توقيت القاهرة المحلي 10:41:35 آخر تحديث
  مصر اليوم -

عزل ترامب

  مصر اليوم -

عزل ترامب

بقلم : عمرو الشوبكي

بدأ النواب الديمقراطيون رحلة طويلة ومعقدة من أجل عزل الرئيس ترامب عقب توجيه اتهامات تتعلق بمضمون مكالمة تليفونية أجراها فى 25 يوليو الماضى مع رئيس أوكرانيا يطالبه فيها بالتحقيق فى مزاعم فساد تخص نجل منافسة جون بايدن، بل ذكرت بعض التقارير أنه علق مساعدات عسكرية لأوكرانيا تقدر بملايين الدولارات حتى تبدأ فى هذه التحقيقات.

وقد تكون هذه القضية بمثابة القشة التى قصمت ظهر البعير، خاصة أن لترامب تاريخًا حافلًا من المعارك الفجة مع فريقه الرئاسى ووزراء فى حكومته، والعديد من المسؤولين الكبار، وقطاعات من مؤسسات الدولة، خاصة القضاء والمخابرات والخارجية وغيرهم.

والحقيقة أن اللغة المبتذلة التى يستخدمها ترامب وتقلباته المزاجية أدت إلى دخوله فى صراع مفتوح مع مؤسسات الدولة وقطاع واسع من الرأى العام، وهى معركة حقيقية بعيدا عن نظريات المؤامرة وأوهام الانقلاب المزعوم عليه، وتدار بأساليب قانونية وديمقراطية، تختلف تماما عن كثير من الأساليب غير الديمقراطية وغير القانونية التى أدارت بها مؤسسات الدولة الأمريكية كثيرًا من صراعاتها الخارجية.

معارك ترامب الشخصية والسياسية مع رئيسة البرلمان وقبلها مع شخصيات نافذة فى البيت الأبيض، كما سبق أن شتم المدير السابق لمكتب التحقيقات الفيدرالية، وشتم وزير العدل السابق (الذى يفترض أيضا أنه عينه) لأنهم جميعا أداروا مؤسساتهم، وفق قواعد وتقاليد مهنية لا يعرفها ترامب.

وإذا كانت المؤسسات الأمريكية لا تستطيع أن تواجه ترامب إلا بالقانون فإن الأخير أيضا لا يستطيع أن يواجهها إلا بالدستور والقانون، فلا يمكنه أن يطيح بكل قيادات هذه الأجهزة أو «يفورها»، كما يحدث فى بلاد العالم الثالث، حتى تصبح مجرد منفذ لأوامر الرئيس، فهى مؤسسات دولة مهنية وليست مؤسسات نظام أو رئيس.

إن الإجراءات التى بدأها الكونجرس لن تؤدى غالبا إلى عزل ترامب، وسيبدأ بإجراء تحقيقات من خلال لجان مصغرة، وكل لجنة تتخصص فى نقطة أو أمر قد يكون على صلة بالقضية، مثل لجان العلاقات الخارجية، أو العمليات المالية، أو العدل. وسيحضر شهود للشهادة فى جلسات علنية، ويحق لمحامى الرئيس المشاركة فى هذه الجلسات، وإذا خلصت اللجان إلى ترجيح الاتهامات ضد الرئيس، فإنها تصدر «توصية باستخدام نصوص العزل» لأن القرار النهائى بالعزل سيكون من مجلس الشيوخ وبأغلبية الثلثين، والمعروف أن الجمهوريين لديهم 53 مقعدًا من أصل مائة فى مجلس الشيوخ، وبالتالى يحتاج قرار عزله إلى تخلى ما يقرب من 20 نائبًا جمهوريًا عن رئيسهم، وهو ما لا توجد مؤشرات عليه حتى الآن.

اختار الديمقراطيون أن يضعفوا الرئيس بهذه الإجراءات قبل انتخابات الرئاسة، لأنهم على الأرجح لن يستطيعوا عزله، ولكن هل سيضعفونه فعلا قبل انتخابات الرئاسة أم سيرتدى ترامب ثوب الضحية ويحقق الفوز غير المتوقع فى انتخابات الرئاسة؟.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عزل ترامب عزل ترامب



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 07:41 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه
  مصر اليوم - ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه

GMT 08:08 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

أحمد الشرع تُؤكد أن سوريا لن تكون منصة قلق لأي دولة عربية

GMT 03:29 2020 السبت ,14 آذار/ مارس

بورصة تونس تغلق التعاملات على انخفاض

GMT 14:03 2020 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أول تعليق من محمد منير بعد وفاة مدير أعماله وزوج شقيقته

GMT 06:49 2019 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

عزل ترامب

GMT 11:48 2019 الثلاثاء ,11 حزيران / يونيو

هاشتاج أمينة خليل يشعل مواقع التواصل الاجتماعي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon