توقيت القاهرة المحلي 02:19:56 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الهدنة المؤقتة

  مصر اليوم -

الهدنة المؤقتة

بقلم:عمرو الشوبكي

قدمت مصر مبادرة لوقف إطلاق النار قبلتها إسرائيل ويفترض أن ترد عليها حماس اليوم، تسعى فيها لتحويل الهدنة المؤقتة إلى وقف دائم لإطلاق النار، خاصة أن جوهر الخلاف بين حماس وإسرائيل يكمن فى هذه النقطة، فالأولى تعتبر أن أى هدنة مقابل إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين سيعنى استئناف جيش الاحتلال لعدوانه بمجرد انتهائها، ولذا تمسكت حماس طوال الفترة الماضية بوقف كامل لإطلاق النار فى مقابل إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين وجانب كبير من الأسرى الفلسطينيين.
والحقيقة أن ما هو مطروح هذه المرة هو وضع مجموعة من النقاط يمكن أن تحول الهدنة المؤقتة إلى وقف كامل لإطلاق النار، فهى أولا تعمل على الإفراج عن 33 محتجزا إسرائيليا مقابل أعداد كبيرة من المسجونين الفلسطينيين بمن فيهم أسماء كبيرة اتهمتهم إسرائيل بالإرهاب، كما قبلت إسرائيل بعودة «النازحين المدنيين» إلى شمال غزة وهو تعبير فضفاض لأنها هى التى ستحدد إذا كانوا مدنيين أم لا، بجانب إخلاء إسرائيل لممر نتساريم الذى يفصل شمالى القطاع عن باقى مناطقه، على أن يعقب ذلك مفاوضات لوقف الحرب بشكل دائم.

تقديرات كثيرين أن الحكومة الإسرائيلية لن تقبل تحت أى ظرف إعلان وقف كامل لإطلاق النار لأنه سيعنى بالنسبة لها ولجمهورها المتطرف عدم تحقيق أهداف الحرب أى القضاء على حماس وتحرير الرهائن، ولذا تركزت كل جهود الوسطاء على دفع إسرائيل إلى قبول وقف إطلاق النار فى مرحلة تالية تبدو فيها وكأنها انتصرت وتفادى اجتياح رفح بكل ما يمثله ذلك من عبء إنسانى كبير على الشعب الفلسطينى.

والحقيقة أنه على مدار أكثر من شهرين حاولت مصر وقطر التقريب فى وجهات النظر بين الجانبين ونجحتا فى حل خلافات كثيرة عالقة تتعلق بأعداد الأسرى وأسمائهم وعودة النازحين الفلسطينيين، إلا أن تطرف الحكومة الإسرائيلية ورغبتها فى استئناف القتال حتى على الأقل خروج السنوار وقادة حماس من قطاع غزة جعل القبول بأى هدنة دون وجود ضمانات بإنهاء الحرب قرارا ليس سهلا.

ستبقى الساعات المقبلة حاسمة رغم بعض التصريحات التى تعكس «التفاؤل الحذر» خاصة أن المجتمع الدولى بتصريحات وزيرى خارجية بريطانيا وأمريكا حسم أمرة بتحميل حماس مسؤولية فشل المفاوضات حين قال وزير الخارجية الأمريكى بلينكن «إن بين يدى حماس مقترحا سخيا للغاية يلبى الكثير من مطالبها الأمر الذى يجعل التهدئة فى غزه رهن برد حماس».

تبقى أن المشكلة فى كلمة «التهدئة» التى تستخدم بدلا من إنهاء الحرب، ولذا فإن حماس لن تفرج عن كل الأسرى الإسرائيليين بما يعنى أنها ستظل تمتلك أوراق ضغط على حكومة التطرف العبرية، ومع تصاعد الضغوط الشعبية والدولية على إسرائيل فإنه يمكن هذه المرة أن تتحول الهدنة المؤقتة لوقف إطلاق النار.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الهدنة المؤقتة الهدنة المؤقتة



GMT 20:18 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مؤتمر الصحفيين السادس.. خطوة للأمام

GMT 19:08 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

سوريا والثنائيات الحرجة

GMT 19:06 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

عن الصراع المتصاعد والمعنى الفلسفي

GMT 14:05 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

سؤال المرحلة... أي مستقبل للمشروع الإيراني؟

GMT 14:02 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

حكومة “لا فَتَّتْ ولا غَمَّست” فلِمَ التعديل!

GMT 13:59 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

لحظات حرجة فى حياتى

GMT 13:58 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

كيف نحمى المقدرات المصرية؟

GMT 09:37 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مسافرون

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 01:09 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

اتفاق مبدئي على إعادة تشكيل السلطة التنفيذية في ليبيا
  مصر اليوم - اتفاق مبدئي على إعادة تشكيل السلطة التنفيذية في ليبيا

GMT 02:01 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

إدانة الرئيس الفرنسي الأسبق نيكولا ساركوزي في قضية فساد
  مصر اليوم - إدانة الرئيس الفرنسي الأسبق نيكولا ساركوزي في قضية فساد

GMT 11:46 2024 السبت ,14 كانون الأول / ديسمبر

مبابي أفضل لاعب فرنسي في موسم 2023-2024 ويعادل كريم بنزيما

GMT 09:13 2023 الثلاثاء ,12 أيلول / سبتمبر

بلماضي يعلن أن الجزائر في مرحلة بناء منتخب قوي

GMT 20:43 2021 الخميس ,07 كانون الثاني / يناير

الرئيس السيسي يبحث القضايا الإقليمية مع نظيره القبرصي

GMT 02:29 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

رغدة تكشف كواليس مشاركتها في مسرحية "بودي جارد" مع عادل إمام

GMT 01:03 2020 السبت ,19 كانون الأول / ديسمبر

تقارير تؤكد أن لقاح كورونا يسبب العدوى أيضًا

GMT 08:57 2020 الخميس ,22 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الأسمنت في مصر اليوم الخميس 22تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 07:50 2020 الأربعاء ,07 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الحديد في مصر اليوم الأربعاء 7 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 00:27 2020 الأحد ,04 تشرين الأول / أكتوبر

ميناء دمياط يستقبل 8 سفن للحاويات والبضائع العامة

GMT 02:36 2020 الإثنين ,28 أيلول / سبتمبر

بريطانيا تحذر من موجة ثالثة لكورونا

GMT 09:11 2020 الإثنين ,21 أيلول / سبتمبر

20 مؤشرًا لصناعة الغاز الطبيعي خلال عام

GMT 03:30 2020 الإثنين ,22 حزيران / يونيو

موريتانيا تسجل 171 إصابة جديدة بفيروس كورونا
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon