توقيت القاهرة المحلي 01:38:12 آخر تحديث
  مصر اليوم -

عزل ترامب

  مصر اليوم -

عزل ترامب

بقلم : عمرو الشوبكي

بدأ النواب الديمقراطيون رحلة طويلة ومعقدة من أجل عزل الرئيس ترامب عقب توجيه اتهامات تتعلق بمضمون مكالمة تليفونية أجراها فى 25 يوليو الماضى مع رئيس أوكرانيا يطالبه فيها بالتحقيق فى مزاعم فساد تخص نجل منافسة جون بايدن، بل ذكرت بعض التقارير أنه علق مساعدات عسكرية لأوكرانيا تقدر بملايين الدولارات حتى تبدأ فى هذه التحقيقات.

وقد تكون هذه القضية بمثابة القشة التى قصمت ظهر البعير، خاصة أن لترامب تاريخًا حافلًا من المعارك الفجة مع فريقه الرئاسى ووزراء فى حكومته، والعديد من المسؤولين الكبار، وقطاعات من مؤسسات الدولة، خاصة القضاء والمخابرات والخارجية وغيرهم.

والحقيقة أن اللغة المبتذلة التى يستخدمها ترامب وتقلباته المزاجية أدت إلى دخوله فى صراع مفتوح مع مؤسسات الدولة وقطاع واسع من الرأى العام، وهى معركة حقيقية بعيدا عن نظريات المؤامرة وأوهام الانقلاب المزعوم عليه، وتدار بأساليب قانونية وديمقراطية، تختلف تماما عن كثير من الأساليب غير الديمقراطية وغير القانونية التى أدارت بها مؤسسات الدولة الأمريكية كثيرًا من صراعاتها الخارجية.

معارك ترامب الشخصية والسياسية مع رئيسة البرلمان وقبلها مع شخصيات نافذة فى البيت الأبيض، كما سبق أن شتم المدير السابق لمكتب التحقيقات الفيدرالية، وشتم وزير العدل السابق (الذى يفترض أيضا أنه عينه) لأنهم جميعا أداروا مؤسساتهم، وفق قواعد وتقاليد مهنية لا يعرفها ترامب.

وإذا كانت المؤسسات الأمريكية لا تستطيع أن تواجه ترامب إلا بالقانون فإن الأخير أيضا لا يستطيع أن يواجهها إلا بالدستور والقانون، فلا يمكنه أن يطيح بكل قيادات هذه الأجهزة أو «يفورها»، كما يحدث فى بلاد العالم الثالث، حتى تصبح مجرد منفذ لأوامر الرئيس، فهى مؤسسات دولة مهنية وليست مؤسسات نظام أو رئيس.

إن الإجراءات التى بدأها الكونجرس لن تؤدى غالبا إلى عزل ترامب، وسيبدأ بإجراء تحقيقات من خلال لجان مصغرة، وكل لجنة تتخصص فى نقطة أو أمر قد يكون على صلة بالقضية، مثل لجان العلاقات الخارجية، أو العمليات المالية، أو العدل. وسيحضر شهود للشهادة فى جلسات علنية، ويحق لمحامى الرئيس المشاركة فى هذه الجلسات، وإذا خلصت اللجان إلى ترجيح الاتهامات ضد الرئيس، فإنها تصدر «توصية باستخدام نصوص العزل» لأن القرار النهائى بالعزل سيكون من مجلس الشيوخ وبأغلبية الثلثين، والمعروف أن الجمهوريين لديهم 53 مقعدًا من أصل مائة فى مجلس الشيوخ، وبالتالى يحتاج قرار عزله إلى تخلى ما يقرب من 20 نائبًا جمهوريًا عن رئيسهم، وهو ما لا توجد مؤشرات عليه حتى الآن.

اختار الديمقراطيون أن يضعفوا الرئيس بهذه الإجراءات قبل انتخابات الرئاسة، لأنهم على الأرجح لن يستطيعوا عزله، ولكن هل سيضعفونه فعلا قبل انتخابات الرئاسة أم سيرتدى ترامب ثوب الضحية ويحقق الفوز غير المتوقع فى انتخابات الرئاسة؟.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عزل ترامب عزل ترامب



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

ياسمين صبري بإطلالات أنيقة كررت فيها لمساتها الجمالية

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:51 2024 السبت ,08 حزيران / يونيو

أنواع مختلفة من الفساتين لحفلات الزفاف

GMT 06:29 2015 الإثنين ,28 كانون الأول / ديسمبر

قضية فرخندة مالك زادة تفضح ظلم القضاء الأفغاني للمرأة

GMT 19:55 2017 الإثنين ,09 تشرين الأول / أكتوبر

وفاة الفنانة فاتن الحناوي بسبب إصابتها بفشل كلوي

GMT 03:38 2017 الجمعة ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

وزارة التخطيط تؤكد أن 5000 فدان في الفرافرة جاهزين للزراعة

GMT 22:33 2016 الجمعة ,18 آذار/ مارس

طريقة عمل البوظة السورية

GMT 09:56 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

توقيع رواية "ودارت الأيام" في بيت السناري

GMT 12:56 2021 الإثنين ,11 تشرين الأول / أكتوبر

Snapchat سيتيح للمستخدمين قريبا تغيير "اسم المستخدم" الخاص بهم

GMT 06:41 2021 السبت ,19 حزيران / يونيو

الأرجنتين يتخطى عقبة أوروجواي بهدف نظيف
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon