توقيت القاهرة المحلي 05:34:46 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الخطوة الثانية

  مصر اليوم -

الخطوة الثانية

بقلم:عمرو الشوبكي

 الجدل الذى أثاره مشروع رأس الحكمة فى جانب منه طبيعى لأننا من ناحية لم نَرَ منذ سنوات مشروعًا استثماريًا ضُخ فيه هذا الحجم من الأموال، ومن ناحية أخرى مثَّل المشروع تحديًا كبيرًا يتعلق بالخطوة التالية المتعلقة بنمط جديد من المشاريع التنموية تتوازى ولا تتعارض مع المشاريع القائمة فى المدن الجديدة والسياحية.

وتعتبر منطقة رأس الحكمة واحدًا من أجمل الشواطئ المصرية المطلة على البحر الأبيض المتوسط، وهى عبارة عن نتوء أرضى يدخل إلى البحر المتوسط وبها شواطئ غير مستغلة وبعض القرى، وتبلغ مساحتها نحو ١٧٠ مليون متر، أى أكثر من ٤٠ ألف فدان، وأُعلن عن تلقى مصر ٣٥ مليار دولار مقابل التطوير والاستثمار فى المنطقة، كما سيتم ضخ حوالى ١٥٠ مليار دولار على مدى عمر المشروع الذى لم يتضمن الاتفاق المعلن أى إشارة لموعد انتهائه أو مراحله الزمنية، وستحصل مصر على ٣٥٪ من عوائده.

والحقيقة أن هذا النوع من المشاريع المرتبطة بالمدن السياحية لا يمثل أى تهديد للأمن القومى، فهى ليست صناعات استراتيجية حساسة تُدار لحساب الخارج، ولا هى مناطق حدودية يمثل الاستثمار فيها تهديدًا مباشرًا للأمن المصرى. إن مبدأ الاستثمار فى السياحة وفى العقارات والمدن الجديدة الساحلية وغير الساحلية مفيد لاقتصاد أى دولة، لكن يحتاج بجانبه «للخطوة الثانية»، أى الاستثمار الصناعى والزراعى والتكنولوجيا الحديثة القادرة على نقل مصر نقلة حقيقية للأمام.

بالقطع هذه المجالات متاحة، ولكنها تحتاج كفاءة فى الأداء وخططًا حقيقية لتنظيم الاستثمار، وتشريعات قانونية تُنفذ فى الواقع تشجع على الاستثمار والمنافسة الحرة.

اختيار المدن الجديدة والعقارات كواجهة لاستثماراتنا الكبرى فى هذه المرحلة بجانب عشرات الأبراج الضخمة والكبارى والطرق، هى كلها مشاريع مطلوبة، تحت متابعة ورعاية القيادة السياسية العليا التى تتجاوز كثيرًا من التعقيدات البيروقراطية والروتين، أما الاستثمار فى المجالات الأخرى وفى المشاريع المتوسطة فهى تحتاج دولة قانون مكتملة الأركان، وجهازًا إداريًا كفئًا، ومواجهة للبيروقراطية والفساد..

لا يجب إلغاء ما تم بناؤه، ولا شطب المدن والطرق والبنايات الضخمة أو الاستهانة بجهود من قاموا بها، لكن يجب أن نعلم أن الاستثمار الحقيقى سيكون فى الخطوة الثانية المنتظرة، وهى الاستثمار الكبير فى مشاريع منتجة تدر عائدًا اقتصاديًا ودخلًا، وأن يكون جانب كبير منها قابلًا للتصدير إلى الخارج وجلب العملة الصعبة. تحتاج مصر ثلاثة أنماط من الاستثمارات: الأول استثمار فى البشر من علم وتأهيل ومهنية، وثانيًا استثمار فى المشاريع المنتجة التى يمكن لجانب رئيسى منها أن يُصدر وينافس عالميًا، وثالثًا مشاريع المدن الجديدة.

الخطوة الثالثة بدأت بها الدولة وتمت بنجاح، ومطلوب أن نضع خطة طموحًا للخطوة الثانية، وهى خريطة بالمشاريع المنتجة الواجب القيام بها، والبيئة السياسية والتشريعية والإدارية التى تضمن نجاحها.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الخطوة الثانية الخطوة الثانية



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 10:38 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات أنيقة وراقية لكيت ميدلتون باللون الأحمر
  مصر اليوم - إطلالات أنيقة وراقية لكيت ميدلتون باللون الأحمر

GMT 10:34 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

الوجهات السياحية الأكثر زيارة خلال عام 2024
  مصر اليوم - الوجهات السياحية الأكثر زيارة خلال عام 2024

GMT 10:56 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

نصائح للعناية بالأرضيات الباركيه وتلميعها
  مصر اليوم - نصائح للعناية بالأرضيات الباركيه وتلميعها

GMT 01:09 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

اتفاق مبدئي على إعادة تشكيل السلطة التنفيذية في ليبيا
  مصر اليوم - اتفاق مبدئي على إعادة تشكيل السلطة التنفيذية في ليبيا

GMT 02:01 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

إدانة الرئيس الفرنسي الأسبق نيكولا ساركوزي في قضية فساد
  مصر اليوم - إدانة الرئيس الفرنسي الأسبق نيكولا ساركوزي في قضية فساد

GMT 11:46 2024 السبت ,14 كانون الأول / ديسمبر

مبابي أفضل لاعب فرنسي في موسم 2023-2024 ويعادل كريم بنزيما

GMT 09:13 2023 الثلاثاء ,12 أيلول / سبتمبر

بلماضي يعلن أن الجزائر في مرحلة بناء منتخب قوي

GMT 20:43 2021 الخميس ,07 كانون الثاني / يناير

الرئيس السيسي يبحث القضايا الإقليمية مع نظيره القبرصي

GMT 02:29 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

رغدة تكشف كواليس مشاركتها في مسرحية "بودي جارد" مع عادل إمام

GMT 01:03 2020 السبت ,19 كانون الأول / ديسمبر

تقارير تؤكد أن لقاح كورونا يسبب العدوى أيضًا

GMT 08:57 2020 الخميس ,22 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الأسمنت في مصر اليوم الخميس 22تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 07:50 2020 الأربعاء ,07 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الحديد في مصر اليوم الأربعاء 7 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 00:27 2020 الأحد ,04 تشرين الأول / أكتوبر

ميناء دمياط يستقبل 8 سفن للحاويات والبضائع العامة

GMT 02:36 2020 الإثنين ,28 أيلول / سبتمبر

بريطانيا تحذر من موجة ثالثة لكورونا

GMT 09:11 2020 الإثنين ,21 أيلول / سبتمبر

20 مؤشرًا لصناعة الغاز الطبيعي خلال عام

GMT 03:30 2020 الإثنين ,22 حزيران / يونيو

موريتانيا تسجل 171 إصابة جديدة بفيروس كورونا
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon