توقيت القاهرة المحلي 14:44:55 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الآراء المتعارضة (2)

  مصر اليوم -

الآراء المتعارضة 2

بقلم: عمرو الشوبكي

أتناول اليوم اعتراض الأستاذ محمد طنطاوى، الذى نشرته أمس، على قيام «المصرى اليوم» بنشر آراء متعارضة لثلاثة من كُتابها حول الحرب الروسية- الأوكرانية، واعتباره ذلك يشتت القارئ، وتساءل عن آلية النشر التى تسمح بنشر هذا التعارض فى الآراء ووجهات النظر.

من المهم التمييز بين الخبر، أى الواقعة، وقراءة الخبر أو تحليله، وهنا مطالبة «المصرى اليوم» مثل أى وسيلة إعلامية أخرى بأن تنقل الخبر كما هو، فهناك هجوم روسى على أوكرانيا لا يمكن مهما كانت درجة حبك لروسيا أن تقول إن أوكرانيا هى التى هاجمت روسيا إنما ستعرض الوقائع كما هى وتصبح الصحيفة مطالبة بألا يكون هناك تحوير أو تلوين فى الخبر، أى الحقائق، «Facts»، ولكنها ستعطى مساحة لتحليل هذه الوقائع والأخبار لكُتاب الرأى والمحللين حتى لو كانت متعارضة.

وهنا يمكن الرد على من يقول إنه لا يوجد إعلام محايد أو مستقل، لأنها مقولة ينطبق عليها «حق يراد به باطل»، لأن الخلاف حول الحياد والاستقلالية طبيعى، لأنهما أمران نسبيان، ولكن المعيار الفاصل فى الحكم على أى مؤسسة إعلامية هو مهنيتها.. والمقصود ليس أنها فقط تسمح بالرأى والرأى الآخر حتى لو كان متعارضًا، إنما تنقل الخبر أو الواقعة دون اختلاق أو فبركة.

الإعلام المهنى هو الذى يقدم لك الخبر دون تزييف، وقد يحلله بانحياز وفق سياساته التحريرية.. أما تنوع الآراء، خاصة مقالات الرأى، فهو أمر سائد فى كل الصحف العالمية الكبرى، والضوابط الموضوعة تقوم أساسًا على عدم تعارض هذه المقالات مع السياسة التحريرية للصحيفة أو تخالف القانون بالتحريض على الكراهية والعنف مثلًا.

الحرب الروسية فى أوكرانيا من أكثر المواضيع إثارة للجدل فى الصحافة العالمية، وإن الخلاف بين المحللين والكُتاب حول نهايتها كبير، والتوقعات فى هذا الشأن متعارضة.. ولذا ستجد أن ما كتبته حول هذا الجانب كان فى صيغة تساؤل حول قرب انتهاء الحرب وليس السلام أو التسوية الشاملة. صحيح أن إجابتى كانت أننا بالفعل اقتربنا من نهاية الحرب، ورأى آخرون غير ذلك، وهو مصدر ثراء يجب على القارئ أن يختار بين هذه الرؤى وفق قناعاته هو أيضًا.

مقالات الرأى قائمة على التعارض وعلى النقاش الحر ودحض الآراء.. وإن تقديرى أن مصر لا تشهد بصورة كافية هذا النقاش وهذا الخلاف حول الأفكار، لأن فى كثير من الأحيان يغلب الشخصى على الموضوعى، وكثيرًا ما تكون دوافع الخلافات شخصية، لذا يجب أن نحتفى بصراع الأفكار البعيد عن الشخصنة، وأن نعتبر ذلك مصدر ثراء، ليس فقط للصحيفة وإنما لمصر كلها.

النقاش الذى دار حول الحرب فى أوكرانيا ومستقبلها على صفحات «المصرى اليوم» فى صالح الأخيرة، وإن التنوع ميزة كبرى، وصراع الأفكار ميزة أكبر.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الآراء المتعارضة 2 الآراء المتعارضة 2



GMT 08:29 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

الإجابة عِلم

GMT 08:25 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

العرق الإخواني دساس!!

GMT 08:16 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

وزراء فى حضرة الشيخ

GMT 08:05 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

نجاة «نمرة 2 يكسب أحيانًا»!!

ياسمين صبري بإطلالات أنيقة كررت فيها لمساتها الجمالية

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 19:23 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

5 مدن ساحلية في إيطاليا لمحبي الهدوء والإسترخاء
  مصر اليوم - 5 مدن ساحلية في إيطاليا لمحبي الهدوء والإسترخاء

GMT 12:22 2024 الجمعة ,20 أيلول / سبتمبر

عمرو دياب يتألّق عند سفح أهرامات الجيزة
  مصر اليوم - عمرو دياب يتألّق عند سفح أهرامات الجيزة

GMT 10:57 2020 الإثنين ,07 كانون الأول / ديسمبر

فوائد لا تصدق لقشور جوز الصنوبر

GMT 08:53 2020 الثلاثاء ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة زوجة محمد صلاح بفيروس كورونا

GMT 08:15 2020 الأربعاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

"حبيب نورمحمدوف" إنجازات رياضية استثنائية وإرث مثير للجدل

GMT 08:45 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

القصة الكاملة لمرض الإعلامية بسمة وهبة الغامض

GMT 07:16 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الدواجن في مصر اليوم الإثنين 19 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 09:50 2020 السبت ,10 تشرين الأول / أكتوبر

شقيقان بالإسكندرية يعانيان من مرض جلدى نادر

GMT 23:35 2020 الأربعاء ,16 أيلول / سبتمبر

بورصة تونس تقفل التعاملات على تراجع

GMT 01:08 2020 الأحد ,19 تموز / يوليو

طريقة عمل الشكشوكة التونسية

GMT 22:12 2020 الأحد ,21 حزيران / يونيو

أستون فيلا ينهار في ١١٤ ثانية أمام تشيلسي

GMT 23:30 2020 الجمعة ,05 حزيران / يونيو

السودان تسجل 215 إصابة جديدة بفيروس كورونا
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon