توقيت القاهرة المحلي 07:42:03 آخر تحديث
  مصر اليوم -

حرائق البرازيل

  مصر اليوم -

حرائق البرازيل

بقلم : عمرو الشوبكي

اشتعلت حرائق الأمازون فى البرازيل، واشتعلت معها حرائق السياسة واختلط تحدى البيئة والمناخ بتحدى التداخل بين المحلى والعالمى.

الرئيس البرازيلى الذى ينتمى لتيار اليمين المتطرف رفض أى تدخل غربى، وشن هجوما حادا على المنظمات غير الحكومية مثلما يفعل كل زملائه فى نفس المدرسة السياسية، واتهمها بالمبالغة فى تصوير ما حدث، خاصة أن له تصريحات سابقة لم تكترث بالحفاظ على البيئة.

والمعروف أن هذه الغابات تمتص ثانى أكسيد الكربون وتبعث بدلا منه الأكسجين، وهو أمر حيوى للبشرية كلها، كما أنها على نفس الخط الاستوائى لفرنسا، وهو ما جعل الأخيرة تدخل فى سجال حاد مع الرئيس البرازيلى انتهى بتوجيه أحد المقربين من الأخير إهانة رخيصة لزوجة الرئيس الفرنسى أثارت ردود فعل رافضة داخل البرازيل وخارجها، وذكرتنا ببذاءات اسم معروف فى الحياة العامة المصرية لا يمس ولا يحاسب.

والحقيقة أن هذه الأزمة لافتة فى دلالاتها، فهى بالتأكيد أزمة محلية على أرض دولة تتمتع بالسيادة على أرضها، ومع ذلك فلولا الضغوط الخارجية الكبيرة لما تحرك الرئيس البرازيلى ولما اتخذ إجراءات أكثر قوة للتعامل مع الحرائق.

والحقيقة أن هذا الجدل الذى شهدته البرازيل بين المحلى والعالمى هو جدل يشهده مجتمعنا ومجتمعات أخرى غيرنا فى قضايا تتعلق بالديمقراطية وحقوق الإنسان، ويتم التعامل معها باعتبارها قضية محلية تخضع للسيادة الوطنية والحكم عليها يكون من قبل الدولة الوطنية، وليس الدول أو المؤسسات الأجنبية، وهو أمر نظريًا صحيح، (بعيدًا عن أن تعامل معظم الدول العربية مع الملف الاقتصادى عكس الملف السياسى فتتحدث عن قيم الاقتصاد العالمية، والتجارة الحرة، وتسعى للحصول على استثمارات وقروض دولية)، إلا أن تداعيات انتهاكات حقوق الإنسان وغياب الديمقراطية باتت تنعكس على العالم كله، فما جرى فى سوريا وليبيا على سبيل المثال من خراب لا يرجع فقط لدور الجماعات التكفيرية الإرهابية أو التدخلات الأجنبية، إنما لوجود نظم شديدة الاستبدادية مارست نمطا غير مسبوق من الانتهاكات فى مجال حقوق الإنسان وبقى أحدها فى السلطة 42 عاما، وهو نمط من الحكم يفتح الباب لمؤامرات الخارج وللتطرف فى الداخل.

يقينا الغرب يوظف فى أحيان كثيرة ملف حقوق الإنسان لصالح أجندته السياسية، لكن علينا أن نعى أن جانبا من موقفه من قضايا الديمقراطية وحقوق الإنسان هو حماية لأمنه ولحدوده، فلا يوجد نظام ديمقراطى أو نصف ديمقراطى جلب لبلده الفوضى مثلما حدث فى سوريا والعراق وليبيا، وإن كل النظم التى صدرت ملايين اللاجئين وآلاف الإرهابيين هى نظم «فوق استبدادية» وأن أوروبا حين تدخل ولو بخجل فى ملف الديمقراطية وحقوق الإنسان فهى تدافع عن نفسها من الهجرة غير الشرعية والإرهاب وهو ما يتقاطع مع موقفها من حرائق الأمازون.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حرائق البرازيل حرائق البرازيل



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

ياسمين صبري بإطلالات أنيقة كررت فيها لمساتها الجمالية

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 05:22 2024 السبت ,21 أيلول / سبتمبر

حجب منصة “إكس” في البرازيل للمرة الثانية
  مصر اليوم - حجب منصة “إكس” في البرازيل للمرة الثانية

GMT 09:51 2024 السبت ,08 حزيران / يونيو

أنواع مختلفة من الفساتين لحفلات الزفاف

GMT 06:29 2015 الإثنين ,28 كانون الأول / ديسمبر

قضية فرخندة مالك زادة تفضح ظلم القضاء الأفغاني للمرأة

GMT 19:55 2017 الإثنين ,09 تشرين الأول / أكتوبر

وفاة الفنانة فاتن الحناوي بسبب إصابتها بفشل كلوي

GMT 03:38 2017 الجمعة ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

وزارة التخطيط تؤكد أن 5000 فدان في الفرافرة جاهزين للزراعة

GMT 22:33 2016 الجمعة ,18 آذار/ مارس

طريقة عمل البوظة السورية

GMT 09:56 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

توقيع رواية "ودارت الأيام" في بيت السناري

GMT 12:56 2021 الإثنين ,11 تشرين الأول / أكتوبر

Snapchat سيتيح للمستخدمين قريبا تغيير "اسم المستخدم" الخاص بهم

GMT 06:41 2021 السبت ,19 حزيران / يونيو

الأرجنتين يتخطى عقبة أوروجواي بهدف نظيف
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon