توقيت القاهرة المحلي 02:56:29 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الشفافية أولًا

  مصر اليوم -

الشفافية أولًا

بقلم : عمرو الشوبكي

لا يوجد سبب واحد مقنع لعدم قول حقيقة الحادث الإرهابى أمام مستشفى الأورام، ولا يوجد أى مبرر فى أن تقول الدولة إنه حادث تصادم بين سيارة مسرعة تسير عكس الاتجاه وثلاث سيارات أخرى ثم تعود فى اليوم التالى لتعلن فى بيان رسمى أن الحادث كان نتيجة عمل إرهابى ناجم عن وجود سيارة ممتلئة بالمتفجرات.

يقينا «الخبر» من حيث المبدأ لا يجب إخفاؤه، والأخبار التى تخص الشعب ويتأثر بها الناس لا يجب حجبها أو التردد فى إذاعتها لأن ذلك يفتح الباب أمام سيل من الشائعات ومن تكريس حالة من عدم الثقة بين الدولة والشعب لا يوجد ما يبررها.

يقينًا حادثة إرهابية أمام معهد الأورام تقتل 20 شخصا وتوقع عشرات المصابين مؤلمة وصادمة، فهى مؤلمة من الناحية الإنسانية وغير مسبوقة فى تاريخ حوادث الإرهاب لأنها طالت مستشفى بصرف النظر ما إذا كانت تقصده أم لا، وهى صادمة لأنها كشفت عن سوء أداء لافت تمثل فى تخبط غير مسبوق وغير مبرر فى التعامل مع الحدث بإخفاء الحقيقة لمدة يوم كامل وغياب الإعلام المرئى عن تغطية الحدث بمراسلين ينزلون إلى الشارع وينقلون صورًا وحوارات حية مع البشر فى عين المكان، أو مع شهود عيان دون أى مبالغة أو تحريض.

لا أريد أن أقوم بالمقارنة بين تعامل الصحف والإعلام الأمريكى مع جريمة الكراهية التى شهدتها تكساس وأوهايو وراح ضحيتها 29 شخصا، وبين تغييب الإعلام المصرى عن المتابعة بالخبر والتحليل وبالصوت والصورة عن جريمة أمس الأول، لأنها مقارنة، رغم مشروعيتها، ولكنها ستعنى انفصالًا عن واقع كلا البلدين.

والحقيقة أن أسوأ ما يهدد مصر هو قناعة البعض بأن الشفافية والوضوح يضر بأمن البلاد، فى حين أن أكبر ضرر يمكن أن يصيب هذا البلد هو التعتيم وسوء الإدارة والأداء، وهذا التبلد النادر فى الإحساس بغالبية الناس، حتى بدا ما يعانيه ويطمح له أغلب الشعب فى وادٍ، وما يطرحه البعض فى وسائل الإعلام فى وادٍ آخر.

قضية بناء دولة المؤسسات، ومواجهة حالة شبه الدولة، أمرٌ لا يتعلق فقط بخطر الإرهاب كما يؤكد الخطاب الرسمى، وهو محق، إنما أيضا سوء الأداء وغياب الرؤية الإصلاحية وعدم الثقة فى المجتمع ومساعدته ببناء دولة قانون على إخراج أفضل وليس أسوأ ما فيه.

صحيح لو كان هناك فى مصر أعظم رئيس وأكفأ حكومة فلن تحل مشاكل الإهمال والفساد فى يوم أو شهر أو سنة، فى نفس الوقت فإن تحقيق أى تقدم اقتصادى لن يتم إلا ببناء الثقة بين الدولة والشعب، وعبر نظام متكامل من الشفافية والمصارحة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الشفافية أولًا الشفافية أولًا



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

ياسمين صبري بإطلالات أنيقة كررت فيها لمساتها الجمالية

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:51 2024 السبت ,08 حزيران / يونيو

أنواع مختلفة من الفساتين لحفلات الزفاف

GMT 06:29 2015 الإثنين ,28 كانون الأول / ديسمبر

قضية فرخندة مالك زادة تفضح ظلم القضاء الأفغاني للمرأة

GMT 19:55 2017 الإثنين ,09 تشرين الأول / أكتوبر

وفاة الفنانة فاتن الحناوي بسبب إصابتها بفشل كلوي

GMT 03:38 2017 الجمعة ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

وزارة التخطيط تؤكد أن 5000 فدان في الفرافرة جاهزين للزراعة

GMT 22:33 2016 الجمعة ,18 آذار/ مارس

طريقة عمل البوظة السورية

GMT 09:56 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

توقيع رواية "ودارت الأيام" في بيت السناري

GMT 12:56 2021 الإثنين ,11 تشرين الأول / أكتوبر

Snapchat سيتيح للمستخدمين قريبا تغيير "اسم المستخدم" الخاص بهم

GMT 06:41 2021 السبت ,19 حزيران / يونيو

الأرجنتين يتخطى عقبة أوروجواي بهدف نظيف
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon