توقيت القاهرة المحلي 10:00:38 آخر تحديث
  مصر اليوم -

القوة الروسية الناعمة

  مصر اليوم -

القوة الروسية الناعمة

بقلم: عمرو الشوبكي

تساءل الكثيرون عن أسباب غياب القوى الناعمة الروسية التي كان يمكنها أن تستقطب شعوب أوروبا الشرقية إلى معسكرها وتعيد صياغة تحالفاتها عبر أدوات ناعمة غير الأدوات الخشنة التي استخدمتها في أوكرانيا.

صحيح أن روسيا نجحت في ضم إقليم القرم عبر استفتاء شعبى في 2014، واختار الناس بمحض إرادتهم أن يكونوا جزءًا من الاتحاد الروسى، كما ارتبطت روسيا ثقافيًا بقطاع كبير من سكان منطقة «دونباس» المتنازع عليها بين الانفصاليين والقوات الأوكرانية، وفيما عدا ذلك فقد اختار أغلب الشعب الأوكرانى الخروج من العباءة الروسية والاستقلال عنها، وهو أمر مقبول، ولكنه يختلف عن الاستراتيجية التي اتبعتها الحكومة الأوكرانية وقامت على استفزاز روسيا بالسعى نحو الانضمام لحلف الناتو ونشر أسلحة استراتيجية على حدودها.

ورغم أن روسيا قوة عظمى ولديها ثالث أكبر ترسانة عسكرية في العالم، إلا أن قوتها الناعمة تراجعت ولم تعد تحمل نفس البريق الأيديولوجى الذي تمتعت به أثناء الحقبة الاشتراكية، ولم تؤسس مثل الصين نموذجًا صناعيًا وتكنولوجيًا امتد تأثيره إلى إفريقيا ودول كثيرة.

مشكلة التدخل العسكرى الروسى في أوكرانيا أنه رغم وجود مبررات قوية له، نتيجة شعور روسيا بتهديد أمنها القومى من قبل أوكرانيا، إلا أن عدم قدرتها على استخدام أي أدوات أخرى للتأثير في القيادة الأوكرانية وأغلب المجتمع يجعل من الصعب الاعتماد فقط على القوة العسكرية من أجل الحصول على المكانة الدولية.

فمثلًا الغزو الأمريكى للعراق في 2003 لم يكن مجرد تدخل عسكرى «شارد»، إنما كان جزءًا من مشروع أمريكى أراد إعادة صياغة المنطقة العربية على أسس جديدة تقوم على هدم الدولة الوطنية وبناء أخرى تكون جزءًا من الاستراتيجية الأمريكية. إن الغطاء السياسى لأى تحرك عسكرى خارج الحدود أمر بديهى، ولم يحدث لأى دولة أن حركت جنديًا واحدًا أو قامت بتدخل عسكرى دون أن تمتلك غطاءً سياسيًا بالحق أو بالباطل، فأمريكا غزت العراق وقدمت واحدًا من أفشل مشاريع التغيير السياسى في العالم تحت غطاء بناء الديمقراطية وإسقاط الدول الاستبدادية، وكذلك الاتحاد السوفيتى حين تدخل في كل بقاع الأرض من أجل الدفاع عن الشيوعية، وإيران تدخلت في عالمنا العربى تحت غطاء الدفاع عن المستضعفين ونشر مبادئ الثورة الإسلامية، وعبدالناصر تدخل في دول عربية وإفريقية من أجل الاستقلال والتحرر الوطنى ومواجهة الاستعمار.

والسؤال المطروح: هل تستطيع روسيا أن تقدم مشروعًا سياسيًا لأوكرانيا، أم ستكتفى بالتدخل المسلح؟.. الإجابة كما هو واضح مازالت الثانية، ومع ذلك سيبقى أمام روسيا فرصة لكى تكون لها رسالة سياسية تدافع فيها عن نظام دولى متعدد الأقطاب، وأن تراجع صورة الدولة القمعية وتحارب الفساد الداخلى ولا تستسهل استخدام القوة المسلحة، وهذا لن يتم إلا بتعزيز قوتها الناعمة وصورة نموذجها السياسى

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

القوة الروسية الناعمة القوة الروسية الناعمة



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 19:56 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

الدبيبة يكشف عن مخاوفة من نقل الصراع الدولي إلى ليبيا
  مصر اليوم - الدبيبة يكشف عن مخاوفة من نقل الصراع الدولي إلى ليبيا

GMT 10:00 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مندوب مصر في مجلس الأمن نواصل جهودنا لدعم الشعب السوداني
  مصر اليوم - مندوب مصر في مجلس الأمن نواصل جهودنا لدعم الشعب السوداني

GMT 06:53 2024 الثلاثاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

اعتماد قواعد تسجيل الدراسات العليا في الجامعات المصرية

GMT 17:35 2018 الإثنين ,12 شباط / فبراير

شركة "فيات" تشكف عن سيارة عائلية مميزة في 2018

GMT 05:46 2018 الجمعة ,09 شباط / فبراير

غوميز تكشف أنّها ستضع صحتها ضمن أولوياتها

GMT 12:40 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

طوني ورد يكشف عن أزياء راقية للمناسبات الصيفية

GMT 06:40 2018 السبت ,20 كانون الثاني / يناير

المصري يستضيف بتروجت في مواجهة قوية في الدوري

GMT 00:51 2018 الإثنين ,15 كانون الثاني / يناير

مروة ناجي تدعم الطفلة أشرقت في "ذا فويس كيدز"

GMT 18:51 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

نهاية اليوم الأول لفتح باب الترشيح داخل النادي الأهلي

GMT 06:32 2017 الخميس ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

كارداشيان" بإطلالة جريئة خلال حضورها حفلة "الهالوين"

GMT 08:35 2017 الثلاثاء ,04 إبريل / نيسان

أن بعض الظن إثم

GMT 10:24 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونان تمزج بين الحضارة العريقة والجمال الطبيعي الآسر

GMT 23:28 2021 الأحد ,26 كانون الأول / ديسمبر

مصطفى الفقي يعلن أن مصر ستشهد العديد من المبادرات في 2022
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon