توقيت القاهرة المحلي 10:23:36 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مواجهة التشدد

  مصر اليوم -

مواجهة التشدد

بقلم: عمرو الشوبكي

نجحت مصر فى حصار الإرهاب وتوجيه ضربات قاصمة لتنظيمات العنف والتطرف بعد مواجهات امتدت لسنوات طويلة سقط فيها آلاف الشهداء من رجال الجيش والشرطة والمواطنين الأبرياء، وتبقى معركتها مع الأفكار المتعصبة والمتشددة هى معركتها القادمة.

والحقيقة أن الأفكار المحافظة أو المتعصبة التى ينحاز فيها البعض، المسلم للمسلم أو المسيحى للمسيحى، تخلق بشرًا رجعيين أو طائفيين وليسوا إرهابيين، فأصحاب الأفكار المتشددة يجب مواجهتهم بفكر معتدل فى كل المجالات: الدين والثقافة والسياسة والاقتصاد، حتى لو كان هؤلاء يكتفون بحمل أفكار متشددة ولم يفكروا للحظة أن يعتدوا على مسيحى أو يبرروا إرهابه حتى لو لم يؤمنوا بحقة فى المواطنة الكاملة.

والحقيقة أن هؤلاء المتعصبين المنحازين لأبناء ديانتهم هم جزء من المجتمع وبعض أفراده، وأن تغيير قناعتهم ودفعهم نحو الإيمان بالمواطنة الكاملة لا يعنى محاربة الدين أو تهميش دوره الثقافى والاجتماعى والأخلاقى سواء بالنسبة للمسلمين أو المسيحيين، إنما يعنى بناء مشروع لتقدم هذا البلد قائم على المواطنة الكاملة، وهذا يتطلب جهودًا سياسية ومبادرات أهلية ودولة قانون تحاسب، وهى كلها أمور جوهرها سياسى واجتماعى قبل أن يكون دينيا. مطلوب أن نواجه الطائفيين بمشروع سياسى واجتماعى يعتبر الكفاءة هى القيمة العليا فى النظام السياسى، وعلى أساسها يحدث الترقى والصعود المهنى، وبالتالى تتحول قضية المواطنة إلى ممارسة فى الوقع وليست شعارات، فأى بلد ينوى التقدم سيعتمد على الكفاءات بصرف النظر عن دينها، وهو ما سيعنى مواجهة الطائفية والتمييز بشكل علمى وعملى فى أرض الواقع. يقينًا، مصر تواجه تحديًا كبيرًا اسمه بناء المواطنة الكاملة، وتواجه أفكارًا وتيارات غير مؤمنة بقضايا المواطنة، ولكن هذه المشكلة ليست لها علاقة بالعنف والإرهاب الذى ينطلق من منطلقات أخرى وله تنظيماته المعروفة، وإن مواجهة قضايا التعصب والتمييز الدينى تجعلنا نتناسى الجوانب الأخرى فى عملية الإصلاح، وعلى رأسها قضايا الإصلاح السياسى وبناء دولة القانون والعدالة والتنمية وتجديد الخطاب الدينى، وهى كلها أمور تحاصر الطائفية وتعزز من مبادئ المواطنة بالممارسة وليس بالشعارات. معركة مصر مع تنظيمات التطرف والعنف هى معركة أمنية وسياسية ضد تنظيمات وجماعات نجحت الدولة فى حصارها وكسر شوكتها، أما الثانية فهى معركة مع أفراد وتيارات هم جزء من المجتمع، ولايزال طريق مواجهتها طويلا، لأنه يتطلب إصلاحا شاملا، وليس فقط إصلاحا دينيا، الذى قدم فيه الأزهر إصلاحات كبيرة فيما يتعلق بمناهجه وموقفه من قضية التحرش التى اعتبرها جريمة مكتملة الأركان، بصرف النظر عن زى الفتاة كما يقول البعض.

معركتنا مع الإرهاب والتنظيمات الإرهابية نجحنا فيها حتى لو ظل هناك بعض الجيوب والخلايا المنعزلة، أما معركتنا مع المتعصبين والمتشددين فهى مازالت المعركة الأصعب، لأنها معركة تقدم هذا البلد.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مواجهة التشدد مواجهة التشدد



GMT 08:29 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

الإجابة عِلم

GMT 08:25 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

العرق الإخواني دساس!!

GMT 08:16 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

وزراء فى حضرة الشيخ

GMT 08:05 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

نجاة «نمرة 2 يكسب أحيانًا»!!

ياسمين صبري بإطلالات أنيقة كررت فيها لمساتها الجمالية

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 19:23 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

5 مدن ساحلية في إيطاليا لمحبي الهدوء والإسترخاء
  مصر اليوم - 5 مدن ساحلية في إيطاليا لمحبي الهدوء والإسترخاء

GMT 10:15 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

أفكار لتزيين واجهة المنزل المودرن والكلاسيكي
  مصر اليوم - أفكار لتزيين واجهة المنزل المودرن والكلاسيكي

GMT 23:46 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

انتعاشة فنية لـ حنان مطاوع بـ 3 مسلسلات وفيلم
  مصر اليوم - انتعاشة فنية لـ حنان مطاوع بـ 3 مسلسلات وفيلم

GMT 10:57 2020 الإثنين ,07 كانون الأول / ديسمبر

فوائد لا تصدق لقشور جوز الصنوبر

GMT 08:53 2020 الثلاثاء ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة زوجة محمد صلاح بفيروس كورونا

GMT 08:15 2020 الأربعاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

"حبيب نورمحمدوف" إنجازات رياضية استثنائية وإرث مثير للجدل

GMT 08:45 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

القصة الكاملة لمرض الإعلامية بسمة وهبة الغامض

GMT 07:16 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الدواجن في مصر اليوم الإثنين 19 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 09:50 2020 السبت ,10 تشرين الأول / أكتوبر

شقيقان بالإسكندرية يعانيان من مرض جلدى نادر

GMT 23:35 2020 الأربعاء ,16 أيلول / سبتمبر

بورصة تونس تقفل التعاملات على تراجع

GMT 01:08 2020 الأحد ,19 تموز / يوليو

طريقة عمل الشكشوكة التونسية

GMT 22:12 2020 الأحد ,21 حزيران / يونيو

أستون فيلا ينهار في ١١٤ ثانية أمام تشيلسي

GMT 23:30 2020 الجمعة ,05 حزيران / يونيو

السودان تسجل 215 إصابة جديدة بفيروس كورونا
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon