توقيت القاهرة المحلي 23:20:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

عزاء رفعت السعيد

  مصر اليوم -

عزاء رفعت السعيد

بقلم : عمرو الشوبكي

أديت واجب العزاء أمس الأول فى وفاة السياسى والمفكر الكبير الدكتور رفعت السعيد، وشاهدت رموز مصر الفكرية والسياسية من كل الاتجاهات ومن كل الأجيال امتلأ بهم سرادق العزاء عن آخره فى مشهد أعطى ألف رسالة لمن شمتوا فى موته (وكأنهم خالدون) من أعضاء جماعة الإخوان الذين لم يتركوا رمزا مصريا إلا سبوه وأهانوه لمجرد خلافه معهم.

والمرحوم رفعت السعيد له تاريخ نضالى كبير فهو أحد رموز جناحها الأبرز هو الحركة الديمقراطية للتحرر الوطنى (حدتو) والتى دعمت عبدالناصر فى كل معاركه ضد الاستعمار، وعارضت السادات فى كل سياساته سواء حين تحالف مع الإسلاميين أو حين وقع اتفاقية كامب ديفيد مع إسرائيل.

رفعت السعيد لدية موقف فكرى واضح ممن كان يسميهم «المتأسلمين» فهم بالنسبة له أعداء للوطن مثل الاستعمار، وكتابه الذى قرأته منذ أكثر من 30 عاما: حسن البنا متى وكيف ولماذا؟ يعد من أكثر الكتب نقدية لفكر مؤسس الجماعة.

رفض المرحوم رفعت السعيد تيارات الإسلام السياسى بكل فصائلها جذريا، وأصله فى كتب وأبحاث منشورة لا بالقتل والقنابل، وهو توجه لم تتفق عليه كل التيارات المدنية ليس دفاعا عن فكر الإسلاميين، إنما لأنهم اعتبروا أن الدكتور رفعت وتياره أغمض عينه عن انتهاكات كثيرة فى مجال الحريات وحقوق الإنسان وسوء الأداء السياسى والاقتصادى على اعتبار أن البلد تتعرض لخطر أكبر هو الإرهاب والإخوان، واعتبروا أن النظم التى تغيب فيها دولة القانون والشفافية وعديمة الكفاءة لن تنتصر فى معركة الإرهاب ولا التنمية بشقيها الاقتصادى والسياسى.

لم يؤيد الرجل ثورة يناير وأغضب كثيرا من الثوريين الذين تصوروا أن البلاد تتغير فقط بالاحتجاج والتظاهر وتخوين كل من اختلفوا معهم، ولم يكن الدكتور رفعت، رحمه الله، مخطئا فى كل ما قاله عن تيار محدد ساهم فى تخريب ثورة يناير واختطافها لصالح الإخوان والاستبداد.

الجدل الذى أثاره رفعت السعيد طوال رحلته النضالية الطويلة يحتاج لتأمل، فالرجل فى النهاية جزء من التيار المدنى، وهو تيار رغم عيوبه الداخلية وضعفه وانقسامه إلا إنه يعرف تنوعا فى الأفكار والمواقف لا تعرفه جماعة الإخوان.

عبر رفعت السعيد عن تيار واسع من العلمانيين واليساريين فى مصر، فى حين أن هناك قطاعا آخر من قلب التيار المدنى اليسارى واليمينى وحتى من داخل حزبه (التجمع) اختلف معه بشده، فى حين لن تجد شخصا واحدا ينتمى تنظيميا لجماعة الإخوان يمكن أن يقول شيئا مختلفا عما حفظه كل يوم فى كتالوج الصباح، فنفس الكلام ونفس الجمل ونفس المواقف يرددونها بلا تغيير، فهم جميعا يشمتون فى موت كل مخالفيهم وكأنهم خالدون، ويسبون الموتى دون أدنى احترام لحرمة الموت، ويتوعدون كل مخالف بالقتل والتصفية باعتبارهم جميعا انقلابيين.

لن تجد بنى آدم سوى يشمت فى الموت ويكيل كل هذا السباب لشخص أصبح بين يدى الله إلا جماعات التحريض على العنف والإرهاب.

رحلة رفعت السعيد وحياته دليل تنوع وحيوية كل من انتمى للقيم المدنية فى المجتمع المصرى ودليل فقر وجهل من انتمى لجماعات التكفير والقتل والإرهاب.

رحم الله الدكتور رفعت السعيد وغفر له.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عزاء رفعت السعيد عزاء رفعت السعيد



GMT 08:29 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

الإجابة عِلم

GMT 08:25 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

العرق الإخواني دساس!!

GMT 08:16 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

وزراء فى حضرة الشيخ

GMT 08:05 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

نجاة «نمرة 2 يكسب أحيانًا»!!

ياسمين صبري بإطلالات أنيقة كررت فيها لمساتها الجمالية

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 13:09 2024 السبت ,21 أيلول / سبتمبر

دواء مضاد للاكتئاب قد يساعد في علاج أورام المخ
  مصر اليوم - دواء مضاد للاكتئاب قد يساعد في علاج أورام المخ

GMT 20:39 2024 السبت ,21 أيلول / سبتمبر

يوسف الشريف خارج دراما رمضان 2025
  مصر اليوم - يوسف الشريف خارج دراما رمضان 2025

GMT 22:12 2019 الجمعة ,24 أيار / مايو

البورصة الأردنية تنخفض 1.01% في أسبوع

GMT 21:55 2018 الأحد ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

أبوريدة يبحث ترتيبات مباراة مصر وتونس مع وزير الشباب

GMT 22:51 2018 الإثنين ,01 تشرين الأول / أكتوبر

اكتشاف نوع جديد من العناكب الذئبية جنوب إيران

GMT 21:31 2018 الإثنين ,13 آب / أغسطس

حنان ترك غاضبة من حلا شيحة بعد خلعها الحجاب

GMT 07:06 2018 الثلاثاء ,19 حزيران / يونيو

أبوسعدة يكشف عن تنفيذ قطر حُكم تعويض أسر القتلى

GMT 18:35 2018 الثلاثاء ,08 أيار / مايو

آبل تستبدل بعض هواتف "iPhone X" التي تعاني من مشاكل

GMT 17:43 2018 الثلاثاء ,08 أيار / مايو

حمادة صدقي يعلن دراسة السنغال بشكل جيد
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon