توقيت القاهرة المحلي 12:42:15 آخر تحديث
  مصر اليوم -

التكرار لا يعلم الشطار أحيانًا

  مصر اليوم -

التكرار لا يعلم الشطار أحيانًا

بقلم : عمرو الشوبكي

كثير من المشاهد التى يراها الناس فى السودان (مع جانب من مشاهد الجزائر) سبق أن شاهدها الناس فى مصر، حتى بدت أحيانا وكأنها «Copy paste» مما جرى عقب ثورة يناير.

لقد شاهد الناس مجلسًا عسكريًّا يمتلك رصيدًا شعبيًّا، خاصة لدى قوى الاستقرار والقوى التقليدية، وهو رصيد عادةً لا تراه القوى المدنية والثورية التى تتصور أنها بمفردها صاحبة الشرعية.. صحيح أنها تمثل القوى الأكثر تعليمًا وحداثة ولديها شرعية إطلاق الثورة والدفاع عن قيم دولة القانون المدنية والديمقراطية، ولكنها لن تستطيع الفوز فى أول انتخابات بعد التغيير حتى لو استمرت الفترة الانتقالية 3 سنوات.

المطالبة بإسقاط الدستور القائم لا تعديله فى السودان هو مشهد مصرى بامتياز حين رفضت معظم القوى المدنية والثورية تعديل دستور 71 وطالبت بإسقاطه بدلا من تعديله وإعمال نصوصه.

أما خناقة الثوار والإصلاحيين والمزايدين والفلول، فشهدتها مصر على مدار عامين، وتكررت فى السودان، وفتحت الباب أمام قراءات خاطئة لما جرى فى مصر، حين اعتبرت أن تعثرها بسبب أنها لم تكن جذرية ولم تقص كل رموز النظام القديم ودولته ومؤسساته، والحقيقة أن العكس هو الصحيح، فخطأ الثورة المصرية أنها لم تكن إصلاحية بما فيه الكفاية،ورفعت شعارات ثورية لم تكن هناك قوى اجتماعية واسعة تتبناها على الأرض، وافترضت أن ميادين التحرير هى أغلب مصر وهو غير صحيح، فى حين أن أغلبها اعتبر أن المجلس العسكرى قادر على إدارة المرحلة الانتقالية، وأن طموحها كان التخلص من التوريث وإنهاء حكم رئيس استمر 30 عاما، وليس إسقاط الدولة ومؤسساتها التى لم يعتبروها جزءًا من النظام القديم يجب هدمه، إنما إصلاحه. لكى تنجح تجربة السودان، عليها ألا تختزل أهداف الثورة فى الاعتصام والعصيان المدنى، إنما هى وسيلة لتحقيق أهدافها فى بناء دولة القانون، وتقديم برنامج لإصلاح سياسى متدرج بالشراكة مع المؤسسة العسكرية وجزء من الدولة القديمة. أما مشهد محاكمة البشير بسبب قضايا فساد (تجارة عملة فى السودان وقصور رئاسية فى مصر) هو مشهد رآه المصريون عقب ثورة يناير حين شهدوا محاكمة مبارك فى قضايا فساد حكم عليه فى ظل مرحلة الزخم الثورى بالسجن 25 عاما، ثم تم نقض الحكم وحصل على البراءة وأدين فقط فى قضية فساد.

البشير أصبح ماضيًا، والإمعان فى معارك الماضى يضر بالمستقبل حتى لا يأتى اليوم ويترحم الناس على هذا الماضى.

يحتاج السودان لجهد الجميع لكى يخرج من أزمته، والبداية ستكون بمحاسبة المسؤولين عن جريمة فض اعتصام القيادة العامة، حتى يفتح الطريق لشراكة بين القوى المدنية والجيش (وليست ميليشيات الدعم السريع) تعمل على وضع البلاد على طريق الانتقال الديمقراطى ودولة القانون، حتى نقول «إن التكرار يعلم الشطار».

المصدر :

المصري اليوم

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

التكرار لا يعلم الشطار أحيانًا التكرار لا يعلم الشطار أحيانًا



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 10:59 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب توفيق يكشف للمرة الأولى سراً عن أشهر أغانيه
  مصر اليوم - إيهاب توفيق يكشف للمرة الأولى سراً عن أشهر أغانيه

GMT 09:43 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

GMT 05:12 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

تصريح عاجل من بلينكن بشأن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة

GMT 16:22 2018 الثلاثاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

جماهير تطلب فتح المدرج الشرقي في مواجهة بوركينا

GMT 11:58 2024 الخميس ,06 حزيران / يونيو

أفضل فساتين الخطوبة للمحجبات

GMT 00:10 2019 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزال بقوة 5 درجات يضرب ألاسكا الأميركية

GMT 08:42 2019 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

وزير شئون «النواب» يناقش تطورات مجال حقوق الانسان في مصر

GMT 12:54 2019 الأربعاء ,04 أيلول / سبتمبر

الفنانة يارا تفاجئ جمهورها علي تطبيق "سناب شات

GMT 03:31 2019 السبت ,29 حزيران / يونيو

فيل يبتكر طريقة ذكية ليتناول طعامه من فوق شجرة

GMT 13:03 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

فولكس فاجن تكشف عن أسعار أيقونتها Passat موديل 2020

GMT 17:41 2019 الإثنين ,28 كانون الثاني / يناير

الفنانة مريم حسن تتعاقد على بطولة مسلسل "أبو جبل"

GMT 23:17 2019 السبت ,19 كانون الثاني / يناير

دورة تحكيم في جمباز الأيروبيك بالاتحاد الدولي للجمباز

GMT 16:26 2019 الثلاثاء ,15 كانون الثاني / يناير

دراسة تؤكّد أن الهاتف المحمول أقذر بـ7 أضعاف من مقعد المرحاض

GMT 04:58 2018 الأحد ,23 كانون الأول / ديسمبر

هنا الزاهد تستعد لأول مسلسل مع خطيبها الفنان أحمد فهمي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon