توقيت القاهرة المحلي 02:14:11 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الطلب على السياسة

  مصر اليوم -

الطلب على السياسة

بقلم : عمرو الشوبكي

المظاهرات المحدودة التى شهدتها بعض المدن المصرية فى 20 سبتمبر الماضى، اعتبر الحكم أن سببها الرئيسى مطالب اقتصادية، فاتخذ بعض الإجراءات ذات الطابع الاجتماعى للتخفيف عن الفئات الفقيرة، وأعاد فئات لبطاقات التموين، سبق أن استبعدها، وخفّض سعر البنزين، وحلّ جانبًا من مشاكل أصحاب المعاشات.

والحقيقة أن الخبرة السياسية المصرية تقول إن كل نظمنا السياسية تفاعلت مع مطالب الجماهير فى كل المراحل التاريخية، فحين تظاهر الطلاب والعمال ضد الزعيم عبدالناصر عقب هزيمة 67 ورفعوا شعارات سياسية، قدّم الرجل إصلاحات سياسية، وأصدر بيان 30 مارس، وتحدث عن الديمقراطية والتعددية الحزبية ودولة القانون، وحين خرجت الجماهير فى 18 و19 يناير 1977 ضد قرارات رفع الأسعار فى عهد الرئيس السادات، تراجع الأخير عنها فى اليوم التالى، وبقيت مجمدة لعقود من الزمن، وأخيرًا حين خرجت الجماهير فى 25 يناير ورفعت شعارات سياسية مناهضة للرئيس الأسبق حسنى مبارك، استجاب لها وقدم إصلاحات حقيقية فى بنية نظامه، كانت ستنتهى برحيله فى شهر سبتمبر، وهو ما قوبل بالرفض من قِبَل الإخوان والتيارات الثورية وبعض القوى المدنية.

والمؤكد أنه لا يوجد نظام سياسى فى مصر ولا فى العالم يتجاهل طموحات الناس، سواء أخذت شكل احتجاج وتظاهرات أو جرى التعبير عنها بطرق مؤسسية أخرى.

والواضح أن هناك تراجعًا كبيرًا فى الطلب الجماهيرى على السياسة، منذ تعثر مسار ثورة 25 يناير، واعتبار تيار واسع من المصريين أن الجرعة السياسية الزائدة التى عرفتها البلاد عقب يناير، أوصلت البلاد لفشل، بدءًا بالفعاليات الثورية والصوت الاحتجاجى، وانتهاء بوصول الإخوان للسلطة.

ورغم أن سقوط حكم الإخوان جاء نتيجة استمرار الطلب الجماهيرى على السياسة وخروج مئات الآلاف من المصريين فى مواجهة مشروعهم فى التمكين الأبدى للسلطة، وطالبوا بانتخابات رئاسية مبكرة وإنهاء حكم الجماعة، إلا أن الحكم الجديد (ومعه تيار شعبى) رأى أن الأحزاب ضعيفة، والشعب غير مهيأ للديمقراطية، وإنه حان الوقت لكى يحكم مصر رئيس يتحدث باسم الجميع.

علينا الحذر من هذا الفصل بين الاقتصادى والسياسى، لأن كثيرًا من التجارب حولنا تحولت المطالب الاقتصادية لمطالب سياسية، لذا سيبقى المسار الآمن للجميع، رجالات دولة وبقايا سياسيين، هو فى التوافق على وجود مؤسسات سياسية قانونية تضمن للبلاد مسارًا آمنًا للتقدم والتنمية ولا تحدث هذا الفصل الكامل بين الاقتصادى والسياسى.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الطلب على السياسة الطلب على السياسة



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 02:08 2024 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

نتنياهو يعقد اجتماعًا أمنيًا لبحث التطورات في سوريا
  مصر اليوم - نتنياهو يعقد اجتماعًا أمنيًا لبحث التطورات في سوريا

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 21:40 2019 الخميس ,26 أيلول / سبتمبر

هزة أرضية بقوة 6.5 درجات تضرب إندونيسيا

GMT 02:54 2019 الأربعاء ,12 حزيران / يونيو

خبراء يكشفون عن مخاطر تناول العجين الخام قبل خبزه

GMT 23:10 2019 الجمعة ,05 إبريل / نيسان

نادي برشلونة يتحرك لضم موهبة "بالميراس"

GMT 07:26 2019 الأحد ,20 كانون الثاني / يناير

حسابات التصميم الداخلي الأفضل لعام 2019 عبر "إنستغرام"

GMT 06:56 2019 الثلاثاء ,22 كانون الثاني / يناير

أب يُصاب بالصدمة بعدما استيقظ ووجد ابنه متوفيًا بين ذراعيه

GMT 11:35 2018 الإثنين ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

تشيزني يبيًن ما دار مع رونالدو قبل ركلة الجزاء هيغواين

GMT 09:16 2018 الإثنين ,22 تشرين الأول / أكتوبر

زوجة المتهم بقتل طفليه "محمد وريان" في المنصورة تؤكد برائته

GMT 17:55 2018 الإثنين ,24 أيلول / سبتمبر

فستان ياسمين صبري يضع منى الشاذلي في موقف محرج
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon