توقيت القاهرة المحلي 02:47:22 آخر تحديث
  مصر اليوم -

المرشح الخاسر

  مصر اليوم -

المرشح الخاسر

بقلم - عمرو الشوبكي

ستنطلق الجولة الأولى من انتخابات الرئاسة الفرنسية يوم الأحد المقبل، ووضع آخر استطلاع للرأى أعدته مؤسسة «إيبسوس» الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون فى المقدمة، كما كان منذ بدء الحملة الانتخابية، ثم جاء بعده أربعة مرشحين، تناوب اثنان منهم على المركز الثانى، وهو المرشح اليمينى المتطرف إريك زامور، الذى حلَّ رابعًا، ومرشحة اليمين المتطرف مارين لوبان، وجاءت ثانية، أما المرشح الثالث فهو جان لوك ميلنشوه من أقصى اليسار، الذى حلَّ ثالثًا متقدمًا على زامور، فى حين جاءت مرشحة حزب الجمهوريين اليمينى فاليرى بيكريس فى المرتبة الخامسة.

والسؤال المطروح: لماذا تراجع زامور الذى كان متقدمًا على كل منافسى ماكرون واحتل فى استطلاع أمس الأول المرتبة الرابعة؟.. الحقيقة أن الإجابة عن هذا السؤال من شقين: الأول أن زامور هو مرشح جديد على السياسة والانتخابات، فهو قادم من مجال البحث والكتابة ولم يخض أى تجربة انتخابية طوال حياته، لذا فإن أفكاره الفجة بدا لها بريق فى البداية، حيث تجاوز فى تطرفه كل مرشحى اليمين المتطرف طوال تاريخهم، وهو ما لفت نظر البعض وأعجب البعض الآخر، ولكن مع انطلاق الحملة الانتخابية اكتشف الناس أن كثيرًا مما يقوله غير قابل للتطبيق، وكثيرًا من إساءاته غير قابله للإصلاح، وأن ميزة الحملات الانتخابية أنها كاشفة وكثيرًا ما ترفع مرشحًا وتدفعه للأمام، وكثيرًا ما تعود به للخلف كما حدث مع زامور.

أما الشق الثانى فيتعلق بمضمون رسالته، فمشكلته أنه أساء لدين، أى الإسلام، يعتنقه 6 ملايين شخص يحملون الجنسية الفرنسية، فيصبح التجاوز هنا لا يتعلق بمهاجرين غير شرعيين أو مسلمين متطرفين، إنما يصبح لعقيدة ودين لا يمكن تغييره، ولا يمكن طرد معتنقيه من فرنسا مهما كانت درجة كراهيتك لهم، لأن أغلبهم أصبحوا مواطنين فرنسيين.

لقد قال إريك زامور فى أحد لقاءاته المثيرة للجدل، نقلًا عن أحد الشعراء، وأكد فى نفس الوقت أن هذا الكلام يعكس قناعاته: «إن الإسلام هو الإسلاميون فى راحة، والإسلاميون هم الإسلام فى الفعل»، بما يعنى أنه ليس على استعداد لأن يميز بين الغالبية العظمى من المسلمين المسالمين العاديين التى تضم محافظين ومتدينين يمارسون شعائرهم بسلام، وفيهم أيضًا ليبراليون ويساريون وغير متدينين، وبين القلة المتطرفة العنيفة، فالكل عنده واحد وسواء. وقد وصف فى مؤتمر، عُقد العام الماضى، وضم قيادات اليمين المتطرف، الإسلام بأنه أسوأ من النازية.. ولم تفلح كل الملاحقات القضائية فى محاسبته أو دفعه للتوقف عن التصريحات العنصرية التى تُسىء لعقائد البشر.

لن يصل زامور إلى جولة الإعادة فى انتخابات الأحد المقبل، ومع ذلك فإن خطابه والجدل الذى أثاره سيظل حاضرًا داخل النقاش العام فى داخل فرنسا وخارجها، وهو ظاهرة لا تحل مشاكل فرنسا إنما تُعقدها

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المرشح الخاسر المرشح الخاسر



GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 23:01 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

ستارمر والأمن القومي البريطاني

GMT 22:55 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حول الحرب وتغيير الخرائط

إطلالات عملية ومريحة للنجمات في مهرجان الجونة أبرزها ليسرا وهند صبري

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 01:37 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

طرق مختلفة لاستخدام المرايا لتكبير المساحات الصغيرة بصرياً
  مصر اليوم - طرق مختلفة لاستخدام المرايا لتكبير المساحات الصغيرة بصرياً

GMT 00:20 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب يؤكد أنه سيقر بهزيمته إذا كانت الانتخابات عادلة
  مصر اليوم - ترامب يؤكد أنه سيقر بهزيمته إذا كانت الانتخابات عادلة

GMT 02:38 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب يؤكد أن هناك الكثير من عمليات الغش في فيلادلفيا
  مصر اليوم - ترامب يؤكد أن هناك الكثير من عمليات الغش في فيلادلفيا

GMT 00:51 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد هنيدي يتراجع عن تقديم عمّ قنديل في رمضان 2025
  مصر اليوم - محمد هنيدي يتراجع عن تقديم عمّ قنديل في رمضان 2025

GMT 04:39 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

جيش منظم على الإنترنت ضد "تزوير الانتخابات" يدعمه إيلون ماسك
  مصر اليوم - جيش منظم على الإنترنت ضد تزوير الانتخابات يدعمه إيلون ماسك

GMT 15:53 2018 الإثنين ,12 آذار/ مارس

إستياء في المصري بسبب الأهلي والزمالك

GMT 10:53 2019 الثلاثاء ,08 تشرين الأول / أكتوبر

تعرفي على وصفات طبيعية للعناية بالشعر التالف

GMT 02:56 2018 الأربعاء ,04 تموز / يوليو

الفنانة ميرنا وليد تستعد لتقديم عمل كوميدي جديد

GMT 19:15 2018 الجمعة ,29 حزيران / يونيو

سامح حسين يكشف عن الأفيش الأول لـ"الرجل الأخطر"

GMT 13:48 2018 السبت ,05 أيار / مايو

سيارة بدون "عجلة قيادة ودواسات" من سمارت
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon