توقيت القاهرة المحلي 05:50:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

.. وهلّت الصعاب

  مصر اليوم -

 وهلّت الصعاب

بقلم : عمرو الشوبكي

لا تتعلم أحيانًا الشعوب من التجارب الأخرى، خاصة لو كانت تجارب بلاد جارة، وأن ما يجرى فى السودان اختلف فى بعض مساراته عن تجارب عربية أخرى من زاوية الإيمان بالمسار التفاوضى، ووجود قناعة لدى أغلب قوى الحرية والتغيير بضرورة الوصول لحلول وسط مع المجلس العسكرى بما فيها تحصين المجلس السيادى من المحاكمة مثلما جرى فى بلاد كثيرة حين اعتبرت أن محاكمة بعض العسكريين ستعنى محاكمة المستقبل، فاختاروا الأخير وطويت مرارات كثيرة.

وتجرى حاليا فى أديس أبابا مفاوضات صعبة بين المجلس العسكرى وقوى الحرية والتغيير، أسفرت عن وجود مسودة اتفاق انتقالى، رفض التوقيع عليها الحزب الشيوعى السودانى واللجنة الثورية، لأنها تعطى حصانة للمجلس السيادى وأيضا تعطى صلاحيات للأجهزة الأمنية فى اختيار الوزراء وأعضاء المجلس التشريعى.

مشاهد الأيام الثلاثة الماضية مقلقة، فيكفى متابعة ما تقوم به الجزيرة من تحريض يومى ضد المسار السياسى، وضد محاولات الاتفاق بين المجلس العسكرى وقوى الحرية والتغيير لنعرف حجم التحديات الملقاة على هذا البلد، فقد أعادت أمس الأول فى كل نشراتها الإخبارية فيديو لمائة طالبة يهتفن ضد الصادق المهدى أثناء زيارته لإحدى جامعات الخرطوم (حزب الأمة تسقط بس) من أجل أضعاف المسار الإصلاحى، لأنهن اعتبرن أن بعض رموزه لديهم قنوات اتصال مع الإمارات (فليس مهمًّا مصلحة الشعب السودانى)، وهى تذكرنى بنفس هتافات تيارات المراهقة الثورية ضد عمرو موسى عقب ثورة يناير، وعاد معظمهم وندموا على ذلك.

استمرار الضغط على المجلس العسكرى من خلال الشارع وإخفاق المسار التفاوضى سيكون كارثة على السودان، فى حين لايزال قادة المجلس العسكرى، خاصة حميدتى، يجوبون مدن السودان العميقة ويجذبون جمهورًا محافظًا وتقليديًّا ستكتشف قوى الحرية والتغيير أنه أكبر مما تتخيل.

الخيار الثورى خيار من متاحف التاريخ، ونجاح تجارب الانتفاضات العربية متوقف على نجاح الخيار الإصلاحى فى وضع خطوات أولى نحو بناء دولة قانون وعلى حلول وسط وعلى الوعى بتوازنات القوى، وفشلها سيعنى العودة لنظم أكثر استبدادية من النظم التى ثارت عليها هذه الشعوب، لأن الأخيرة ستعتبر أن حصيلة الثورات هى الفوضى وإضعاف المؤسسات (ضعيفة أصلًا فى السودان).

سيظل التحدى الحقيقى أمام السودان، الذى قدم واحدة من أنبل تجارب الانتفاضات العربية وأكثرها إصرارًا ومدنيةً، هو خيار «تطويل» الفترة الانتقالية بناء على رغبة قوى الحرية والتعيير (حذرنا منه مرارًا وتكرارًا)، فالمطلوب تقصير الفترة الانتقالية لتصبح عامًا واحدًا على الأكثر، لأن إدارة بلد معقد مثل السودان عبر مجلس سيادى غير منتخب يخضع لتوازنات كثيرة ستعنى عمليًّا عدم القدرة على الإنجاز فى أى ملف اقتصادى أو سياسى أو حتى أمنى.

التوافق على الرجل/ المشروع الجسر بين القديم والجديد وبين العسكريين والمدنيين، هو الرهان الأسلم للشعب السودانى.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

 وهلّت الصعاب  وهلّت الصعاب



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

ياسمين صبري بإطلالات أنيقة كررت فيها لمساتها الجمالية

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:51 2024 السبت ,08 حزيران / يونيو

أنواع مختلفة من الفساتين لحفلات الزفاف

GMT 06:29 2015 الإثنين ,28 كانون الأول / ديسمبر

قضية فرخندة مالك زادة تفضح ظلم القضاء الأفغاني للمرأة

GMT 19:55 2017 الإثنين ,09 تشرين الأول / أكتوبر

وفاة الفنانة فاتن الحناوي بسبب إصابتها بفشل كلوي

GMT 03:38 2017 الجمعة ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

وزارة التخطيط تؤكد أن 5000 فدان في الفرافرة جاهزين للزراعة

GMT 22:33 2016 الجمعة ,18 آذار/ مارس

طريقة عمل البوظة السورية

GMT 09:56 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

توقيع رواية "ودارت الأيام" في بيت السناري

GMT 12:56 2021 الإثنين ,11 تشرين الأول / أكتوبر

Snapchat سيتيح للمستخدمين قريبا تغيير "اسم المستخدم" الخاص بهم

GMT 06:41 2021 السبت ,19 حزيران / يونيو

الأرجنتين يتخطى عقبة أوروجواي بهدف نظيف
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon