توقيت القاهرة المحلي 20:16:08 آخر تحديث
  مصر اليوم -

بين داعش وحزب الله

  مصر اليوم -

بين داعش وحزب الله

بقلم : عمرو الشوبكي

أنهى حزب الله ما عُرف بـ«معركة الجرود»، أى الجبال الواقعة على الحدود السورية- اللبنانية، بانتصار بلا حرب على تنظيمى داعش والنصرة الإرهابيين، فى حين بدأ الجيش اللبنانى معركته «فجر الجرود» ضد تنظيم داعش الذى احتل بعض المناطق داخل الأراضى اللبنانية وحرر 80% منها تمهيدا للانتصار النهائى.

وقد أثارت هذه المعارك ظاهرة التنظيمات الشيعية الطائفية التى تمارس إرهابا طائفيا بحق السنة وإن ظلت مختلفة عن التنظيمات الإرهابية الداعشية التى تمارس إرهابا ضد الإنسانية وليس فقط الشيعة.

فالسؤال الذى يجب أن يطرحه «أهل السنة والجماعة» على أنفسهم هو سؤال فقهى وتاريخى بعيدا عن نظريات المؤامرة: لماذا أنتج الموروث السنى هذه النوعية من الجماعات التكفيرية والإرهابية التى روعت السنة والشيعة والمسيحيين وكل البشر؟ لماذا شهدنا على يدها هذا الإجرام والتوحش (كتاب داعش الشهير يحمل عنوان إدارة التوحش) من ذبح وقتل؟ ولماذا خرج من عباءة البيئة السنية تنظيمات تكفيرية فشلت فى نيل رضا أغلب السنة على عكس تنظيمات الشيعة الطائفية التى نجحت فى أن تحافظ على دعم الشيعة لها؟

فرغم أن حزب الله خسر وجهه المقاوم، وخسر معظم المكونات اللبنانية، سنية ومسيحية، لكنه لم يفقد بيئته الحاضنة الشيعية، رغم أنه أدخلها فى حروب طائفية سقط فيها مئات القتلى، ودعّم نظاماً استبداديًّا مثل النظام السورى لأهداف طائفية.

لذا سنجد أن المناطق التى يسيطر عليها حزب الله مثل الضاحية الجنوبية فى بيروت أو مناطق أخرى فى الجنوب اللبنانى مازالت داعمة له، لأنه بنى منظومة أعطت للناس على المستوى الاجتماعى قدرا من الحرية فى الزى والاختلاط والتعامل الإنسانى الطبيعى بين البشر لا يمكن مقارنته بما فعله الدواعش فى أهالى المناطق السنية التى سيطروا عليها سواء فى العراق أو سوريا، وكيف حولوا حياة الناس إلى جحيم حقيقى جعلهم ينتظرون يوم التحرير حتى لو كان على يد نظام يعارضونه أو بمشاركة ميليشيات طائفية أخرى مثل الحشد الشعبى وحزب الله.

الفارق واضح بين حزب الله، الذى نجح فى أن ينال دعم طائفته ورعاية إيران، على عكس داعش و«أخواته»، فقد فشلوا تماما فى أن ينالوا دعم طائفتهم وتحولوا إلى وبال على الإسلام والسنة والإنسانية.

إن تنظيمات الشيعة الطائفية ظلت مقبولة شيعيا، وتنظيمات الدواعش مكروهة سنيا إلا أن السؤال: لماذا لم يخرج من بلاد الأزمة فى سوريا والعراق تنظيمات سنية حتى لو كانت طائفية ومتشددة ولكنها على الأقل مقبولة من حاضنتها السنية مثلما جرى مع حزب الله؟ وهل الموضوع له علاقة بالموروث السنى وبالثقافة السائدة داخله، أم له علاقة بالوضع السياسى والظروف الاجتماعية المحيطة؟

إن فشل الشيعة والسنة، ولو مؤقتا، فى كل من سوريا والعراق فى بناء دولة وطنية مدنية حديثة لا تميز بين مواطنيها على أساس الدين أو العراق أو المذهب، جعل الكثيرين يرون أنه لو كان السنة قد نجحوا فى إنتاج تنظيمات شبيهة بالطبعات الشيعية من هذه التنظيمات الدينية، وقبلت فى المناطق السنية التى سيطروا عليها لربما كانت تغيرت سوريا والعراق منذ زمن، ولكنا وصلنا إلى نقطة يبحث فيها الطرفان عن مشروع آخر يتجاوز الطائفية بأحزابها ورموزها.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بين داعش وحزب الله بين داعش وحزب الله



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:50 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

إسرائيل تتهم الجيش اللبناني بالتعاون مع حزب الله
  مصر اليوم - إسرائيل تتهم الجيش اللبناني بالتعاون مع حزب الله

GMT 08:31 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف
  مصر اليوم - أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف

GMT 19:55 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

أحمد مكي يخلع عباءة الكوميديا في رمضان 2025
  مصر اليوم - أحمد مكي يخلع عباءة الكوميديا في رمضان 2025

GMT 09:13 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

GMT 00:03 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

بايدن يُكرم ميسي بأعلى وسام في أمريكا

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 13:37 2020 الأحد ,24 أيار / مايو

الفيفا يهدد الرجاء المغربي بعقوبة قاسية

GMT 12:48 2020 الثلاثاء ,19 أيار / مايو

أسعار الذهب في مصر اليوم الثلاثاء 19 مايو

GMT 16:51 2020 الثلاثاء ,31 آذار/ مارس

إصابة طبيب رافق بوتين في جولة "فيروس كورونا"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon