توقيت القاهرة المحلي 17:39:53 آخر تحديث
  مصر اليوم -

كيف فكر «السنوار»؟

  مصر اليوم -

كيف فكر «السنوار»

بقلم:عمرو الشوبكي

هل قام «السنوار» بعملية ٧ أكتوبر باعتباره قائد فصيل مسلح يقاوم الاحتلال دون أن يفكر فى رد الفعل والعواقب؟، وهل حسب جيدًا رد الفعل الإسرائيلى والتواطؤ الدولى والضعف العربى؟. من الصعب امتلاك إجابة قاطعة على كل هذه التساؤلات لكن من الواضح أن «السنوار» توقع أن يكون هناك رد فعل إسرائيلى عنيف وقاسٍ ولكنه ربما لم يكن يتوقع أن يكون لهذه الدرجة من العنف والإجرام؛ أنْ تُدمَّر غزة ويُقتل ٤٣ ألف فلسطينى ويُصاب ١٠٠ ألف شخص.

هل يُعقل أن تستهدف إسرائيل بشكل متعمد أمس الأول مربعًا سكنيًا كاملًا وتقتل حوالى ١٠٠ فلسطينى، غالبيتهم من النساء والأطفال، والعالم يتفرج والمؤسسات الدولية غير قادرة حتى على الإدانة، والمرشحة الرئاسية الأمريكية كامالا هاريس حين ردت على طالب سألها بأن أمريكا شريك إسرائيل فى جرائم الإبادة الجماعية لم تنفِ ولم تؤيد، وقالت إن من حقه أن يعبر عن رأيه، وهو ما أدى إلى قيام الجماعات الصهيونية بحملة شعواء ضدها؟.

لا أعتقد أن «السنوار» حين خطط ونفذ عملية ٧ أكتوبر كان يرى أن العالم سيتصرف مع جرائم الإبادة الجماعية بهذه الطريقة؛ لأن إيمانه بعدالة قضيته وحتمية انتصارها كان يقينًا، فالرجل كما ذكرت تقارير غربية وحتى إسرائيلية (صحيفة هآرتس) حين جرى التحقيق معه قبل أن يُفرج عنه فى صفقة «شاليط» الشهيرة فى ٢٠١١، أكد لمحققه ضابط الشاباك الإسرائيلى أن «الأدوار ستتبدّل، وسينقلب العالم عليك»، وتحدث بلغة فيها ثقة مطلقة بالنفس وبالنصر للقضية الفلسطينية.

صحيح أنه فى تجارب قادة كثيرين واجهوا مظالم مختلفة، سواء من نظمهم الحاكمة أو محتليهم، كانوا يتحدثون بهذه الثقة، فكثيرًا ما سمعنا جملًا من نوع: حين «تحكم الثورة» ستُحاسب فلانًا وعلانًا، أو حين تتحرر فلسطين سيُحاسب المتواطئون والخونة، رغم وجود فارق كبير فى توازنات القوى بين سلطة الاحتلال وشجاعة المقاومة.

على الأرجح أن «السنوار» كانت لديه قناعة قريبة من ذلك، وهى بالمناسبة كانت قناعات قادة التحرر الوطنى، فمثلًا نيلسون مانديلا الذى بقى فى السجن ٢٧ عامًا كانت لديه قناعة مطلقة بحتمية النصر على نظام الفصل العنصرى، ولكن ذلك لم يمنعه من رؤية حسابات الواقع والقوى التى تدعمه فى الداخل والخارج، ويتابع تفاصيل حياة الناس ولأى حد سيظلون قادرين على المقاومة. «السنوار» كان على أتم الاستعداد أن يدافع عن قضيته حتى الرمق الأخير، ويدفع كما فعل حياته ثمنًا لها، وكان لديه أيضًا ثقة مطلقة بأنها ستنتصر، ولكن هذا لا ينفى أن الطريق إلى النصر يحتاج إلى حساب كل فعل يقوم به؛ لا لكى يقول هم أقوى منا فأفضّل الاستسلام، إنما لكى يكون هذا الفعل نتاج موقف مبدئى مقاوم لكنه يرى أيضًا تفاصيل الواقع.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كيف فكر «السنوار» كيف فكر «السنوار»



GMT 14:05 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

سؤال المرحلة... أي مستقبل للمشروع الإيراني؟

GMT 14:02 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

حكومة “لا فَتَّتْ ولا غَمَّست” فلِمَ التعديل!

GMT 13:59 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

لحظات حرجة فى حياتى

GMT 13:58 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

كيف نحمى المقدرات المصرية؟

GMT 09:37 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مسافرون

GMT 09:36 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

الغرب يخطئ مرتين في سوريا

GMT 09:34 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

لبنان والمسألة الثقافيّة قبل نكبة «حزب الله» وبعدها

GMT 09:33 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

حب وزواج في زمن الحرب

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 10:38 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات أنيقة وراقية لكيت ميدلتون باللون الأحمر
  مصر اليوم - إطلالات أنيقة وراقية لكيت ميدلتون باللون الأحمر

GMT 10:34 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

الوجهات السياحية الأكثر زيارة خلال عام 2024
  مصر اليوم - الوجهات السياحية الأكثر زيارة خلال عام 2024

GMT 10:56 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

نصائح للعناية بالأرضيات الباركيه وتلميعها
  مصر اليوم - نصائح للعناية بالأرضيات الباركيه وتلميعها

GMT 09:38 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء
  مصر اليوم - نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 17:31 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

رامي إمام يكشف شرطًا لعودة الزعيم عادل إمام إلى الشاشة
  مصر اليوم - رامي إمام يكشف شرطًا لعودة الزعيم عادل إمام إلى الشاشة

GMT 23:09 2019 الإثنين ,24 حزيران / يونيو

بورصة دبي تغلق دون تغيير يذكر عند مستوى 2640 نقطة

GMT 21:08 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

باريس سان جيرمان يستهدف صفقة من يوفنتوس

GMT 14:28 2018 الأربعاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

جماهير المصري تدعم إستمرار ميمي عبد الرازق كمدير فني
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon