توقيت القاهرة المحلي 02:47:22 آخر تحديث
  مصر اليوم -

حرب الـ100 يوم

  مصر اليوم -

حرب الـ100 يوم

بقلم: عمرو الشوبكي

رغم توقعات الكثيرين، ومنهم كاتب هذه السطور، ألا تستمر الحرب في أوكرانيا أكثر من شهر، فإنها استمرت مائة يوم، وتصورت روسيا أنها ستخوض معركة لمدة أسابيع قليلة، فوجدت نفسها تدخل في حرب لأشهر ممتدة، غيرت فيها من تكتيكاتها أكثر من مرة حتى بدا واضحًا أن هدفها الاستراتيجى هو السيطرة على الشرق الأوكرانى برمته.

وبالفعل سيطرت روسيا على مدينة «ليمان» وقبلها «ماريوبول» الاستراتيجية الساحلية التي تربط بين روسيا ومنطقة الدونباس وشبه جزيرة القرم، لتحكم سيطرتها على بحر آزوف، وباتت قريبة من السيطرة الكاملة على إقليم الدونباس المرتبط جزء كبير من سكانه ثقافيًّا ولغويًّا بروسيا، وهو ما سيعنى انتصارًا في الحرب وربما طى صفحتها.

ورغم بطء تقدم القوات الروسية فهى يبقى تقدمًا واضحًا، فقد سيطرت على 20% من الأراضى الأوكرانية وفق تصريحات الرئيس الأوكرانى، ومع ذلك يصر الغرب على جعل تكلفة الحرب على روسيا وأوكرانيا باهظة.

فقد حصلت أوكرانيا على صواريخ أمريكية متطورة تستطيع أن تضرب بها العمق الروسى، صحيح أنها تعهدت بألا تقوم بذلك، إلا أن مسار كثير من المواجهات في الماضى انتقل من السيئ إلى الأسوأ لأخطاء في الحسابات، فاستهداف العمق الروسى بأى صواريخ انتقامية أوكرانية سيجعل ردها عنيفًا وقد يدفعها لتجاوز الخطوط الحمراء الضابطة لهذه الحرب.

بالمقابل فإن صمود الاقتصاد الروسى وقدرته على مواجهة العقوبات الغربية في المائة يوم الماضية مرشح أن يستمر أيضًا في المائة يوم القادمة، خاصة مع إصرار الرئيس بوتين على أن تدفع الدول الغربية والشركات الكبرى صادرات روسيا من الغاز والنفط بالروبل، وهو ما أدى إلى ارتفاع قيمته بنحو 20٪ مقارنة بما كان عليه قبل الحرب، في ظل تراجع الواردات وارتفاع أسعار الطاقة.

ومع ذلك ستواجه روسيا صعوبات كبيرة إذا استمرت الحرب لستة أشهر قادمة، وهو الموعد الذي حدده قادة الاتحاد الأوروبى في اجتماع أمس الأول للاستغناء عن النفط الروسى الخام، فيما عرف بالحزمة السادسة للعقوبات والتى تضمنت أيضًا الاستغناء الكامل عن المواد المكررة في خلال عام وإخراج البنوك الروسية من نظام «السويفت».

يقينًا تطبيق هذه العقوبات سيضر أيضًا بالدول الأوروبية التي عانت من التضخم وتراجع قوتها الشرائية، إلا أن استمرار الحرب ستة أشهر أخرى سيضر بروسيا أكثر من أمريكا وأوروبا، أما إنهاؤها بعد مائة يوم فسيعنى انتصارًا واضحًا لروسيا.

سيصبح الشرق الأوكرانى في المدى القريب جزءًا من الاتحاد الروسى ليس فقط عبر القوة المسلحة إنما أيضًا عبر أي آلية سياسية (استفتاء)، وهو ما سيعنى نجاح العملية الروسية في أوكرانيا وفشلها في نيل ثقة جيرانها الذين ذهبوا لحلف الناتو خوفًا من التمدد الروسى، كما فعلت السويد وفنلندا المحايدتان منذ عقود طويلة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حرب الـ100 يوم حرب الـ100 يوم



GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 23:01 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

ستارمر والأمن القومي البريطاني

GMT 22:55 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حول الحرب وتغيير الخرائط

إطلالات عملية ومريحة للنجمات في مهرجان الجونة أبرزها ليسرا وهند صبري

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 01:37 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

طرق مختلفة لاستخدام المرايا لتكبير المساحات الصغيرة بصرياً
  مصر اليوم - طرق مختلفة لاستخدام المرايا لتكبير المساحات الصغيرة بصرياً

GMT 00:20 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب يؤكد أنه سيقر بهزيمته إذا كانت الانتخابات عادلة
  مصر اليوم - ترامب يؤكد أنه سيقر بهزيمته إذا كانت الانتخابات عادلة

GMT 02:38 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب يؤكد أن هناك الكثير من عمليات الغش في فيلادلفيا
  مصر اليوم - ترامب يؤكد أن هناك الكثير من عمليات الغش في فيلادلفيا

GMT 00:51 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد هنيدي يتراجع عن تقديم عمّ قنديل في رمضان 2025
  مصر اليوم - محمد هنيدي يتراجع عن تقديم عمّ قنديل في رمضان 2025

GMT 04:39 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

جيش منظم على الإنترنت ضد "تزوير الانتخابات" يدعمه إيلون ماسك
  مصر اليوم - جيش منظم على الإنترنت ضد تزوير الانتخابات يدعمه إيلون ماسك

GMT 15:53 2018 الإثنين ,12 آذار/ مارس

إستياء في المصري بسبب الأهلي والزمالك

GMT 10:53 2019 الثلاثاء ,08 تشرين الأول / أكتوبر

تعرفي على وصفات طبيعية للعناية بالشعر التالف

GMT 02:56 2018 الأربعاء ,04 تموز / يوليو

الفنانة ميرنا وليد تستعد لتقديم عمل كوميدي جديد

GMT 19:15 2018 الجمعة ,29 حزيران / يونيو

سامح حسين يكشف عن الأفيش الأول لـ"الرجل الأخطر"

GMT 13:48 2018 السبت ,05 أيار / مايو

سيارة بدون "عجلة قيادة ودواسات" من سمارت
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon