توقيت القاهرة المحلي 13:17:05 آخر تحديث
  مصر اليوم -

دائرة الإرهاب

  مصر اليوم -

دائرة الإرهاب

بقلم : عمرو الشوبكي

عملية سيناء الأخيرة مؤلمة على النفس، وقدمت رسائل للمجتمع تقول إننا لم ننتصر بعد على الإرهاب وأن الحرب مازالت مستمرة حتى ندحض الفكرة الإرهابية قبل تصفية الإرهابيين.

ومع كل حادثة إرهابية تبدأ نوعية من الإعلام فى تكرار المطالبة بإخلاء سيناء من السكان، ونسى هؤلاء الجهلة أو تناسوا أن أكبر انتصار للإرهاب هو فى إخلاء المناطق لا تعميرها وملئها بالبشر وهى عكس ما تتحدث عنه الدولة عن ضرورة تعمير سيناء وربطها بالدلتا وباقى المدن المصرية عبر أنفاق.

يقينا مواجهة الإرهاب لن تكون بالشعارات ولا بالأغانى الوطنية إنما بسياسات جديدة تبحث فى الأسباب الاجتماعية والسياسية التى تقف وراء الإرهاب ولا تكتفى فقط بالجوانب الدينية والعقائدية التى تراجعت أمام روايات الانتقام والثأر السياسى من الدولة.

إن معركة مصر ضد الإرهاب ليست فقط مع التنظيمات الإجرامية التى ترفع السلاح وتروع الأبرياء وتقتل رجال الجيش والشرطة، إنما مع البيئة الاجتماعية والسياسية المحيطة التى جعلت وجودها واقعا حقيقيا، وهذه البيئة قد تكون مظالم سياسية أو مجتمعية أو علاقة ثأرية مع الدولة أو تضامنا قبليا وعائليا أو تضررا اقتصاديا أو قريبا قتل دون أن يعوض أهله، أو أوضاعا إنسانية صعبة يعيشها الكثيرون، خاصة فى سيناء، كل هذه الجوانب لابد من فتحها ومناقشتها ولدينا القدرة على فعل ذلك وتحقيق تقدم يغير من الواقع.

التركيز على أن المشكلة فى تفسيرات دينية متطرفة تخفى حقيقة الأبعاد المركبة للإرهاب الجديد التى باتت تشمل أبعادا سياسية واقتصادية وعالمية فلم تعد هى التنظيمات المحلية التى عرفتها مصر فى السبعينيات والثمانينيات مثل الجهاد والجماعة الإسلامية، إنما صارت تنظيمات عالمية عابرة للدول والحدود.

النصوص الدينية لا تصنع فى أى مكان عنفا أو إرهابا، إنما الوسيط البشرى الذى ينهل منها ويفسرها نتيجة ظروفه الاجتماعية والسياسية هو الذى يصنع هذا الإرهاب.

لماذا لم يفرز النص الدينى الموجود معنا منذ قرون تكفيريين فى العالمين العربى والإسلامى طوال العشرينيات والثلاثينيات من القرن الماضى مثلا؟ فلم يكن هناك تنظيم القاعدة ولا داعش رغم أننا كنا بلادا محتلة، وكان من يقود التحرر الوطنى فى بلادنا هى جماعات وطنية وليست جماعات دينية أو إخوانية أو داعشية.

النصوص الدينية لا تصنع عنفا ولا إرهابا إنما هى مثل البنزين لن يشتعل إلا إذا ألقى فيه عود ثقاب وهذا هو الواقع الاجتماعى والسياسى الذى يدفع البعض إلى تفسيرات متطرفة أو معتدلة تبعا لهذا الواقع.

الانتصار على الإرهاب سيبدأ حين يتم التمييز بين الواقع الاجتماعى والسياسى الذى يفرز الإرهابيين، وهنا يجب أن يتم التعامل معه برؤى سياسية واجتماعية، وبين التنظيمات الإرهابية المسلحة التى ستواجه أساسا بالأدوات الأمنية.

رحم الله شهداء سيناء والوطن.

المصدر :

المصري اليوم

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

دائرة الإرهاب دائرة الإرهاب



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 10:59 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب توفيق يكشف للمرة الأولى سراً عن أشهر أغانيه
  مصر اليوم - إيهاب توفيق يكشف للمرة الأولى سراً عن أشهر أغانيه

GMT 09:43 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

GMT 05:12 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

تصريح عاجل من بلينكن بشأن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة

GMT 16:22 2018 الثلاثاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

جماهير تطلب فتح المدرج الشرقي في مواجهة بوركينا

GMT 11:58 2024 الخميس ,06 حزيران / يونيو

أفضل فساتين الخطوبة للمحجبات

GMT 00:10 2019 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزال بقوة 5 درجات يضرب ألاسكا الأميركية

GMT 08:42 2019 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

وزير شئون «النواب» يناقش تطورات مجال حقوق الانسان في مصر

GMT 12:54 2019 الأربعاء ,04 أيلول / سبتمبر

الفنانة يارا تفاجئ جمهورها علي تطبيق "سناب شات

GMT 03:31 2019 السبت ,29 حزيران / يونيو

فيل يبتكر طريقة ذكية ليتناول طعامه من فوق شجرة

GMT 13:03 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

فولكس فاجن تكشف عن أسعار أيقونتها Passat موديل 2020

GMT 17:41 2019 الإثنين ,28 كانون الثاني / يناير

الفنانة مريم حسن تتعاقد على بطولة مسلسل "أبو جبل"

GMT 23:17 2019 السبت ,19 كانون الثاني / يناير

دورة تحكيم في جمباز الأيروبيك بالاتحاد الدولي للجمباز

GMT 16:26 2019 الثلاثاء ,15 كانون الثاني / يناير

دراسة تؤكّد أن الهاتف المحمول أقذر بـ7 أضعاف من مقعد المرحاض

GMT 04:58 2018 الأحد ,23 كانون الأول / ديسمبر

هنا الزاهد تستعد لأول مسلسل مع خطيبها الفنان أحمد فهمي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon