

معركة غزة هذه المرة تختلف عن المعارك السابقة، فهى ليست معركة شاملة شاركت فيها كل فصائل المقاومة، ولا هى انتفاضة شعبية لمواجهة الاحتلال، مثلما حدث العام الماضى حين انتفض الجميع، بمَن فيهم عرب الداخل الإسرائيلى من أجل العدالة ودولة الحقوق والواجبات المتساوية مع فلسطينيى الضفة الغربية، الذين تظاهروا ضد الاحتلال وسقط منهم عشرات الشهداء، بجانب عمليات فصائل المقاومة المسلحة فى غزة، وشملت حماس والجهاد وفتح وغيرها.

وقد تكون هى المرة الأولى فى تاريخ فصائل المقاومة الفلسطينية فى قطاع غزة التى لا تشارك فيها حركة حماس «إخوانها» فى حركة الجهاد، (الأكثر ارتباطًا بإيران)، نفس المعركة ضد قوات الاحتلال، فقد أطلقت سرايا القدس، (الجناح العسكرى لحركة الجهاد الإسلامى)، بمفردها، ودون مشاركة حركة حماس، أكثر من ٣٠٠ صاروخ على عدد من المدن الإسرائيلية، لم تُخلف إصابات، ردًّا على اغتيال عدد من قادتها، أبرزهم تيسير الجعبرى وخالد منصور، ليصل عدد شهداء الجانب الفلسطينى إلى ٣٣ شهيدًا، (أغلبهم مدنيون)، بجانب تدمير كلى وجزئى لأكثر من ألف بناية.

والحقيقة أن التفاوت بين موقفى حماس والجهاد، وحرص الأولى، (وهى القوة الكبرى عسكريًّا)، حتى اللحظة، على عدم الدخول فى مواجهة مع إسرائيل، سيعنى أن هذه المواجهة ستنتهى قريبًا فى هذا الأسبوع، أما إذا استمرت إسرائيل فى استهدافها للمدنيين، واعتداء المستوطنين على المسجد الأقصى، فسيعنى دفع باقى الفصائل، وخاصة كتائب عز الدين القسام، (الجناح العسكرى لحركة حماس)، إلى دخول هذه المواجهة، وإطالة أمد هذه الحرب.

من الواضح أن إسرائيل قصرت استهدافها على قيادات الجهاد، وخاصة جناحها العسكرى، بجانب استهانتها المعتادة بأرواح المدنيين والأطفال، الذين شكّلوا غالبية الضحايا، وعدم استهداف قادة حماس قد يعنى أن الأخيرة خارج الحسابات الاستراتيجية الإيرانية، وأنها رغم علاقتها الجيدة معها، فإنها حافظت على قدر من الاستقلالية، وأعْلَت من شأن الحسابات الوطنية والشعبية الفلسطينية.

من الواضح أن إيران حاضرة فى هذه المواجهة، فعلاقة الجهاد بطهران قوية، على خلاف الرواية الإسرائيلية، التى قالت إنها ترتب لعمليات فورية فى إسرائيل، والواقع أن الجهاد كان يُعمق علاقته العسكرية والأمنية بطهران، وأن استهداف إسرائيل قائدًا فى سرايا القدس داخل بناية سكنية هو رسالة خشنة لإيران.

إذا نجحت جهود الوساطة المصرية فى وقف القتال، اليوم أو غدًا، والتى سيعزز من فرص نجاحها عدم مشاركة حماس فيها، فسيبقى التحدى الكبير هو فى كيفية تحويل حسابات الرشادة والنضج التى بدأت تدخل فى حسابات بعض فصائل المقاومة من أجل الوصول إلى تسوية عادلة تكسر الصلف الإسرائيلى، خاصة أن كثيرين فى دول العالم يختلفون جذريًّا مع التوجهات العقائدية والسياسية لفصائل المقاومة الإسلامية، ولكنهم يعتبرون أن أصل الداء هو الاحتلال

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الحسابات المختلفة الحسابات المختلفة



GMT 08:29 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

الإجابة عِلم

GMT 08:25 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

العرق الإخواني دساس!!

GMT 08:16 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

وزراء فى حضرة الشيخ

GMT 08:05 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

نجاة «نمرة 2 يكسب أحيانًا»!!

ياسمين صبري بإطلالات أنيقة كررت فيها لمساتها الجمالية

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 19:23 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

5 مدن ساحلية في إيطاليا لمحبي الهدوء والإسترخاء
  مصر اليوم - 5 مدن ساحلية في إيطاليا لمحبي الهدوء والإسترخاء

GMT 10:15 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

أفكار لتزيين واجهة المنزل المودرن والكلاسيكي
  مصر اليوم - أفكار لتزيين واجهة المنزل المودرن والكلاسيكي

GMT 07:24 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

دراسة توضح علاقة القهوة بأمراض القلب
  مصر اليوم - دراسة توضح علاقة القهوة بأمراض القلب

GMT 23:46 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

انتعاشة فنية لـ حنان مطاوع بـ 3 مسلسلات وفيلم
  مصر اليوم - انتعاشة فنية لـ حنان مطاوع بـ 3 مسلسلات وفيلم

GMT 10:57 2020 الإثنين ,07 كانون الأول / ديسمبر

فوائد لا تصدق لقشور جوز الصنوبر

GMT 08:53 2020 الثلاثاء ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة زوجة محمد صلاح بفيروس كورونا

GMT 08:15 2020 الأربعاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

"حبيب نورمحمدوف" إنجازات رياضية استثنائية وإرث مثير للجدل

GMT 08:45 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

القصة الكاملة لمرض الإعلامية بسمة وهبة الغامض

GMT 07:16 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الدواجن في مصر اليوم الإثنين 19 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 09:50 2020 السبت ,10 تشرين الأول / أكتوبر

شقيقان بالإسكندرية يعانيان من مرض جلدى نادر

GMT 23:35 2020 الأربعاء ,16 أيلول / سبتمبر

بورصة تونس تقفل التعاملات على تراجع

GMT 01:08 2020 الأحد ,19 تموز / يوليو

طريقة عمل الشكشوكة التونسية

GMT 22:12 2020 الأحد ,21 حزيران / يونيو

أستون فيلا ينهار في ١١٤ ثانية أمام تشيلسي

GMT 23:30 2020 الجمعة ,05 حزيران / يونيو

السودان تسجل 215 إصابة جديدة بفيروس كورونا
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon