توقيت القاهرة المحلي 20:16:08 آخر تحديث
  مصر اليوم -

عزاء رفعت السعيد

  مصر اليوم -

عزاء رفعت السعيد

بقلم : عمرو الشوبكي

أديت واجب العزاء أمس الأول فى وفاة السياسى والمفكر الكبير الدكتور رفعت السعيد، وشاهدت رموز مصر الفكرية والسياسية من كل الاتجاهات ومن كل الأجيال امتلأ بهم سرادق العزاء عن آخره فى مشهد أعطى ألف رسالة لمن شمتوا فى موته (وكأنهم خالدون) من أعضاء جماعة الإخوان الذين لم يتركوا رمزا مصريا إلا سبوه وأهانوه لمجرد خلافه معهم.

والمرحوم رفعت السعيد له تاريخ نضالى كبير فهو أحد رموز جناحها الأبرز هو الحركة الديمقراطية للتحرر الوطنى (حدتو) والتى دعمت عبدالناصر فى كل معاركه ضد الاستعمار، وعارضت السادات فى كل سياساته سواء حين تحالف مع الإسلاميين أو حين وقع اتفاقية كامب ديفيد مع إسرائيل.

رفعت السعيد لدية موقف فكرى واضح ممن كان يسميهم «المتأسلمين» فهم بالنسبة له أعداء للوطن مثل الاستعمار، وكتابه الذى قرأته منذ أكثر من 30 عاما: حسن البنا متى وكيف ولماذا؟ يعد من أكثر الكتب نقدية لفكر مؤسس الجماعة.

رفض المرحوم رفعت السعيد تيارات الإسلام السياسى بكل فصائلها جذريا، وأصله فى كتب وأبحاث منشورة لا بالقتل والقنابل، وهو توجه لم تتفق عليه كل التيارات المدنية ليس دفاعا عن فكر الإسلاميين، إنما لأنهم اعتبروا أن الدكتور رفعت وتياره أغمض عينه عن انتهاكات كثيرة فى مجال الحريات وحقوق الإنسان وسوء الأداء السياسى والاقتصادى على اعتبار أن البلد تتعرض لخطر أكبر هو الإرهاب والإخوان، واعتبروا أن النظم التى تغيب فيها دولة القانون والشفافية وعديمة الكفاءة لن تنتصر فى معركة الإرهاب ولا التنمية بشقيها الاقتصادى والسياسى.

لم يؤيد الرجل ثورة يناير وأغضب كثيرا من الثوريين الذين تصوروا أن البلاد تتغير فقط بالاحتجاج والتظاهر وتخوين كل من اختلفوا معهم، ولم يكن الدكتور رفعت، رحمه الله، مخطئا فى كل ما قاله عن تيار محدد ساهم فى تخريب ثورة يناير واختطافها لصالح الإخوان والاستبداد.

الجدل الذى أثاره رفعت السعيد طوال رحلته النضالية الطويلة يحتاج لتأمل، فالرجل فى النهاية جزء من التيار المدنى، وهو تيار رغم عيوبه الداخلية وضعفه وانقسامه إلا إنه يعرف تنوعا فى الأفكار والمواقف لا تعرفه جماعة الإخوان.

عبر رفعت السعيد عن تيار واسع من العلمانيين واليساريين فى مصر، فى حين أن هناك قطاعا آخر من قلب التيار المدنى اليسارى واليمينى وحتى من داخل حزبه (التجمع) اختلف معه بشده، فى حين لن تجد شخصا واحدا ينتمى تنظيميا لجماعة الإخوان يمكن أن يقول شيئا مختلفا عما حفظه كل يوم فى كتالوج الصباح، فنفس الكلام ونفس الجمل ونفس المواقف يرددونها بلا تغيير، فهم جميعا يشمتون فى موت كل مخالفيهم وكأنهم خالدون، ويسبون الموتى دون أدنى احترام لحرمة الموت، ويتوعدون كل مخالف بالقتل والتصفية باعتبارهم جميعا انقلابيين.

لن تجد بنى آدم سوى يشمت فى الموت ويكيل كل هذا السباب لشخص أصبح بين يدى الله إلا جماعات التحريض على العنف والإرهاب.

رحلة رفعت السعيد وحياته دليل تنوع وحيوية كل من انتمى للقيم المدنية فى المجتمع المصرى ودليل فقر وجهل من انتمى لجماعات التكفير والقتل والإرهاب.

رحم الله الدكتور رفعت السعيد وغفر له.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عزاء رفعت السعيد عزاء رفعت السعيد



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:50 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

إسرائيل تتهم الجيش اللبناني بالتعاون مع حزب الله
  مصر اليوم - إسرائيل تتهم الجيش اللبناني بالتعاون مع حزب الله

GMT 08:31 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف
  مصر اليوم - أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف

GMT 19:55 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

أحمد مكي يخلع عباءة الكوميديا في رمضان 2025
  مصر اليوم - أحمد مكي يخلع عباءة الكوميديا في رمضان 2025

GMT 09:13 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

GMT 00:03 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

بايدن يُكرم ميسي بأعلى وسام في أمريكا

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 13:37 2020 الأحد ,24 أيار / مايو

الفيفا يهدد الرجاء المغربي بعقوبة قاسية

GMT 12:48 2020 الثلاثاء ,19 أيار / مايو

أسعار الذهب في مصر اليوم الثلاثاء 19 مايو

GMT 16:51 2020 الثلاثاء ,31 آذار/ مارس

إصابة طبيب رافق بوتين في جولة "فيروس كورونا"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon