بقلم : عمرو الشوبكي
لم يتوقع غالبية الناس فوز هذا المنتخب بهذا الاتحاد بهذا المدرب بهؤلاء اللاعبين ببطولة إفريقيا، لأن مستواه الفنى متوسط ومستوى بعض لاعبيه الأخلاقى متدنى، والمنظومة المهنية التى تدير اللعبة منعدمة، ويكفى أن اتحاد الكرة الذى جلب مدربا متوسطا أوصلنا لكأس العالم وفشل، عاد وجلب لنا مدربا أفشل أخرجنا من بطولة إفريقيا من دور الـ16 على أرضنا، ولايزال بلا محاسبة.
ليس عيبا أن تكون فاشلا فهذا شأنك، لكن العيب أن تبذل كل هذا الجهد لكى تفشل من حولك، هذا حال منظومة الرياضة فى مصر، وتحديدا منظومة كرة القدم، والاتحاد الأسوأ والأفشل فى تاريخ اللعبة، والذى أهان مصر وشعبها وكثيرا من لاعبيها المخلصين فى كأس العالم بروسيا وبطولة إفريقيا على أرضنا.
الحل ليس فقط فى إقالة اتحاد الكرة، إنما المطلوب أولا التحقيق فى كل الاتهامات التى وجهت إلى هذا الاتحاد منذ كأس العالم وحتى بطولة إفريقيا، من أجل البدء فى تغيير حقيقى لمنظومة الرياضة.
صحيح أن هناك من يقول إن حال الرياضة من حال باقى المجالات، وهو صحيح جزئيا، ولكنه لا يفسر كل الصورة، لأن هناك مجتمعات كثيرة نجحت فى بعض المجالات رغم تخلفها فى أخرى، كما أن هناك بلدانا أخرى نجحت فى الكرة وفشلت فى التنمية والتقدم.
والحقيقة أن علاقة كرة القدم بالتقدم والتخلف ليست شرطية ولا عكسية، إنما هى أحد العوامل المساعدة على تحقيق النجاح والفوز، وليست بالضرورة الأساسية، فبلد مثل اليابان أكثر تقدما وثراء بما لا يقارن مع البرازيل والأرجنتين وأوروجواى، ولكنها جميعا متفوقة عليها بما لا يقارن فى كرة القدم.
الفارق بين دول أمريكا الجنوبية النامية وبين مصر النامية أن الأولى وضعت منظومة احتراف عالمية فى كرة القدم: إدارة حديثة ومحترفة، تخطيط علمى، مدربون محترفون، لاعبون عالميون احترفوا فى أكبر الأندية العالمية و«بهتوا» على واقعهم المحلى، فى حين اعتبر بعضنا أن منظومة الرياضة فى مصر محصنة عن النقد.
اتحاد الكرة حصن العشوائية والفوضى وسوء الأداء بشعارات وطنية ليس لها علاقة بالموضوع، فكيف يمكن أن نربح بطولة اعتبر فيها بعض المسؤولين داخل الاتحاد وخارجه أن المطالبة باستبعاد لاعب لسوء سلوكه هى مؤامرة لتشويه سمعة مصر؟!! أى عار وبؤس هذا التفكير الذى قضى على النقد والمحاسبة وتصحيح الأخطاء؟!.
فى البلاد النامية الأخرى هناك فساد، وهناك مزاج لاتينى يشبهنا، فهم عاطفيون وانفعاليون مثلنا، ويعتمدون على المهارة الفردية، ولديهم قدر من عدم الانضباط، وهناك اتحادات كرة اتهمت بالفساد وأدينت، لكنهم جميعا غير محصنين أمام الرأى العام ولا أمام الصحافة، ولا يعتبر نقدهم مؤامرة التى لولا النقد الجاد لما امتلكت هذه البلاد منظومة احتراف عالمية وأصبحت رقما كرويا حقيقيا رغم أنها «نامية».