توقيت القاهرة المحلي 09:53:44 آخر تحديث
  مصر اليوم -

القوة العسكرية الأوروبية

  مصر اليوم -

القوة العسكرية الأوروبية

بقلم: عمرو الشوبكي

قوة الاتحاد الأوروبى بالأساس اقتصادية وثقافية، وبدرجة أقل سياسية، ونقطة ضعفه الكبرى فى قوته العسكرية، أو بالأحرى قدرته على التحرك العسكرى الموحد ودفع ضريبة أى تدخل عسكرى محتمل، كما هو الحال بالنسبة للولايات المتحدة وروسيا أو الصين التى لم تُختبر بعد.  والحقيقة أن الهجوم الروسى على أوكرانيا فتح ملف القدرات العسكرية الأوروبية، وهل ستكتفى بالوجود فى حلف الناتو أم أنها قادرة على بناء قوة أوروبية مستقلة وقوية حتى لو بقيت معظم دولها فى حلف الأطلنطى؟    وقد اتخذت معظم الدول الأوروبية قرارات فى اتجاه زيادة نفقاتها العسكرية، وبدا التحول الألمانى لافتًا فى هذا الإطار، فقد أعلنت عن رفع إنفاقها العسكرى من 55 مليار يورو سنويًا إلى 100 مليار، وإعلان مستشارها تخلى بلاده عن عقيدة استمرت منذ الحرب العالمية الثانية، وقررت لأول مرة تزويد دولة فى منطقة نزاع بالأسلحة، حيث أرسلت شحنات سلاح دفاعية إلى أوكرانيا، وهذا يعتبر «تحولًا تاريخيًا» مقارنة بما كان عليه الحال طوال العقود الماضية، أما بريطانيا فقد أقرت زيادة فى ميزانية الدفاع بأكثر من 16.5 مليار دولار، كما أعلنت فرنسا أنها ستزيد من ميزانية الدفاع لهذه السنة بأكثر من مليارى يورو، فى وقت تحقق فيه هدف تخصيص 2% من ناتجها الداخلى الخام للجيش.    وزادت كل من هولندا وإيطاليا نسب إنفاقهما العسكرى، وكذلك فعلت بلدان كانت تطالب بتخفيض الإنفاق على الجيوش مثل السويد والدنمارك، كما بحثت دولة صغيرة على حدود روسيا، مثل فنلندا، والتى عُرفت بحيادها، الانضمام لحلف الناتو.   

ورغم أن حرب البوسنة كانت ناقوس خطر لأوروبا، ولم يحسمها إلا التدخل العسكرى الأمريكى، فقد بقيت أوروبا على حالها تركز على برامج التنمية والشراكات الاقتصادية مع مختلف دول العالم، وغابت عن المعارك العسكرية التى شهدها العالم إلا فى حالة بريطانيا التى لحقت بمعارك الولايات المتحدة، خاصة أثناء غزو العراق فى 2003.    والحقيقة أن الحديث عن بناء جيش أوروبى موحد أو تزايد نفوذ أوروبا من خلال اعتمادها على الأداة أو القوة العسكرية أمر مازال بعيدًا عن الواقع، صحيح أن الحرب فى أوكرانيا جعلت اهتمام أوروبا بزيادة قدراتها العسكرية حقيقة، إلا أنها لن تكون قادرة على منافسة القوى العسكرية الثلاث الأولى فى العالم (أمريكا والصين وروسيا)، لأنها من ناحية ستحتاج إلى تغيير عميق فى الثقافة السياسية والمجتمعية لكى تدخل القوة العسكرية كمكون رئيسى من أدوات القوة الأوروبية، فى قارة دفعت الثمن الأكبر من ضحايا الحروب العالمية، وهو أمر غير مؤكد حدوثه على الأقل فى المستقبل المنظور أو المتوسط، كما أن عدم قدرة أوروبا على تحديد أعدائها بصورة متوافق عليها يجعل هناك وحدة فى القيادة العسكرية والقرار الاستراتيجى، كل ذلك يؤجل من بزوغ القوة العسكرية المؤثرة.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

القوة العسكرية الأوروبية القوة العسكرية الأوروبية



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 19:56 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

الدبيبة يكشف عن مخاوفة من نقل الصراع الدولي إلى ليبيا
  مصر اليوم - الدبيبة يكشف عن مخاوفة من نقل الصراع الدولي إلى ليبيا

GMT 09:47 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

وفد أميركي يزور دمشق للقاء السلطات السورية الجديدة
  مصر اليوم - وفد أميركي يزور دمشق للقاء السلطات السورية الجديدة

GMT 06:53 2024 الثلاثاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

اعتماد قواعد تسجيل الدراسات العليا في الجامعات المصرية

GMT 17:35 2018 الإثنين ,12 شباط / فبراير

شركة "فيات" تشكف عن سيارة عائلية مميزة في 2018

GMT 05:46 2018 الجمعة ,09 شباط / فبراير

غوميز تكشف أنّها ستضع صحتها ضمن أولوياتها

GMT 12:40 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

طوني ورد يكشف عن أزياء راقية للمناسبات الصيفية

GMT 06:40 2018 السبت ,20 كانون الثاني / يناير

المصري يستضيف بتروجت في مواجهة قوية في الدوري

GMT 00:51 2018 الإثنين ,15 كانون الثاني / يناير

مروة ناجي تدعم الطفلة أشرقت في "ذا فويس كيدز"

GMT 18:51 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

نهاية اليوم الأول لفتح باب الترشيح داخل النادي الأهلي

GMT 06:32 2017 الخميس ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

كارداشيان" بإطلالة جريئة خلال حضورها حفلة "الهالوين"

GMT 08:35 2017 الثلاثاء ,04 إبريل / نيسان

أن بعض الظن إثم

GMT 10:24 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونان تمزج بين الحضارة العريقة والجمال الطبيعي الآسر

GMT 23:28 2021 الأحد ,26 كانون الأول / ديسمبر

مصطفى الفقي يعلن أن مصر ستشهد العديد من المبادرات في 2022
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon