توقيت القاهرة المحلي 07:24:46 آخر تحديث
  مصر اليوم -

توازن القوة

  مصر اليوم -

توازن القوة

بقلم : عمرو الشوبكي

مثلما يوجد توازن ضعف يساهم فى تسكين الأوضاع وبقائها على حالها، هناك أيضا توازن قوة يساعد على استقرار الأوضاع وتسكينها، حتى لو سعى كل طرف لتغيير هذه المعادلة ويضع الطرف الآخر فى موضع ضعف حتى يفرض شروطه عليه.

والحقيقة أن معادلة توازن القوة هى التى تحكم علاقة إسرائيل بإيران وذراعها الأهم حزب الله، وصحيح أن الأولى حاولت- ولاتزال تحاول- أن تضع الحزب فى معادلة ضعف حتى تستطيع الانقضاض عليه، خاصة بعد الضربات القوية التى وجهتها له فى حرب 2006 وأخرجته من صيغة الحزب المقاوم وأدخلته فى معادلة الميليشيا المسلحة، وجعلت حدوده مع إسرائيل مثل باقى الحدود العربية.

ورغم تحول حزب الله إلى ذراع إيرانية فى المنطقة يحارب فى سوريا والعراق، ويرسل خبراء للحوثيين فى اليمن، ويرد بشكل محدود على هجمات إسرائيل، ومع ذلك ظل طرفا قويا فى معادلة الردع مع إسرائيل، فلولا هذه القوة ولولا معرفة إسرائيل بأن هناك ثمنا ستدفعه فى حال أقدمت على هجوم واسع ضد الحزب لكانت وسعت من عملياتها وشنت هجوما شاملا على لبنان.

والحقيقة أن إسرائيل مثل أمريكا تحسب بالورقة والقلم نتائج أى مواجهة عسكرية مع إيران وأذرعها، ليس بسبب أى نظرية تآمرية، ولا بسبب تحالف سرى بين الجانبين ضد العرب، إنما لقوة أوراق إيران وقدرتها على إيذاء المصالح الأمريكية والإسرائيلية فى المنطقة.

والحقيقة أن أى مقارنة بين القرار الأمريكى بضرب العراق فى 1990 و2003، والقرار الإسرائيلى بضرب بلبنان وحزب الله فى 2006، وبين تردد الاثنين حاليا فى الدخول فى حرب ضد إيران وحزب الله يعنى أنهما يحسبان جيدا الأوراق التى تمتلكها إيران فى المنطقة، والتى أصبحت لها أذرع مؤثرة فى 4 دول عربية رئيسية، هى سوريا والعراق ولبنان واليمن، كما أن حزب الله نجح فى ربط هيمنته على القرار السياسى والعسكرى فى لبنان بالحفاظ على السلم الأهلى فى البلد، وذلك بنسج تحالفات لبنانية داخلية لم تستطع السعودية ودول الخليج إقامتها رغم إمكاناتها الكبيرة، والأموال الطائلة التى أنفقتها داخل الساحة اللبنانية. فحزب الله دعم رئيس جمهورية مارونيًا قريبًا من خطه، وهو الرئيس ميشيل عون، كما جعل قيادة الجيش اللبنانى فى وضع إما محايدا أو داعما لحزب الله، ولو «بغض البصر» عن عمليات تهريب السلاح للحزب وعدم ضبط الحدود.

يقينًا تراجع إسرائيل وحزب الله عن الدخول فى مواجهة مسلحة شاملة (وارد مواجهة محدودة أخرى) رغم العداء بين مشروع إيران وأذرعها وإسرائيل، يرجع لتوازن قوة بين الجانبين جعل الوضع على ما هو عليه حتى إشعار آخر.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

توازن القوة توازن القوة



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

ياسمين صبري بإطلالات أنيقة كررت فيها لمساتها الجمالية

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:51 2024 السبت ,08 حزيران / يونيو

أنواع مختلفة من الفساتين لحفلات الزفاف

GMT 06:29 2015 الإثنين ,28 كانون الأول / ديسمبر

قضية فرخندة مالك زادة تفضح ظلم القضاء الأفغاني للمرأة

GMT 19:55 2017 الإثنين ,09 تشرين الأول / أكتوبر

وفاة الفنانة فاتن الحناوي بسبب إصابتها بفشل كلوي

GMT 03:38 2017 الجمعة ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

وزارة التخطيط تؤكد أن 5000 فدان في الفرافرة جاهزين للزراعة

GMT 22:33 2016 الجمعة ,18 آذار/ مارس

طريقة عمل البوظة السورية

GMT 09:56 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

توقيع رواية "ودارت الأيام" في بيت السناري

GMT 12:56 2021 الإثنين ,11 تشرين الأول / أكتوبر

Snapchat سيتيح للمستخدمين قريبا تغيير "اسم المستخدم" الخاص بهم

GMT 06:41 2021 السبت ,19 حزيران / يونيو

الأرجنتين يتخطى عقبة أوروجواي بهدف نظيف
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon