توقيت القاهرة المحلي 10:42:25 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الدولة المستقرة أم العميقة؟

  مصر اليوم -

الدولة المستقرة أم العميقة

بقلم - عمرو الشوبكي

نشرت صحيفة «النيويورك تايمز» الأمريكية مقالا أو رسالة من مجهول يبدأ بتعريف نفسه: (of resistance I›m part)

بأنه جزء من تيار مقاومة داخل البيت الأبيض ومن الدائرة المحيطة بالرئيس، وأنه جمهورى محافظ وليس ديمقراطيا وأن «ترامب فاقد للأهلية يتصرف كأنه ديكتاتور وقراراته عشوائية ومزاجيه لا تتبع منطقا ولا أى استراتيجية ولا إطار أيديولوجى، ولا بوصلة أخلاقية.

وأكد «عنصر المقاومة» أنه وباقى فريقه «السرى» نجحوا أن يجنبوا أمريكا والعالم كوارث كثيرة ويحموا مصالح أمريكا وضرب مثلا بكيف أنهم كانوا وراء فرض عقوبات على روسيا وتمريرها حتى وقع عليها الرئيس ومازال من وقت لآخر يحاول رفعها، كما أنهم يحاولون فى السر إصلاح علاقتهم بحلفاء أمريكا، وأكد أنه لا يرغب لا هو ولا فريقه فى عزل الرئيس إنما ترشيد سياساته من داخل المنظومة الحاكمة نفسها.

وقد اعتبر صاحب الرسالة المجهولة أنه يمثل «الدولة المستقرة» (Steady state) وليس الدولة العميقة (Deep state) مدشنا تعبيرا جديدا ميز فيه نفسه عن مؤسسات الدولة العميقة باعتباره جزءا من الإدارة السياسية التى تعمل مع ترامب وليس من رجال الأجهزة الأمنية.

وأصبحت معركة الرئيس الأمريكى مزدوجة واحدة مع معارضيه وقطاع واسع من الرأى العام، والثانية مع مؤسسات الدولة الأمريكية «العميقة»، وأضيف لها أيضا رجال «الدولة المستقرة» التى جزء منها يعمل معه.

لقد اعتدنا فى النظم الديمقراطية أن نجد خصوما للرئيس أو الحزب الحاكم ينشطون بشكل علنى من خلال أحزاب أو شخصيات معارضة تطرح تصوراتها وبرامجها البديلة لمن فى الحكم على الرأى العام، لكن من غير المعتاد أن نجد مؤيدين للرئيس ومن دائرته السياسية المقربة يعبرون عن رفضهم لسياساته بشكل سرى.

والحقيقة أن هذه الرسالة تقول إن معركة ترامب لم تعد فقط مع الدولة العميقة إنما أيضا ما سمى «الدولة المستقرة» أى مع فريقه السياسى الذى يعمل معه (أو جانب منه)، خاصة أنه لا يستطيع أن يحول هذه المؤسسات والأجهزة إلى سكرتارية تعتبر «أحلامه أوامر» فهناك حدود لتدخلاته وقدرته على تغيير طبيعة عمل هذه المؤسسات.

وفى نفس الوقت أصبح لدى المؤسسات الأمريكية تقاليد دستورية وقانونية فى إدارة صراعات الداخل الأمريكى لا تجعلها ترتب لاغتياله مثلا أو الانقلاب عليه، إنما تحاول حصاره ومحاسبته على جرائم محتملة ارتكبها دون تلفيق بعزله وفق المادة 25 من الدستور الأمريكى أو إنقاذه وترشيد تصرفاته الهوجاء مثلما يحاول رجال «الدولة المستقرة» أن يفعلوا معه، والنتيجة مشهد غير مسبوق فى تاريخ النظام السياسى الأمريكى يقول إننا أمام رئيس فى أزمة كبرى بات من الصعب جدا أن يفلت منها سواء بالعزل أو خسارة الانتخابات القادمة.

نقلا عن المصري اليوم

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الدولة المستقرة أم العميقة الدولة المستقرة أم العميقة



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

ياسمين صبري بإطلالات أنيقة كررت فيها لمساتها الجمالية

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 05:22 2024 السبت ,21 أيلول / سبتمبر

حجب منصة “إكس” في البرازيل للمرة الثانية
  مصر اليوم - حجب منصة “إكس” في البرازيل للمرة الثانية

GMT 09:51 2024 السبت ,08 حزيران / يونيو

أنواع مختلفة من الفساتين لحفلات الزفاف

GMT 06:29 2015 الإثنين ,28 كانون الأول / ديسمبر

قضية فرخندة مالك زادة تفضح ظلم القضاء الأفغاني للمرأة

GMT 19:55 2017 الإثنين ,09 تشرين الأول / أكتوبر

وفاة الفنانة فاتن الحناوي بسبب إصابتها بفشل كلوي

GMT 03:38 2017 الجمعة ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

وزارة التخطيط تؤكد أن 5000 فدان في الفرافرة جاهزين للزراعة

GMT 22:33 2016 الجمعة ,18 آذار/ مارس

طريقة عمل البوظة السورية

GMT 09:56 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

توقيع رواية "ودارت الأيام" في بيت السناري

GMT 12:56 2021 الإثنين ,11 تشرين الأول / أكتوبر

Snapchat سيتيح للمستخدمين قريبا تغيير "اسم المستخدم" الخاص بهم

GMT 06:41 2021 السبت ,19 حزيران / يونيو

الأرجنتين يتخطى عقبة أوروجواي بهدف نظيف
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon