توقيت القاهرة المحلي 08:40:31 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الرجل الجسر

  مصر اليوم -

الرجل الجسر

بقلم : عمرو الشوبكي

يحتاج السودان إلى رجل/ مشروع جسر بين النظام القديم والجديد، حتى تكون أمامه فرصة ليصبح ضمن تجارب النجاح فى الانتقال الديمقراطى وبناء دولة قانون، ولأن حالة الاستقطاب الحالية سيكون الخاسر الأكبر فيها قوى الحرية والتغيير فإن الأمر يحتاج لمراجعة جذرية للمسار الحالى قبل فشل الجميع.

لقد شهد السودان عقب تعثر المفاوضات بين المجلس العسكرى وقوى الحرية والتغيير تصاعدا فى دور الجماعات المحافظة والتقليدية التى تجاهلتها قوى الحرية والتغيير، فشهدنا مظاهرات من أجل نصرة الشريعة، وأخرى تؤيد المجلس العسكرى وترفع صور رئيسه ونائبه، وهى تمثل قوى حقيقية لا يمكن تجاهلها بل مرشحة للتزايد فى الفترة القادمة إذا ظلت قوى الثورة متمسكة بخطابها الحالى فى بلد كان الحكم المدنى فيه هو الاستثناء والحكم العسكرى هو القاعدة.

إحدى النقاط المحورية التى يحتاجها السودان حاليا تتمثل فى ضرورة وجود (ودعم) رجل جسر بين النظام القديم والجديد، يكون إما ذا خلفية عسكرية ويؤمن بمدنية الدولة، أو مدنيا يؤمن بدور الجيش فى المجتمعات العربية وخاصة فى المراحل الانتقالية، وفى كلتا الحالتين لا يجب أن تتصور قوى الثورة أن من سيأتى الآن هو معبر عنها أو «واحد منها»، إنما المطلوب التوافق على شخص/ مشروع يضمن حقوقها فى التنظيم والحركة، وأن يبنى مسارا سياسيا ودولة قانون قادرة على تحويل معظم أعضاء التيارات الثورية من قوى احتجاجية تجيد الاعتصام والتظاهر إلى قوى منظمة حزبيا تقدم سياسات بديلة وقادرة على الحكم والنهضة بالسودان.

الرجل الجسر هو بروفايل الصادق المهدى وليس بالضرورة شخصه، أى رجل مدنى وسياسى، والرجل الجسر يمكن أن يكون أيضا عسكريا سابقا عاش الحياة المدنية وكان بعيدا عن تنظيمات البشير الإخوانية ويتمتع بالاستقلالية والنزاهة.

أما الفترة الانتقالية الطويلة التى طالبت قوى الحرية والتغيير بأن تكون 4 سنوات وعدلها المجلس العسكرى لتصبح ثلاث سنوات، (متصورة أنها ستحكم بعدها) فهى كارثة مكتملة الأركان لأنها ليس فقط ستقضى على فرصها فى الحكم إنما ستقضى على فرص السودان فى الانتقال الديمقراطى وبناء دولة قانون، لأن الجميع حاول أن يرتب المرحلة الانتقالية وفق ما يتصور أنه فى صالحه، ونسى أو تناسى أن مجالس انتقالية (مجلس سيادى ومجلس وزراء ومجلس تشريعى) مدتها 3 سنوات ستعنى سلطة ضعيفة ومنقسمة وعاجزة عن اتخاذ أى قرار حاسم فى بلد يعانى من انقسام سياسى وجهوى وانفصل جنوبه عنه، وتطالب أقاليم أخرى بالانفصال، ويعانى أيضا من وجود ميليشيات مسلحة تابعة «لإخوان البشير»، فهل كل هذه التحديات والمشاكل سيتم مواجهتها بمجالس انتقالية لمدة 3 سنوات أم مرحلة انتقالية 6 أشهر يعقبها التوافق على الرجل الجسر الذى يقود البلاد نحو بناء دولة القانون؟. هذا ما نتصور أنه الخيار الأسلم للسودان.

المصدر :

المصري اليوم

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الرجل الجسر الرجل الجسر



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

ياسمين صبري بإطلالات أنيقة كررت فيها لمساتها الجمالية

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 05:22 2024 السبت ,21 أيلول / سبتمبر

حجب منصة “إكس” في البرازيل للمرة الثانية
  مصر اليوم - حجب منصة “إكس” في البرازيل للمرة الثانية

GMT 09:51 2024 السبت ,08 حزيران / يونيو

أنواع مختلفة من الفساتين لحفلات الزفاف

GMT 06:29 2015 الإثنين ,28 كانون الأول / ديسمبر

قضية فرخندة مالك زادة تفضح ظلم القضاء الأفغاني للمرأة

GMT 19:55 2017 الإثنين ,09 تشرين الأول / أكتوبر

وفاة الفنانة فاتن الحناوي بسبب إصابتها بفشل كلوي

GMT 03:38 2017 الجمعة ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

وزارة التخطيط تؤكد أن 5000 فدان في الفرافرة جاهزين للزراعة

GMT 22:33 2016 الجمعة ,18 آذار/ مارس

طريقة عمل البوظة السورية

GMT 09:56 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

توقيع رواية "ودارت الأيام" في بيت السناري

GMT 12:56 2021 الإثنين ,11 تشرين الأول / أكتوبر

Snapchat سيتيح للمستخدمين قريبا تغيير "اسم المستخدم" الخاص بهم

GMT 06:41 2021 السبت ,19 حزيران / يونيو

الأرجنتين يتخطى عقبة أوروجواي بهدف نظيف
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon