توقيت القاهرة المحلي 00:03:20 آخر تحديث
  مصر اليوم -

التفاعلات الموازية

  مصر اليوم -

التفاعلات الموازية

بقلم : عمرو الشوبكي

انتهى مسار التعديلات الدستورية إلى النتيجة التى عرفناها فى كل استفتاءاتنا السابقة، وستعلن «نعم» المعتادة فى استفتاءات مصر.

ويبقى السؤال: هل هناك تفاعلات غير مرئية أو مسارٍ موازٍ لا يرى بالعين المجردة يشهده المجتمع المصرى؟

مسار التعديلات الدستورية يقول إن كثيرًا من الناس ركزوا أساسًا فى مدد الرئاسة، دون غيرها من المواد، والمقترح الأول كان ينص على إعطاء الرئيس الحق فى البقاء فى السلطة لمدتين، بعد انتهاء مدته الأصلية، لتنتهى فى 2034، وهو ما تم التراجع عنه ليعطى الحق للرئيس للبقاء فى السلطة حتى 2030.

وقد ذكر لى بعض النواب ممن تفاعلوا عن قرب مع الصياغات النهائية لمواد الدستور كيف تحول اتجاه النقاش فجأة من إعطاء مدتين إضافيتين للرئيس إلى مدة واحدة فى 24 ساعة، وهو ما أثار استغراب الكثيرين عن أسباب هذا التحول.

والسؤال المطروح: لماذا تراجعت الدولة، وقررت تقليل مدة الرئاسة؟

هل بسبب قوة المعارضة أو المؤسسات الأهلية أو النقابات المهنية الرافضة للتعديلات؟

الحقيقة لا يوجد مظهر واحد يدل على قوة المعارضة أو الأحزاب السياسية أو وجود مؤثر للنقابات المهنية والعمالية؛ فالجميع يعانى من حالة ضعف عام وتهميش كامل؛ بما يعنى صعوبة القول إن قوة المعارضة السياسية المنظمة كانت وراء تقليل مدد الرئاسة.

والحقيقة أن هناك أصواتًا حتى لو حجبت فى العلن؛ فهى موجودة فى الواقع، وهى ما تعرف فى البلاد الديمقراطية بالرأى العام، ويمكن وصفها فى بلادنا بالمسارات الموازية أو التفاعلات غير المرئية التى تقدرها أجهزة الدولة نفسها، وتعرف حقيقة موقفها من القضايا المطروحة ومدى شعبية الحكم وغيرها.

يقينا هناك تفاعلات تجرى فى عمق المجتمع المصرى بعيده عن الأحزاب والمؤسسات السياسية جعلت الدولة تقلل فترة الرئاسة، وتتراجع عن المقترح الأول.

والحقيقة أن هذه التفاعلات لا يؤثر فيها وسيط سياسى ولا يؤطرها وسيط حزبى مؤيد أو معارض، وهى مواقف فطرية وتلقائية لا يمكن التحكم فيها بإعلام موجه أو بأجهزة أمنية، إنما هى رد فعل على واقع معيش. فمهما يَقُل الإعلاميون المؤيدون إن الواقع عظيم، وإننا نعيش مرحلة استقرار وازدهار، فإن الواقع الاقتصادى المعيش ومدى إعمال دولة القانون هما الذان يحددان مواقف الناس الحقيقية حتى لو أخفاها البعض.

من الواضح أن هناك أغلبية داخل المجتمع المصرى باتت معارضتها هامسة بعيدا عن «الثلث المعطل» (عنوان مقال سابق) الذى يعانى من الجهل والعوز والتهميش، ويقبل كل صور الرشاوى الانتخابية وغير الانتخابية.

لقد حان الوقت أن تعود الدولة مرة أخرى للتواصل مع الأغلبية بتقديم خطاب صادق وشفاف، يبنى معها قنوات اتصال شعبية وسياسية، بعيدا عن حملات التطبيل ومظاهر الإسفاف التى رأيناها فى كثير من الأماكن حتى داخل أعرق جامعة مصرية وعربية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

التفاعلات الموازية التفاعلات الموازية



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 00:04 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

«صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا
  مصر اليوم - «صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا

GMT 04:08 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

أوستن يبحث مع نظيره الإسرائيلي الأحداث في سوريا

GMT 10:04 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

بلينكن يطالب بتأمين أي مخزونات للأسلحة الكيميائية في سوريا

GMT 00:03 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

حكيمي علي رأس المرشحين للفوز بجائزة أفضل لاعب في أفريقيا

GMT 05:32 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

العملة المشفرة بتكوين تسجل مئة ألف دولار للمرة الأولى

GMT 15:09 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

الحكومة المصرية تمنح أموالاً "كاش" لملايين المواطنين

GMT 17:19 2021 الثلاثاء ,17 آب / أغسطس

حكم صيام الأطفال يوم عاشوراء

GMT 18:05 2021 الثلاثاء ,15 حزيران / يونيو

خالد جلال يُعلن قائمة البنك الأهلي لمواجهة انبي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon