توقيت القاهرة المحلي 09:24:39 آخر تحديث
  مصر اليوم -

النظرة الشاملة

  مصر اليوم -

النظرة الشاملة

بقلم - عمرو الشوبكي

اعتراض وزارة الخارجية المصرية على البيان الذى أصدرته مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، والتى نددت بأحكام الإعدام التى طالت 75 متهما من أعضاء جماعة الإخوان المسلمين (فيما عرف بقضية فض رابعة)، لن يغير من ضرورة وجود عقل سياسى شامل لا يدين بالقطعة بيانات الأمم المتحدة أو تقارير المنظمات الحقوقية أو مقالات الصحف العالمية، إنما يمتلك نظرة شاملة تقرأ المشهد السياسى المصرى فى عمومه وتنظر لعنوان عريض: كيف نتعامل مع العالم الخارجى؟.

ولعل السؤال البديهى الذى بات مطروحا بسبب بعض حملات التجهيل الإعلامى المنظم: هل نحن نحتاج أصلا للعالم الخارجى، وهل يمكن أن ننجز اقتصاديا مثل الصين فنجد ما يغطى ضعفنا فى مجال حقوق الإنسان؟.

والمؤكد أن مصر تحتاج العالم الخارجى وغير قادرة على الإنجاز الاقتصادى بدون استثمارات العالم الخارجى، خاصة بعد أن فقدت جزءا كبيرا من قاعدتها الصناعية (الأكبر فى المنطقة) التى بنتها فى الستينيات، سواء بإهمال متعمد أو ببرامج خصخصة شابها كثير من العشوائية والفساد، وأصبحت منذ أربعين عاما جزءا من المنظومة العالمية اقتصاديا وسياسيا.

والحقيقة أن ملف حقوق الإنسان وملف الأحكام القضائية مطروح فى الغرب بشدة حتى لو كانت أمريكا يحكمها ترامب (لا يضع حقوق الإنسان ضمن أولوياته لأنه يرى أن الشعوب العربية لا تصلح معها هذه القيم)، وحتى لو كانت مصر تركز فى علاقتها الخارجية مع روسيا والصين فإن ذلك لن ينفى أننا فى وضع اقتصادى وسياسى أضعف بكثير من هاتين الدولتين، فلن نستطيع أن نهرب من مناقشة جادة للملف السياسى الداخلى وأوضاع حقوق الإنسان، ليس من أجل عيون الغرب والأمم المتحدة، إنما من أجل المواطن المصرى.

لقد كان أمام الدولة فرصة لتروج خارجيا لحكم النقض برفع اسم أبوتريكة وعشرات غيره من قوائم الإرهاب، خاصة أن أحكام الإعدام الأخير سيعاد فحصها أمام محكمة النقض، ولكن تجاهلت الأمر لصالح الصراخ الإعلامى فى الداخل والغياب الكامل فى الخارج، وهو ما كان سيعدل جانبا من الصورة السائدة عن مصر فى الخارج.

للأسف لقد انشغل بعض إعلاميينا بالحديث عن نقص عدد الإعدامات، فى حين أن أى بلد طبيعى سيحزن أبناؤه على أحكام الإعدام، ولو كانت مستحقة لأنها دليل فشل وتعثر مجتمعى وسياسى حتى لو تحمل أغلبه الإخوان المسلمون.

الرد على بيانات الأمم المتحدة لن يكون فقط برفضها، إنما بمعرفة أخطائنا الداخلية فنصحها، ونقر بأننا جزء من العالم ولسنا خارجه وأن الصورة التى سنروجها عن أنفسنا يجب أن تكون حقيقية لأنه لم يعد هناك ما يمكن أن نخفيه فى هذا العالم الجديد.

نقلا عن المصري اليوم القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

النظرة الشاملة النظرة الشاملة



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 00:04 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

«صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا
  مصر اليوم - «صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا

GMT 04:08 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

أوستن يبحث مع نظيره الإسرائيلي الأحداث في سوريا

GMT 10:04 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

بلينكن يطالب بتأمين أي مخزونات للأسلحة الكيميائية في سوريا

GMT 00:03 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

حكيمي علي رأس المرشحين للفوز بجائزة أفضل لاعب في أفريقيا

GMT 05:32 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

العملة المشفرة بتكوين تسجل مئة ألف دولار للمرة الأولى

GMT 15:09 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

الحكومة المصرية تمنح أموالاً "كاش" لملايين المواطنين

GMT 17:19 2021 الثلاثاء ,17 آب / أغسطس

حكم صيام الأطفال يوم عاشوراء

GMT 18:05 2021 الثلاثاء ,15 حزيران / يونيو

خالد جلال يُعلن قائمة البنك الأهلي لمواجهة انبي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon