توقيت القاهرة المحلي 02:47:22 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الآراء المتعارضة (2)

  مصر اليوم -

الآراء المتعارضة 2

بقلم: عمرو الشوبكي

أتناول اليوم اعتراض الأستاذ محمد طنطاوى، الذى نشرته أمس، على قيام «المصرى اليوم» بنشر آراء متعارضة لثلاثة من كُتابها حول الحرب الروسية- الأوكرانية، واعتباره ذلك يشتت القارئ، وتساءل عن آلية النشر التى تسمح بنشر هذا التعارض فى الآراء ووجهات النظر.

من المهم التمييز بين الخبر، أى الواقعة، وقراءة الخبر أو تحليله، وهنا مطالبة «المصرى اليوم» مثل أى وسيلة إعلامية أخرى بأن تنقل الخبر كما هو، فهناك هجوم روسى على أوكرانيا لا يمكن مهما كانت درجة حبك لروسيا أن تقول إن أوكرانيا هى التى هاجمت روسيا إنما ستعرض الوقائع كما هى وتصبح الصحيفة مطالبة بألا يكون هناك تحوير أو تلوين فى الخبر، أى الحقائق، «Facts»، ولكنها ستعطى مساحة لتحليل هذه الوقائع والأخبار لكُتاب الرأى والمحللين حتى لو كانت متعارضة.

وهنا يمكن الرد على من يقول إنه لا يوجد إعلام محايد أو مستقل، لأنها مقولة ينطبق عليها «حق يراد به باطل»، لأن الخلاف حول الحياد والاستقلالية طبيعى، لأنهما أمران نسبيان، ولكن المعيار الفاصل فى الحكم على أى مؤسسة إعلامية هو مهنيتها.. والمقصود ليس أنها فقط تسمح بالرأى والرأى الآخر حتى لو كان متعارضًا، إنما تنقل الخبر أو الواقعة دون اختلاق أو فبركة.

الإعلام المهنى هو الذى يقدم لك الخبر دون تزييف، وقد يحلله بانحياز وفق سياساته التحريرية.. أما تنوع الآراء، خاصة مقالات الرأى، فهو أمر سائد فى كل الصحف العالمية الكبرى، والضوابط الموضوعة تقوم أساسًا على عدم تعارض هذه المقالات مع السياسة التحريرية للصحيفة أو تخالف القانون بالتحريض على الكراهية والعنف مثلًا.

الحرب الروسية فى أوكرانيا من أكثر المواضيع إثارة للجدل فى الصحافة العالمية، وإن الخلاف بين المحللين والكُتاب حول نهايتها كبير، والتوقعات فى هذا الشأن متعارضة.. ولذا ستجد أن ما كتبته حول هذا الجانب كان فى صيغة تساؤل حول قرب انتهاء الحرب وليس السلام أو التسوية الشاملة. صحيح أن إجابتى كانت أننا بالفعل اقتربنا من نهاية الحرب، ورأى آخرون غير ذلك، وهو مصدر ثراء يجب على القارئ أن يختار بين هذه الرؤى وفق قناعاته هو أيضًا.

مقالات الرأى قائمة على التعارض وعلى النقاش الحر ودحض الآراء.. وإن تقديرى أن مصر لا تشهد بصورة كافية هذا النقاش وهذا الخلاف حول الأفكار، لأن فى كثير من الأحيان يغلب الشخصى على الموضوعى، وكثيرًا ما تكون دوافع الخلافات شخصية، لذا يجب أن نحتفى بصراع الأفكار البعيد عن الشخصنة، وأن نعتبر ذلك مصدر ثراء، ليس فقط للصحيفة وإنما لمصر كلها.

النقاش الذى دار حول الحرب فى أوكرانيا ومستقبلها على صفحات «المصرى اليوم» فى صالح الأخيرة، وإن التنوع ميزة كبرى، وصراع الأفكار ميزة أكبر.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الآراء المتعارضة 2 الآراء المتعارضة 2



GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 23:01 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

ستارمر والأمن القومي البريطاني

GMT 22:55 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حول الحرب وتغيير الخرائط

إطلالات عملية ومريحة للنجمات في مهرجان الجونة أبرزها ليسرا وهند صبري

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 01:37 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

طرق مختلفة لاستخدام المرايا لتكبير المساحات الصغيرة بصرياً
  مصر اليوم - طرق مختلفة لاستخدام المرايا لتكبير المساحات الصغيرة بصرياً

GMT 00:20 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب يؤكد أنه سيقر بهزيمته إذا كانت الانتخابات عادلة
  مصر اليوم - ترامب يؤكد أنه سيقر بهزيمته إذا كانت الانتخابات عادلة

GMT 02:38 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب يؤكد أن هناك الكثير من عمليات الغش في فيلادلفيا
  مصر اليوم - ترامب يؤكد أن هناك الكثير من عمليات الغش في فيلادلفيا

GMT 00:51 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد هنيدي يتراجع عن تقديم عمّ قنديل في رمضان 2025
  مصر اليوم - محمد هنيدي يتراجع عن تقديم عمّ قنديل في رمضان 2025

GMT 04:39 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

جيش منظم على الإنترنت ضد "تزوير الانتخابات" يدعمه إيلون ماسك
  مصر اليوم - جيش منظم على الإنترنت ضد تزوير الانتخابات يدعمه إيلون ماسك

GMT 15:53 2018 الإثنين ,12 آذار/ مارس

إستياء في المصري بسبب الأهلي والزمالك

GMT 10:53 2019 الثلاثاء ,08 تشرين الأول / أكتوبر

تعرفي على وصفات طبيعية للعناية بالشعر التالف

GMT 02:56 2018 الأربعاء ,04 تموز / يوليو

الفنانة ميرنا وليد تستعد لتقديم عمل كوميدي جديد

GMT 19:15 2018 الجمعة ,29 حزيران / يونيو

سامح حسين يكشف عن الأفيش الأول لـ"الرجل الأخطر"

GMT 13:48 2018 السبت ,05 أيار / مايو

سيارة بدون "عجلة قيادة ودواسات" من سمارت
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon