توقيت القاهرة المحلي 05:09:32 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الملف الحقوقى

  مصر اليوم -

الملف الحقوقى

بقلم : عمرو الشوبكي

بعيدًا عن الملاحظات التى أبدتها مجموعة من الدول فى مؤتمر جنيف، الذى عقد الأسبوع الماضى بخصوص أوضاع حقوق الإنسان فى مصر والتى بلغت حوالى 140 ملاحظة، فإن هذا الملف يحتاج إلى مراجعة سواء على مستوى الخطاب أو الممارسة.

والحقيقة أن الفكرة التى ترددها الدولة منذ عدة سنوات عن أن حقوق الإنسان لا تتعلق فقط بالحقوق المدنية والسياسية إنما أيضا بالحقوق الاجتماعية والاقتصادية وقضايا الصحة والتعليم وغيرها، هى فكرة بديهية نصت عليها المواثيق الدولية التى وقعت عليها مصر.

واللافت أن الحديث عن حقوق الناس فى الصحة والتعليم والعدالة الاجتماعية أمور لم تنجح مصر فى تحقيق نقلة نوعية كبرى فيها.. رغم إيجابية بعض البرامج الصحية التى طبقت (100 مليون صحة) إلا أنه لا أحد داخل الدولة أو خارجها يستطيع أن يقول إن فى مصر منظومة صحية متقدمة مثل بلاد أخرى تبنت فقط الدفاع عن الحقوق الاجتماعية الاقتصادية وحققت نقلة هائلة فى مجال الصحة والتعليم ومحاربة الفقر والأمية مثل الصين وكوبا وغيرهما.

نفس الأمر ينسحب على سياسات مواجهة العشوائيات، فرغم أن الحكومة المصرية قامت ببعض المبادرات لمواجهه هذه الظاهرة، إلا أنه لا أحد يستطيع القول إنها قضت على ظاهرة العشوائيات والإسكان غير المخطط، وما زلنا بعيدين عن تجارب كثيرة نجحت فى القضاء على هذه الظاهرة.

أما التعليم، فمازالت مصر فى وضع متأخر جدا، فنسبة الأمية تبلغ الثلث، متأخرة عن كل البلاد العربية ماعدا اليمن والسودان، ولا يمكن مقارنة أوضاعنا بالصين أو كوبا أو كوريا الشمالية وغيرها من البلاد التى تبنت خيار التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وتجاهلت قضايا الديمقراطية وحقوق الإنسان.

وعلى عكس الخطاب الرسمى، فإن مصر لديها فرصة لكى تحسن، بشكل جذرىّ، سجلها فى المجال الحقوقى، وتدافع عن خيارٍ فى يدها أن تحسّنه وتغير الصورة الذهنية السائدة عنها، وتواجه بذلك أى توظيف سياسى لهذا الملف فى الخارج.

أن يروّج البعض لفكرة الحقوق الاقتصادية والاجتماعية وكأنها اكتشاف، فى حين أن مصر أقرب لتحقيق نجاحات حقيقية فى ملف حقوق الإنسان أكثر من الملف الاقتصادى والاجتماعى دون أن يعنى ذلك بالطبع تجاهله أو عدم اعتباره إحدى ركائز التنمية.

إن الهامش السياسى والحقوقى الذى عرفته مصر طوال عهودها السابقة (كلها غير ديمقراطية) هو الذى سمح لها أن تمتلك صحافة مؤثرة وجدلًا فكريًا وسياسيًا جعلها مركز إشعاع ثقافى وحضارى فى المنطقة كلها، وذلك بجهد قليل فى الملف السياسى وقضايا احترام حقوق الإنسان.

احترام حقوق الإنسان قضية تخص كل مصرى، ليس من أجل سواد عيون الغرب، فهى جزء من قيمنا الأساسية كما جاء فى قول الله تعالى: «ولَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِى آدَمَ».

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الملف الحقوقى الملف الحقوقى



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

ياسمين صبري بإطلالات أنيقة كررت فيها لمساتها الجمالية

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:51 2024 السبت ,08 حزيران / يونيو

أنواع مختلفة من الفساتين لحفلات الزفاف

GMT 06:29 2015 الإثنين ,28 كانون الأول / ديسمبر

قضية فرخندة مالك زادة تفضح ظلم القضاء الأفغاني للمرأة

GMT 19:55 2017 الإثنين ,09 تشرين الأول / أكتوبر

وفاة الفنانة فاتن الحناوي بسبب إصابتها بفشل كلوي

GMT 03:38 2017 الجمعة ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

وزارة التخطيط تؤكد أن 5000 فدان في الفرافرة جاهزين للزراعة

GMT 22:33 2016 الجمعة ,18 آذار/ مارس

طريقة عمل البوظة السورية

GMT 09:56 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

توقيع رواية "ودارت الأيام" في بيت السناري

GMT 12:56 2021 الإثنين ,11 تشرين الأول / أكتوبر

Snapchat سيتيح للمستخدمين قريبا تغيير "اسم المستخدم" الخاص بهم

GMT 06:41 2021 السبت ,19 حزيران / يونيو

الأرجنتين يتخطى عقبة أوروجواي بهدف نظيف
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon