بقلم : عمرو الشوبكي
ظلت إيران هى المشتبه الأول فى سلسلة التفجيرات التى طالت سفنا عربية وأجنبية فى خليج هرمز، حتى جاءت الضربة الأخيرة التى طالت ناقلتى بترول نرويجية ويابانية قبالة السواحل العمانية، لتثير مزيدا من علامات الاستفهام عن الطرف الذى قام بهذه العملية، خاصة بعد بث الجيش الأمريكى لشريط مصور يظهر فيه قيام جنود من الحرس الثورى الإيرانى برفع لغم عن إحدى السفن المستهدفة التى ذكر قائدها أنها استهدفت بجسم طائر وليس بلغم أرضى.
والمؤكد أن إيران وأذرعها حاضرة بقوة فى الخليج، والمؤكد أيضا أن أحد الأذرع الإيرانية- أى الحوثيين- هو المسؤول عن مهاجمة المطارات والأهداف السعودية فى إطار الحرب الدائرة فى اليمن، ولذا فإن عدم وجود جهة تعترف بمسؤوليتها عن الهجوم على السفن، وحرص إيران على التأكيد أنها لا تقف وراء تلك الهجمات يثيران تساؤلات عديدة عن الجهة المسؤولة عن هذه الهجمات، خاصة فى ظل اعتراف علنى متكرر لأذرع إيران فى المنطقة (الحوثيين) عن الهجمات الأخرى التى تجرى فى المنطقة.
يقينا إيران لازالت تمثل تهديدا حقيقيا لدول المنطقة بتدخلها فى شؤونها الخارجية، إلا أن هناك شكوكا فى طبيعة الجهة التى تقف وراء تلك الهجمات، حتى لو كانت جزءا من أذرع إيران المخفية.
يقينا إيران لا ترغب فى محاربة أمريكا، ولا الأخيرة ترغب فى محاربتها، إنما هناك أطراف متعددة، بما فيها أذرع إيران وميليشياتها غير المنضبطة، ليس لديها نفس الحس بخطورة أى مواجهة حربية فى المنطقة، وستظل متهمة بأنها تقف وراء تلك التفجيرات حتى لو لم تعلن عنها.
يبقى السؤال هل هناك أطراف أخرى يمكن أن تكون متورطة فى هذه الأعمال؟ الحقيقة السيناريوهات الإيرانية عن تورط أمريكا وإسرائيل مستبعدة، ليس لأن كليهما بريئان من جرائم أخرى، إنما لكون إسرائيل لن تستطيع توريط أمريكا فى حرب فى الخليج إلا لو تعرض كلاهما لاعتداء أو تهديد إيرانى مباشر، وبالتالى فضرب ناقلات نفط على تأثيره السلبى، إلا أنه لن يدفع بمفرده أمريكا لإعلان حرب على إيران.
الواضح أنه لا يوجد قرار استراتيجى أمريكى بالدخول فى مواجهة عسكرية شاملة ضد إيران مثلما جرى مع العراق فى 1990 و2003، إنما يوجد قرار بممارسة أقصى درجات الضغط والحصار الاقتصادى والسياسى عليها، وإن خطورة استهداف ناقلات النفط أنها قد تجر الجميع إلى حرب كارثية سيدفع ثمنها دول المنطقة وليس أمريكا.
من يستهدف السفن وناقلات النفط يعلم أن أمريكا لا تنوى محاربة إيران، ولذا يحاول أن يمتلك ورقة ضغط مقابلة لأوراق الضغط الأمريكية على إيران، بغرض تخفيف الحصار والدخول فى مفاوضات بين طرف يحاصر إيران اقتصاديا وماليا وعسكريا، وطرف مستتر يمتلك ورقة تهديد الأمن والتجارة العالمية فى خليج هرمز.