توقيت القاهرة المحلي 12:53:06 آخر تحديث
  مصر اليوم -

معركة إدلب

  مصر اليوم -

معركة إدلب

بقلم - عمرو الشوبكي

يحتاج الأمر معجزة أو ترتيبات كونية كبرى لتفادى معركة إدلب، آخر مواقع المعارضة المسلحة والجماعات الإرهابية، بعد أن نجح الجيش السورى فى استعادة الأراضى التى وقعت فى قبضة المعارضة المسلحة، ولم يبقَ إلا إدلب التى يعيش فيها ثلاثة ملايين مواطن.

والحقيقة أن انتصار النظام بدأ عقب خطيئتين للثورة السورية: الأولى عسكرتها، والثانية سيطرتها على مدن تتصور بعض فصائلها أنها يمكن أن تردع النظام بالاختباء خلف المدنيين، وهو ما لم يحدث، فلم يفرق الشعب السورى مع النظام ولا مع الدواعش، ودفع ثمناً باهظاً وسقط ما يقرب من نصف مليون سورى ضحية تلك الحرب البشعة.

صحيح أن الحراك المدنى والشعبى الذى قمعه النظام بشدة فى بداية الثورة السورية مسؤول عن هذه العسكرة، ومع ذلك فإن خطيئة الانجرار نحو رد الفعل وحمل السلاح، وتصور أن النصر سهل، وأن إسقاط النظام بالقوة المسلحة وتفكيك ما تبقى من الدولة السورية وهزيمة جيش النظام يعنى الانتصار، والحقيقة أنه كان سيعنى هزيمة للشعب السورى لأن نجاح المعارضة المسلحة فى إسقاط النظام السيئ سيكون لصالح بدائل أكثر سوءاً وقبحاً.

إدلب هى آخر قطعة أرض فى سوريا تسيطر عليها الجماعات التكفيرية والمعارضة المسلحة، وهناك محاولات غربية تركية لتفادى الحرب وإيجاد مخرج سياسى حتى لو كان ثمنه «بيع» هيئة تحرير الشام- جبهة النصرة، التى كانت حتى وقت قريب مدعومة من تركيا.

الحل فى سوريا لن يكون عسكرياً، وللأسف اعتدنا فى العالم العربى التهليل لانتصار كل فريق تبعاً للأهواء السياسية، فمازال هناك مَن يهلل حين يتقدم النظام ويقتل المدنيين قبل الإرهابيين، على اعتبار أن النصر قادم بالحسم العسكرى، تماماً مثلما هلّل فريق آخر منذ 3 أعوام لتقدم المعارضة وسيطرتها على أكثر من ثلثى سوريا، وأغمضوا أعينهم عن أن داعش وجبهة النصرة هما فى قلب هذا التقدم.

ومازال البعض يشجع النظام السورى على حسم معركة إدلب بالقوة المسلحة، حتى لو سقط نصف مليون مدنى آخر ضحايا لغارات النظام وبراميله المتفجرة أو بفعل داعش والنصرة، اللذين أخذا المدنيين كرهائن فى كل المدن التى احتلوها فى سوريا أو العراق. إن كل مَن يهلل الآن لما يصفه بـ«انتصارات النظام السورى» ينسى أو يتناسى أن الصراع فى سوريا لن يُحَلّ بالقوة المسلحة.

بقى ما يشبه الدولة فى سوريا ولكنها بقيت، وهذا فى حد ذاته إيجابى، أما الأكثر أهمية فهو فى قدرتها على لملمة جراح الشعب السورى وانقساماته العميقة، وهذا لن يتم إلا بمصلح جراح يأتى من داخل ما تبقى من الدولة السورية ويتجاوز نظام بشار الأسد والمعارضة المسلحة، ويؤسِّس لسوريا جديدة مدنية عادلة، ويمكن أن تكون ديمقراطية.

نقلا عن المصري اليوم

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

معركة إدلب معركة إدلب



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

ياسمين صبري بإطلالات أنيقة كررت فيها لمساتها الجمالية

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 11:47 2024 السبت ,21 أيلول / سبتمبر

أشرف عبد الباقي يكشف أسباب ابتعاده عن السينما
  مصر اليوم - أشرف عبد الباقي يكشف أسباب ابتعاده عن السينما

GMT 05:22 2024 السبت ,21 أيلول / سبتمبر

حجب منصة “إكس” في البرازيل للمرة الثانية
  مصر اليوم - حجب منصة “إكس” في البرازيل للمرة الثانية

GMT 09:51 2024 السبت ,08 حزيران / يونيو

أنواع مختلفة من الفساتين لحفلات الزفاف

GMT 06:29 2015 الإثنين ,28 كانون الأول / ديسمبر

قضية فرخندة مالك زادة تفضح ظلم القضاء الأفغاني للمرأة

GMT 19:55 2017 الإثنين ,09 تشرين الأول / أكتوبر

وفاة الفنانة فاتن الحناوي بسبب إصابتها بفشل كلوي

GMT 03:38 2017 الجمعة ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

وزارة التخطيط تؤكد أن 5000 فدان في الفرافرة جاهزين للزراعة

GMT 22:33 2016 الجمعة ,18 آذار/ مارس

طريقة عمل البوظة السورية

GMT 09:56 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

توقيع رواية "ودارت الأيام" في بيت السناري

GMT 12:56 2021 الإثنين ,11 تشرين الأول / أكتوبر

Snapchat سيتيح للمستخدمين قريبا تغيير "اسم المستخدم" الخاص بهم

GMT 06:41 2021 السبت ,19 حزيران / يونيو

الأرجنتين يتخطى عقبة أوروجواي بهدف نظيف
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon