توقيت القاهرة المحلي 07:22:26 آخر تحديث
  مصر اليوم -

حرائق البرازيل

  مصر اليوم -

حرائق البرازيل

بقلم : عمرو الشوبكي

اشتعلت حرائق الأمازون فى البرازيل، واشتعلت معها حرائق السياسة واختلط تحدى البيئة والمناخ بتحدى التداخل بين المحلى والعالمى.

الرئيس البرازيلى الذى ينتمى لتيار اليمين المتطرف رفض أى تدخل غربى، وشن هجوما حادا على المنظمات غير الحكومية مثلما يفعل كل زملائه فى نفس المدرسة السياسية، واتهمها بالمبالغة فى تصوير ما حدث، خاصة أن له تصريحات سابقة لم تكترث بالحفاظ على البيئة.

والمعروف أن هذه الغابات تمتص ثانى أكسيد الكربون وتبعث بدلا منه الأكسجين، وهو أمر حيوى للبشرية كلها، كما أنها على نفس الخط الاستوائى لفرنسا، وهو ما جعل الأخيرة تدخل فى سجال حاد مع الرئيس البرازيلى انتهى بتوجيه أحد المقربين من الأخير إهانة رخيصة لزوجة الرئيس الفرنسى أثارت ردود فعل رافضة داخل البرازيل وخارجها، وذكرتنا ببذاءات اسم معروف فى الحياة العامة المصرية لا يمس ولا يحاسب.

والحقيقة أن هذه الأزمة لافتة فى دلالاتها، فهى بالتأكيد أزمة محلية على أرض دولة تتمتع بالسيادة على أرضها، ومع ذلك فلولا الضغوط الخارجية الكبيرة لما تحرك الرئيس البرازيلى ولما اتخذ إجراءات أكثر قوة للتعامل مع الحرائق.

والحقيقة أن هذا الجدل الذى شهدته البرازيل بين المحلى والعالمى هو جدل يشهده مجتمعنا ومجتمعات أخرى غيرنا فى قضايا تتعلق بالديمقراطية وحقوق الإنسان، ويتم التعامل معها باعتبارها قضية محلية تخضع للسيادة الوطنية والحكم عليها يكون من قبل الدولة الوطنية، وليس الدول أو المؤسسات الأجنبية، وهو أمر نظريًا صحيح، (بعيدًا عن أن تعامل معظم الدول العربية مع الملف الاقتصادى عكس الملف السياسى فتتحدث عن قيم الاقتصاد العالمية، والتجارة الحرة، وتسعى للحصول على استثمارات وقروض دولية)، إلا أن تداعيات انتهاكات حقوق الإنسان وغياب الديمقراطية باتت تنعكس على العالم كله، فما جرى فى سوريا وليبيا على سبيل المثال من خراب لا يرجع فقط لدور الجماعات التكفيرية الإرهابية أو التدخلات الأجنبية، إنما لوجود نظم شديدة الاستبدادية مارست نمطا غير مسبوق من الانتهاكات فى مجال حقوق الإنسان وبقى أحدها فى السلطة 42 عاما، وهو نمط من الحكم يفتح الباب لمؤامرات الخارج وللتطرف فى الداخل.

يقينا الغرب يوظف فى أحيان كثيرة ملف حقوق الإنسان لصالح أجندته السياسية، لكن علينا أن نعى أن جانبا من موقفه من قضايا الديمقراطية وحقوق الإنسان هو حماية لأمنه ولحدوده، فلا يوجد نظام ديمقراطى أو نصف ديمقراطى جلب لبلده الفوضى مثلما حدث فى سوريا والعراق وليبيا، وإن كل النظم التى صدرت ملايين اللاجئين وآلاف الإرهابيين هى نظم «فوق استبدادية» وأن أوروبا حين تدخل ولو بخجل فى ملف الديمقراطية وحقوق الإنسان فهى تدافع عن نفسها من الهجرة غير الشرعية والإرهاب وهو ما يتقاطع مع موقفها من حرائق الأمازون.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حرائق البرازيل حرائق البرازيل



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 10:00 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مندوب مصر في مجلس الأمن نواصل جهودنا لدعم الشعب السوداني
  مصر اليوم - مندوب مصر في مجلس الأمن نواصل جهودنا لدعم الشعب السوداني

GMT 00:03 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

نيقولا معوض بطل كليب تركي دويتو مع إيلين ييليز
  مصر اليوم - نيقولا معوض بطل كليب تركي دويتو مع إيلين ييليز

GMT 09:43 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

GMT 05:12 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

تصريح عاجل من بلينكن بشأن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة

GMT 16:22 2018 الثلاثاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

جماهير تطلب فتح المدرج الشرقي في مواجهة بوركينا

GMT 11:58 2024 الخميس ,06 حزيران / يونيو

أفضل فساتين الخطوبة للمحجبات

GMT 00:10 2019 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزال بقوة 5 درجات يضرب ألاسكا الأميركية

GMT 08:42 2019 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

وزير شئون «النواب» يناقش تطورات مجال حقوق الانسان في مصر

GMT 12:54 2019 الأربعاء ,04 أيلول / سبتمبر

الفنانة يارا تفاجئ جمهورها علي تطبيق "سناب شات

GMT 03:31 2019 السبت ,29 حزيران / يونيو

فيل يبتكر طريقة ذكية ليتناول طعامه من فوق شجرة

GMT 13:03 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

فولكس فاجن تكشف عن أسعار أيقونتها Passat موديل 2020

GMT 17:41 2019 الإثنين ,28 كانون الثاني / يناير

الفنانة مريم حسن تتعاقد على بطولة مسلسل "أبو جبل"

GMT 23:17 2019 السبت ,19 كانون الثاني / يناير

دورة تحكيم في جمباز الأيروبيك بالاتحاد الدولي للجمباز

GMT 16:26 2019 الثلاثاء ,15 كانون الثاني / يناير

دراسة تؤكّد أن الهاتف المحمول أقذر بـ7 أضعاف من مقعد المرحاض

GMT 04:58 2018 الأحد ,23 كانون الأول / ديسمبر

هنا الزاهد تستعد لأول مسلسل مع خطيبها الفنان أحمد فهمي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon