توقيت القاهرة المحلي 12:28:39 آخر تحديث
  مصر اليوم -

قضية التظاهر

  مصر اليوم -

قضية التظاهر

بقلم : عمرو الشوبكي

لايزال يسيطر على قطاعات واسعة داخل الدولة وخارجها نوع من الخوف وربما الهلع من مسألة التظاهر، وبصورة أكدت أننا لم نستطع بعد التعايش مع المظاهرات واعتبارها أمرا عاديا يجرى فى كل المجتمعات، وأن بلدًا شقيقًا مثل الأردن شهد على مدار أشهر اعتصامات «الدوار الرابع» الشهيرة، احتجاجا على غلاء الأسعار ورفع الدعم على بعض السلع لم تسقط النظام ولم تغير الملك، رغم أن «كيان الأردن» حديث لكنه تعامل معها بشكل استيعابى حتى بدت وكأنها أمر طبيعى، دون الحاجة لاستخدام هستيريا التآمر والتخوين.

أذكر أنه فى إحدى زياراتى للمغرب العام الماضى شهدت مظاهرة أمام البرلمان شارك فيها عشرات الآلاف فى عز حراك الريف، وأطلقت فيها بعض الهتافات التى انتقدت الملك، وهو أمر غير متعارف عليه فى النظام السياسى المغربى، ومع ذلك تعمدت السطات أن تتركها لأنه كانت لها رسالة أهم تقول: نعم سأتسامح مع المظاهرات المرخصة حتى لو تجاوزت فى بعض شعاراتها.

والحقيقة أن الأمثلة على هذا التعامل كثيرة فى دول عربية (وليست أوروبية) حين أوجدت قنوات «حميدة» لمشاعر الغضب أو الرفض أو الاحتجاج تميزًا بينها وبين التحريض والتخريب والهدم، أى بمعنى أن هناك من يفكر داخل هذه النظم ويرى ضرورة استيعاب المعترضين وجذبهم نحو الأهداف الإصلاحية وليس الثورية.

ورغم أن هناك من يقول إن مصر مستهدفة، وأن هناك تحريضًا ضدها من خارج الحدود، وهو صحيح جزئيا لأن جانبًا من خطاب التحريض يصنع خارج الحدود، ولكن المؤكد أيضا أن هناك خميرة داخلية طبيعية وموجودة فى أعرق الديمقراطيات ترفض بعضًا أو كثيرًا من السياسات وترغب فى الاحتجاج وربما التظاهر، فهل ندفعها لأن تكون مع المحرضين فى مركب واحد؟.

من حق كثيرين أن يعترضوا على التظاهر فى ظل بلد يعانى مشاكل اقتصادية كثيرة ويحتاج لترسيخ قيم العمل والإنتاج، إلا أن عليه أن يحمل مسطرة واحدة فيرفض مظاهرات المؤيدين كما المعارضين، لا أن يمشى على سطر ويترك سطرا.

لا يجب أن تصيبنا حالة هلع من مظاهرة، ولا يجب أن نتعامل مع كل مظاهرة على أنها جزء من مؤامرة، إنما يجب أن يأتى اليوم الذى نميز فيه بين غالبية الشعب التى تضم مؤيدين ومعارضين، ومعهم غالبية ترفض التظاهر وأقلية قد ترى أن الحل فى التظاهر. وهؤلاء لو فتحنا لهم الباب للتعبير عما بداخلهم لن يذهبوا فى غالبيتهم العظمى نحو الخيارات المتطرفة ورسائل التحريض العابرة للحدود، لأنها ستجد فى نظامنا السياسى من سيحول المعارك الصفرية إلى معارك بالنقاط يشعر فيها من تظاهر لدوافع مطلبية أو إصلاحية أن له مكانًا داخل النظام السياسى على عكس دعاوى التحريض والتخريب، التى لا مكان لها عندنا أو عند غيرنا.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قضية التظاهر قضية التظاهر



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 10:59 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب توفيق يكشف للمرة الأولى سراً عن أشهر أغانيه
  مصر اليوم - إيهاب توفيق يكشف للمرة الأولى سراً عن أشهر أغانيه

GMT 09:43 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

GMT 05:12 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

تصريح عاجل من بلينكن بشأن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة

GMT 16:22 2018 الثلاثاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

جماهير تطلب فتح المدرج الشرقي في مواجهة بوركينا

GMT 11:58 2024 الخميس ,06 حزيران / يونيو

أفضل فساتين الخطوبة للمحجبات

GMT 00:10 2019 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزال بقوة 5 درجات يضرب ألاسكا الأميركية

GMT 08:42 2019 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

وزير شئون «النواب» يناقش تطورات مجال حقوق الانسان في مصر

GMT 12:54 2019 الأربعاء ,04 أيلول / سبتمبر

الفنانة يارا تفاجئ جمهورها علي تطبيق "سناب شات

GMT 03:31 2019 السبت ,29 حزيران / يونيو

فيل يبتكر طريقة ذكية ليتناول طعامه من فوق شجرة

GMT 13:03 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

فولكس فاجن تكشف عن أسعار أيقونتها Passat موديل 2020

GMT 17:41 2019 الإثنين ,28 كانون الثاني / يناير

الفنانة مريم حسن تتعاقد على بطولة مسلسل "أبو جبل"

GMT 23:17 2019 السبت ,19 كانون الثاني / يناير

دورة تحكيم في جمباز الأيروبيك بالاتحاد الدولي للجمباز

GMT 16:26 2019 الثلاثاء ,15 كانون الثاني / يناير

دراسة تؤكّد أن الهاتف المحمول أقذر بـ7 أضعاف من مقعد المرحاض

GMT 04:58 2018 الأحد ,23 كانون الأول / ديسمبر

هنا الزاهد تستعد لأول مسلسل مع خطيبها الفنان أحمد فهمي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon