توقيت القاهرة المحلي 05:50:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الآستانا قبل واشنطن

  مصر اليوم -

الآستانا قبل واشنطن

بقلم : عمرو الشوبكي

انتهت الجولة 13 من مفاوضات الأستانا حول الوضع فى سورية، بمشاركة الأطراف الفاعلة فى الأزمة السورية، وهى روسيا وتركيا وإيران، بجانب وفدى الحكومة والمعارضة السورية، وغاب العرب، حتى لو حضر الوفدان العراقى واللبنانى بصفة مراقب.

اللافت أن كل ما يتعلق بالتسوية فى سوريا نوقش فى ظل وجود ممثلين من كل دول العالم ما عدا العرب، بل إن رعاة الحرب فى سوريا حضروا جميعا ما عدا العرب أيضا (رغم أن بعضهم دعم فصائل إرهابية وتكفيرية فى سوريا)، فحضرت تركيا الداعم الإقليمى الأول للمعارضة السورية، وهناك رعاة النظام السورى لأسباب ودوافع مختلفة، أى روسيا وايران، الأولى لحسابات دولية وإقليمية تتعلق بصراعها على مناطق النفوذ مع أمريكا، والثانية لاعتبارات إقليمية تتعلق بحرص إيران على أن تصبح سوريا إحدى أذرعها فى المنطقة.

وقد تضمن البيان الختامى إعلان كافة الأطراف عن التزامها بوقف إطلاق النار فى إدلب، واشترط النظام ضرورة أن تسحب الفصائل المسلحة المدعومة تركيًا سلاحها الثقيل من داخل المدينة المحاصرة مثلما جاء فى التفاهمات السابقة، كما شدد البيان على شعاره المتكرر بأن الأزمة فى سوريا حلها سياسى وليس عسكريًا، وهو الشعار الذى ترفعه كل الأطراف الدولية والمحلية دون أن تنجزه على أرض الواقع.

ورغم أن هذه الجولة لم تنجح مثل سابقتها فى تقديم حلول ناجعة للأزمة السورية، والتوصل إلى قرارات حول الملفات الأساسية، وتم ترحيل ملفّ تشكيل لجنة صياغة الدستور إلى اجتماع آخر إلا إن اللافت هو هيمنة روسيا وشركائها الإقليميين على الملف السورى وتراجع واشنطن عن التأثير فى المعادلة السورية، وهذا يرجع فى الحقيقة إلى ارتباك الخطط الأمريكية تجاه المنطقة وضعفها.

والحقيقة أن الغياب الأمريكى يرجع إلى عجز إدارة أوباما عن الدفاع عن رؤيتها (بصرف النظر عن صحتها) فقد تبنت فى البداية استراتيجية إسقاط النظام وعجزت عن تنفيذها على أرض الواقع، عقب خسارة كل من الفصائل المسلحة المدعومة أمريكيا والجماعات التكفيرية المدعومة عربيا وإقليميا الحرب فى مواجهه النظام، والأهم أن أمريكا فشلت فى إحداث أى تغيير من داخل النظام بإقصاء بشار الأسد والحفاظ على الدولة، وهو المشروع الذى كان قريبا من النجاح لو كانت أمريكا ومعها القوى الإقليمية والدولية وضعته على سلم أولوياتها، بدلا من دعم التغيير عبر القوى المسلحة الذى دمر سوريا وقضى على الجانب المدنى فى ثورتها.

أمريكا غابت مع أوباما وتعمقت غيبتها مع ترامب الرجل الذى ربط الحضور السياسى والعسكرى بالصفقات التاجرية وبالدفع أولًا.

نعم فشل مشروع أمريكا فى سوريا مثلما فشل فى مناطق كثيرة، وحضر المشروع الروسى وشركاؤه الإقليميون فهل ستنجح روسيا فى إخراج سوريا من محنتها؟.. لم تنجح حتى هذه اللحظة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الآستانا قبل واشنطن الآستانا قبل واشنطن



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

ياسمين صبري بإطلالات أنيقة كررت فيها لمساتها الجمالية

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:51 2024 السبت ,08 حزيران / يونيو

أنواع مختلفة من الفساتين لحفلات الزفاف

GMT 06:29 2015 الإثنين ,28 كانون الأول / ديسمبر

قضية فرخندة مالك زادة تفضح ظلم القضاء الأفغاني للمرأة

GMT 19:55 2017 الإثنين ,09 تشرين الأول / أكتوبر

وفاة الفنانة فاتن الحناوي بسبب إصابتها بفشل كلوي

GMT 03:38 2017 الجمعة ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

وزارة التخطيط تؤكد أن 5000 فدان في الفرافرة جاهزين للزراعة

GMT 22:33 2016 الجمعة ,18 آذار/ مارس

طريقة عمل البوظة السورية

GMT 09:56 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

توقيع رواية "ودارت الأيام" في بيت السناري

GMT 12:56 2021 الإثنين ,11 تشرين الأول / أكتوبر

Snapchat سيتيح للمستخدمين قريبا تغيير "اسم المستخدم" الخاص بهم

GMT 06:41 2021 السبت ,19 حزيران / يونيو

الأرجنتين يتخطى عقبة أوروجواي بهدف نظيف
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon