توقيت القاهرة المحلي 02:19:56 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الانقسام الإسرائيلى

  مصر اليوم -

الانقسام الإسرائيلى

بقلم:عمرو الشوبكي

فى إسرائيل انقسامات سياسية عميقة بين مختلف الأحزاب والقوى السياسية، وانقسام بين المتدينين «الحريديم» الذين لا يعملون ولا يتعلمون تعليمًا حديثًا، ولا يخدمون فى الجيش، والمدنيين الحداثيين الذين هم مع العلم والتقدم والتنمية، وأيضًا مع قتل الفلسطينيين وارتكاب جرائم إبادة جماعية بحقهم.

مظاهرات أمس الأول فى تل أبيب، التى قُدرت بعشرات الآلاف، وطالبت باستقالة نتنياهو، تدل على عمق الانقسام بين الحكومة والشارع، ومع ذلك فإن كل هذه الانقسامات لم تمنع اتفاق الغالبية الساحقة من الإسرائيليين على استمرار حرب غزة من أجل القضاء على حماس، حتى لو كلف الأمر إبادة الشعب الفلسطينى وتهجيره، وأصبحنا أمام مفارقة أن الإسرائيليين يختلفون فيما بينهم تقريبًا على كل شىء إلا على قتل الفلسطينيين واستمرار العدوان.

بالمقابل، سنجد أن هذا السجال المتصاعد بين فتح وحماس وبين السلطة والمقاومة نسى فيه البعض أو تناسى مسؤولية الاحتلال عن مآسى الشعب الفلسطينى.

سجال فتح وحماس وما بدأ يردده البعض فى وسائل الإعلام عن مسؤولية المقاومة فى إعادة احتلال إسرائيل قطاع غزة، ووقوع النكبة التى يعيشها الشعب الفلسطينى، حتى وصل الأمر أن ذكر بيان لفتح أن حماس «لم تشاور القيادة الفلسطينية أو أى طرف وطنى فلسطينى عندما اتخذت قرارها القيام بمغامرة 7 أكتوبر، التى قادت إلى نكبة أكثر فداحة وقسوة من نكبة 1948».

الحقيقة أن الحديث عن مسؤولية حماس أو فتح عما جرى للشعب الفلسطينى من نكبات معاصرة أو حالية يقدم للاحتلال هدية لكى يقول إنه القادر على إدارة قطاع غزة عسكريًا وسياسيًا بشكل مباشر أو غير مباشر، وإن رفضه قيام دولة فلسطينية ستكون إحدى حججه الرئيسية هى الانقسام الفلسطينى كما جرى سابقًا.

إن الاحتلال هو المسؤول عن الجرائم التى تُرتكب فى غزة وليس حماس، كما أنه هو المسؤول عن الجرائم التى تجرى فى الضفة الغربية وليس فتح أو السلطة.

إن صعود حماس وامتلاكها حاضنة شعبية كبيرة جاء بسبب إفشال إسرائيل مسار أوسلو السلمى، حين قامت بمضاعفة أعداد المستوطنين والمستوطنات فى الضفة الغربية، واعتقلت وقتلت نشطاء المقاومة السلمية والمسلحة، وقضت على حل الدولتين، بصرف النظر عن أخطاء السلطة الجسيمة فى إدارة الأراضى الفلسطينية أو أخطاء حماس الفادحة فى إدارة قطاع غزة منذ سيطرتها عليه بالقوة المسلحة فى ٢٠٠٧.

إسرائيل فيها انقسامات عميقة، وفيها مواجهات تجرى فى الشارع وداخل الحكومة وفى مجلس الحرب وتحت قبة البرلمان، ولكنها رغم هذه الخلافات تعمل جميعها على تصفية القضية الفلسطينية، أما الانقسام الفلسطينى ففيه جانب طبيعى إذا كان يتعلق باختلاف الرؤى والبرامج، ولكن الجانب غير الطبيعى أن يتحول إلى تناقض وحروب داخلية تنسى فيه السلطة والفصائل أن عدوهم الأساسى هو الاحتلال وليس فتح أو حماس.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الانقسام الإسرائيلى الانقسام الإسرائيلى



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 10:38 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات أنيقة وراقية لكيت ميدلتون باللون الأحمر
  مصر اليوم - إطلالات أنيقة وراقية لكيت ميدلتون باللون الأحمر

GMT 10:34 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

الوجهات السياحية الأكثر زيارة خلال عام 2024
  مصر اليوم - الوجهات السياحية الأكثر زيارة خلال عام 2024

GMT 10:56 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

نصائح للعناية بالأرضيات الباركيه وتلميعها
  مصر اليوم - نصائح للعناية بالأرضيات الباركيه وتلميعها

GMT 01:09 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

اتفاق مبدئي على إعادة تشكيل السلطة التنفيذية في ليبيا
  مصر اليوم - اتفاق مبدئي على إعادة تشكيل السلطة التنفيذية في ليبيا

GMT 02:01 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

إدانة الرئيس الفرنسي الأسبق نيكولا ساركوزي في قضية فساد
  مصر اليوم - إدانة الرئيس الفرنسي الأسبق نيكولا ساركوزي في قضية فساد

GMT 11:46 2024 السبت ,14 كانون الأول / ديسمبر

مبابي أفضل لاعب فرنسي في موسم 2023-2024 ويعادل كريم بنزيما

GMT 09:13 2023 الثلاثاء ,12 أيلول / سبتمبر

بلماضي يعلن أن الجزائر في مرحلة بناء منتخب قوي

GMT 20:43 2021 الخميس ,07 كانون الثاني / يناير

الرئيس السيسي يبحث القضايا الإقليمية مع نظيره القبرصي

GMT 02:29 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

رغدة تكشف كواليس مشاركتها في مسرحية "بودي جارد" مع عادل إمام

GMT 01:03 2020 السبت ,19 كانون الأول / ديسمبر

تقارير تؤكد أن لقاح كورونا يسبب العدوى أيضًا

GMT 08:57 2020 الخميس ,22 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الأسمنت في مصر اليوم الخميس 22تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 07:50 2020 الأربعاء ,07 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الحديد في مصر اليوم الأربعاء 7 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 00:27 2020 الأحد ,04 تشرين الأول / أكتوبر

ميناء دمياط يستقبل 8 سفن للحاويات والبضائع العامة

GMT 02:36 2020 الإثنين ,28 أيلول / سبتمبر

بريطانيا تحذر من موجة ثالثة لكورونا

GMT 09:11 2020 الإثنين ,21 أيلول / سبتمبر

20 مؤشرًا لصناعة الغاز الطبيعي خلال عام

GMT 03:30 2020 الإثنين ,22 حزيران / يونيو

موريتانيا تسجل 171 إصابة جديدة بفيروس كورونا
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon