توقيت القاهرة المحلي 07:56:41 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الشعب يريد

  مصر اليوم -

الشعب يريد

بقلم : عمرو الشوبكي

تقدم المرشح المستقل قيس سعيد، أستاذ القانون الدستورى، وحل فى المركز الأول وفق نتائج الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية التونسية «حصل على حوالى 19%».

يتحدث الرجل بلغة عربية فصحى رفيعة المستوى وفى نفس الوقت قريبة من الناس، ولم يستخدم اللهجة العامية التونسية «أكثر اللهجات فى المغرب العربى قربًا للغة العربية» لكى يقول إنه سيصل إلى الناس كما يفعل البعض عندنا، أو كما يفعل مروجو الإعلانات فى مصر بالترويج للهجة مشوهة أهانوا فيها اللغتين العربية والإنجليزية.

قيس سعيد رفع شعار «الشعب يريد»، وجاء بدون قوة حزبية وراءه أو جماعات ضغط ومال تنفق عليه، ولم يكن رجل «شو إعلامى» ولا «لقطة» ولا مؤتمرات كبرى يصعد فيها المرشحون على خشبة المسرح وسط موسيقى صاخبة وصراخ الحاضرين على الطريقة الأمريكية، إنما هو رجل لف الشوارع والأزقة وجلس مع الناس فى المقاهى بحملة محدودة الإمكانات تضم بعض طلابه والشباب المؤمن به.

وتبنى قيس سعيد برنامجًا انتخابيًا طالب فيه بدعم المحليات على حساب السلطة المركزية، وأن القرار السياسى يجب أن يأتى من القاعدة المحلية إلى القمة المركزية وليس العكس، ودعا إلى تعديل الدستور فى هذا الصدد.

ورغم أن نتائج الجولة الأولى من الانتخابات شهدت تراجعًا فى نسب التصويت «بلغ 45%»، فإنها أثبتت أن الشعوب العربية مثل غيرها ليست عجبة ولا استثناء، إنما هى شعوب طبيعية تمامًا يتم تشكيل وعيها وقدرتها على الفعل والإنجاز نتيجة سياق اجتماعى وسياسى محيط بها وليس لأسباب تتعلق بجينات موروثة.

واللافت أن تونس لم تستمر فقط فى مسارها الديمقراطى، إنما قدمت نمطًا حديثًا من التصويت العقابى مثلها مثل كثير من الديمقراطيات الراسخة والناشئة، فقد وجهت صفعة ديمقراطية إلى الأحزاب التى سيطرت على المشهد السياسى منذ الثورة حتى الآن، وتحديدًا ضد ما يُعرف بـ«أحزاب يمين الوسط»، التى مثّلها بشكل أساسى حزب «نداء تونس»، الذى خاض أكثر من عضو سابق فيه السباق الرئاسى وخسروا جميعًا، فى حين أنه لو اتفقت هذه القوى على مرشح واحد لكان باليقين من بين مرشحى الإعادة.

الشعب التونسى رفض النخب الحاكمة بالديمقراطية والصندوق، واختار اثنين من خارج المشهد الحزبى التقليدى كما فعل الأمريكان مع ترامب والبرازيليون مع جايير بولسونارو، واختاروا مرشحين من خارج الأحزاب التقليدية، أحدهما رجل قانون والثانى متهم بمخالفة القانون «نبيل القروى الحاصل على حوالى 15% من الأصوات».

وقد حل مرشح حزب النهضة فى المركز الثالث، ونجحت تونس، لأول مرة منذ ثورتها، فى أن تُخْرِج حركة النهضة الإسلامية من مرحلة الإعادة، وتتجاوز، ولو جزئيًا، ثنائية الاستقطاب المدنى الإسلامى، وهو أمر سيختلف فى الانتخابات التشريعية.

مبروك تونس، رسالة أمل للعالم العربى، حتى لو اختلف البعض مع مرشحى الإعادة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الشعب يريد الشعب يريد



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

ياسمين صبري بإطلالات أنيقة كررت فيها لمساتها الجمالية

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 05:22 2024 السبت ,21 أيلول / سبتمبر

حجب منصة “إكس” في البرازيل للمرة الثانية
  مصر اليوم - حجب منصة “إكس” في البرازيل للمرة الثانية

GMT 09:51 2024 السبت ,08 حزيران / يونيو

أنواع مختلفة من الفساتين لحفلات الزفاف

GMT 06:29 2015 الإثنين ,28 كانون الأول / ديسمبر

قضية فرخندة مالك زادة تفضح ظلم القضاء الأفغاني للمرأة

GMT 19:55 2017 الإثنين ,09 تشرين الأول / أكتوبر

وفاة الفنانة فاتن الحناوي بسبب إصابتها بفشل كلوي

GMT 03:38 2017 الجمعة ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

وزارة التخطيط تؤكد أن 5000 فدان في الفرافرة جاهزين للزراعة

GMT 22:33 2016 الجمعة ,18 آذار/ مارس

طريقة عمل البوظة السورية

GMT 09:56 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

توقيع رواية "ودارت الأيام" في بيت السناري

GMT 12:56 2021 الإثنين ,11 تشرين الأول / أكتوبر

Snapchat سيتيح للمستخدمين قريبا تغيير "اسم المستخدم" الخاص بهم

GMT 06:41 2021 السبت ,19 حزيران / يونيو

الأرجنتين يتخطى عقبة أوروجواي بهدف نظيف
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon