توقيت القاهرة المحلي 15:56:09 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ورقة أوروبا

  مصر اليوم -

ورقة أوروبا

بقلم : عمرو الشوبكي

حاول إيران أن تحيد الورقة الأوروبية في صراعها مع أميركا بعد أن تمسكت الأخيرة بالاتفاق النووى مع إيران ورفضت أن تسير خلف أمريكا بالانسحاب منه.

وتعد إيران من النظم القليلة في العالم التي تمتلك أوجهًا سياسية متناقضة، فهناك وجه جواد ظريف المعتدل، الذي يعرف كيف يتحدث مع الغرب وأوروبا ويؤثر فيهم، وهناك الحرس الثورى الذي يمثل الوجه الخشن للسياسة الإيرانية ويقوده المرشد الأعلى الذي يسيطر على مفاصل الدولة وله حق الفيتو على القرار السياسى رغم وجود رئيس وبرلمان منتخب.

والحقيقة أن إيران هي الدولة الوحيدة في الشرق الأوسط التي لديها أوراق سلم وحرب، وبالتأكيد فإن أوروبا هي ورقة السلم وحزب الله والحوثيين والحشد الشعبى هي أوراق الحرب. وقد عرفت إيران عقب ثورتها الإسلامية عام 1979 أذرعًا ثورية حاولت من خلالها تصدير الثورة إلى باقى دول المنطقة وفشلت، ولكن سرعان ما تراجعت واقتصرت تقريبا على دعم موسمى لحركة حماس الفلسطينية، وأصبحت الذراع الشيعية والمذهبية هي الحارسة لطموحات إيران الإقليمية ولمشروعها النووى وسياستها التوسعية. خسرت إيران أوراقها في دول الخليج وخسرت حياد أمريكا، ولكنها مازالت تحاول الالتفاف على الحصار الأمريكى عن طريق الورقة الأوروبية وذلك بوضع مجموعة من الاتفاقات تخفف من قسوة الحصار الأمريكى. البعض يتصور أن القنوات المفتوحة بين أوروبا وإيران ترجع إلى وجود مؤامرة كونية على العرب أبطالها كل دول العالم تقريبًا، وعلى رأسها إيران، وهناك من يتصور أن الحسابات المركبة التي تحكم أي عمل عسكرى أمريكى ضد إيران ترجع إلى تحالف سرى بين الجانبين يستهدف العرب دون غيرهم من دول العالم.

والحقيقة أن العالم كله يحسب بالورقة والقلم نتائج أي مواجهة عسكرية مع إيران ليس بسبب نظرية المؤامرة إنما ببساطة بسبب قوة أوراق إيران وقدرتها على إيذاء المصالح الأمريكية في المنطقة.

ورغم قسوة الحصار إلا أن إيران تجيد جمع الأوراق الإقليمية، على عكس صدام حسين حين خسر كل أوراقه/ جيرانه عقب غزوه للكويت وأصبح لقمة سائغة في أيدى القوات الأمريكية، فهى تملك أوراقا مؤثرة في 4 دول عربية رئيسية، هي سوريا والعراق ولبنان واليمن، وتحاول أن تضيف ورقة «سلمية» جديدة وهى الورقة الأوروبية.

أوروبا عادة لا تقلب التوازنات الدولية والعسكرية، ولكنها تستطيع أن تخفف من حدتها، ففى حال غياب قرار استراتيجى أمريكى بالحرب على إيران (مثل ما جرى في العراق) فأوروبا تستطيع أن تدعم هذا التوجه، ولكنها لن تستطيع إيقافه في حال إذا قررت أمريكا الحرب، كما أن أوروبا لن تستطيع وقف الحصار والمقاطعة الأمريكية على إيران إنما تستطيع فقط أن تخفف منها. وهى بذلك تظل ورقة مهمة حتى لو لم تستطع أن تغير جذريًا في المعادلات السائدة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ورقة أوروبا ورقة أوروبا



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 10:00 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مندوب مصر في مجلس الأمن نواصل جهودنا لدعم الشعب السوداني
  مصر اليوم - مندوب مصر في مجلس الأمن نواصل جهودنا لدعم الشعب السوداني

GMT 13:30 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

تامر حسني يحقق حلم محمد رحيم بعد وفاته
  مصر اليوم - تامر حسني يحقق حلم محمد رحيم بعد وفاته

GMT 09:43 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

GMT 05:12 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

تصريح عاجل من بلينكن بشأن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة

GMT 16:22 2018 الثلاثاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

جماهير تطلب فتح المدرج الشرقي في مواجهة بوركينا

GMT 11:58 2024 الخميس ,06 حزيران / يونيو

أفضل فساتين الخطوبة للمحجبات

GMT 00:10 2019 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزال بقوة 5 درجات يضرب ألاسكا الأميركية

GMT 08:42 2019 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

وزير شئون «النواب» يناقش تطورات مجال حقوق الانسان في مصر

GMT 12:54 2019 الأربعاء ,04 أيلول / سبتمبر

الفنانة يارا تفاجئ جمهورها علي تطبيق "سناب شات

GMT 03:31 2019 السبت ,29 حزيران / يونيو

فيل يبتكر طريقة ذكية ليتناول طعامه من فوق شجرة

GMT 13:03 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

فولكس فاجن تكشف عن أسعار أيقونتها Passat موديل 2020

GMT 17:41 2019 الإثنين ,28 كانون الثاني / يناير

الفنانة مريم حسن تتعاقد على بطولة مسلسل "أبو جبل"

GMT 23:17 2019 السبت ,19 كانون الثاني / يناير

دورة تحكيم في جمباز الأيروبيك بالاتحاد الدولي للجمباز

GMT 16:26 2019 الثلاثاء ,15 كانون الثاني / يناير

دراسة تؤكّد أن الهاتف المحمول أقذر بـ7 أضعاف من مقعد المرحاض

GMT 04:58 2018 الأحد ,23 كانون الأول / ديسمبر

هنا الزاهد تستعد لأول مسلسل مع خطيبها الفنان أحمد فهمي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon