توقيت القاهرة المحلي 06:00:14 آخر تحديث
  مصر اليوم -

40 عاماً على كامب ديفيد (1- 2)

  مصر اليوم -

40 عاماً على كامب ديفيد 1 2

بقلم - عمرو الشوبكي

فى مثل هذا اليوم يكون قد مر على اتفاقية كامب ديفيد 40 عاما بالتمام والكمال، حين وقّعت كل من مصر وإسرائيل على معاهدة كامب ديفيد برعاية أمريكية بعد 13 يوما من المفاوضات الشاقة فى منتجع كامب ديفيد الأمريكى.

وقد تضمنت الاتفاقية إطارين للتسوية: الأول كان تحت عنوان إطار السلام فى الشرق الأوسط، ونص على ضرورة حصول الفلسطينيين على حكم ذاتى فى خلال 5 سنوات وتم فيه تجاهل قضية القدس وعودة اللاجئين والمستوطنات، أما الإطار الثانى فحمل عنوان إطار معاهدة السلام، وهو الذى أسفر فى العام التالى عن معاهدة سلام بين مصر وإسرائيل أسفرت عن انسحاب إسرائيلى من سيناء.

والحقيقة أن كامب ديفيد كانت زلزالاً مدوياً فى العالم العربى، وأذكر أنى دخلت جامعة القاهرة فى «عام المعاهدة» حين كان المزاج الطلابى اليسارى والإسلامى معارضا لها، ولكن السادات نجح منذ اليوم الأول فى أن يكون لها أنصار ومؤيدون داخل الجامعة وخارجها، رغم أن الهوى العام فى هذه السن عادة ما يكون معارضا لأى سلطة.

والحقيقة أن إفراج الإدارة الأمريكية عن الوثائق المتعلقة بتلك المفاوضات جعل قراءتها فرض عين على كل مهتم بالعلاقات الدولية، وبالصراع العربى الإسرائيلى، وأيضا بأداء النظام السياسى المصرى، خاصة الرئيس السادات الذى كان محل نقد من أطراف عربية ومصرية على السواء.

لقد استمرت المفاوضات بين الرئيس السادات ورئيس الوزراء الإسرائيلى مناحم بيجين 13 يوما، بدأ فيها السادات بتقديم مقترحاته المصرية للجانب الإسرائيلى، فى حين أن بيجين- كما تقول الوثائق- جاء بغرض تفنيد المقترحات المصرية (أى لم يأتِ بأى مقترحات)، وتمسك الرئيس السادات بموقفه ورفض بضراوة وجود مستوطنة إسرائيلية واحدة فى سيناء، حتى لو قبل بترتيبات أمنية تتعلق بتوزيع القوات المصرية.

السادات اشتبك فى نقاش حاد منذ اليوم الثانى للمفاوضات مع بيجين، وقدم رؤية سياسية تقول إنه يمتلك أوراق قوة كثيرة حتى لو خسر بعضها نتيجة خطوته نحو السلام، وإنه أراد أن يقدم نموذجا للعالم العربى بأن المستقبل فى السلام، وأن هذا السلام سيفيد أيضا الجانب الإسرائيلى وسيجعلها دولة مقبولة بين جيرانها العرب.

فتحت كامب ديفيد الطريق لتوقيع معاهدة صلح منفرد بين مصر وإسرائيل، ولكنها فشلت فى استعادة الحقوق العربية المشروعة فى بناء دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية، بل اعتبرها الكثيرون مسؤولة عن إهدار هذه الحقوق بخروج أكبر بلد عربى من ساحة المواجهة مع إسرائيل.

يقيناً، كامب ديفيد لم تكن كلها شراً، والسادات كان وطنياً يُختلف مع بعض أو كل توجهاته، والمشكلة الحقيقية أن العرب فقدوا كثيراً من أوراقهم، ليس فقط بسبب كامب ديفيد، إنما بسبب ضعفهم وانقسامهم وسوء أدائهم الداخلى، وسنقرأ غداً تأثيرات كامب ديفيد على المسارين العربى والمصرى.

نقلا عن المصري اليوم

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

40 عاماً على كامب ديفيد 1 2 40 عاماً على كامب ديفيد 1 2



GMT 10:43 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

الملكة رانيا بعباءة بستايل شرقي تراثي تناسب أجواء رمضان

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 22:49 2025 الإثنين ,10 آذار/ مارس

سوريا بين الفوضى والمجهول وسط تصاعد العنف
  مصر اليوم - سوريا بين الفوضى والمجهول وسط تصاعد العنف

GMT 10:29 2025 الإثنين ,10 آذار/ مارس

نيكول سابا تعلق على دورها في "وتقابل حبيب"
  مصر اليوم - نيكول سابا تعلق على دورها في وتقابل حبيب

GMT 01:34 2025 السبت ,08 آذار/ مارس

دعاء اليوم الثامن من رمضان

GMT 09:10 2025 الإثنين ,13 كانون الثاني / يناير

أحلام بإطلالات ناعمة وراقية في المملكة العربية السعودية

GMT 19:29 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

هيا الشعيبي تسخر من جامعة مصرية والشيخة عفراء آل مكتوم ترد

GMT 18:26 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

زوجة رامي صبري تبدي رأيها في أغنية فعلاً مبيتنسيش

GMT 02:52 2025 الثلاثاء ,18 شباط / فبراير

السعودية تعلن ارتفاع استثماراتها في مصر 500%

GMT 22:37 2019 الأربعاء ,30 كانون الثاني / يناير

العثور على جثة مواطن مصري متعفن داخل شقته في الكويت

GMT 19:36 2019 الجمعة ,18 كانون الثاني / يناير

اغتصاب وقتل طالبة إسرائيلية على يد مغني

GMT 03:44 2018 الثلاثاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

إيناس إسماعيل تُقدِّم طريقة بسيطة لتصميم ماكيت الكريسماس

GMT 06:31 2018 الأحد ,23 كانون الأول / ديسمبر

طريقة سهلة لتحضير محشي ورق العنب بلحم الغنم
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon