توقيت القاهرة المحلي 12:47:09 آخر تحديث
  مصر اليوم -

القوة العسكرية الأوروبية

  مصر اليوم -

القوة العسكرية الأوروبية

بقلم: عمرو الشوبكي

قوة الاتحاد الأوروبى بالأساس اقتصادية وثقافية، وبدرجة أقل سياسية، ونقطة ضعفه الكبرى فى قوته العسكرية، أو بالأحرى قدرته على التحرك العسكرى الموحد ودفع ضريبة أى تدخل عسكرى محتمل، كما هو الحال بالنسبة للولايات المتحدة وروسيا أو الصين التى لم تُختبر بعد.  والحقيقة أن الهجوم الروسى على أوكرانيا فتح ملف القدرات العسكرية الأوروبية، وهل ستكتفى بالوجود فى حلف الناتو أم أنها قادرة على بناء قوة أوروبية مستقلة وقوية حتى لو بقيت معظم دولها فى حلف الأطلنطى؟    وقد اتخذت معظم الدول الأوروبية قرارات فى اتجاه زيادة نفقاتها العسكرية، وبدا التحول الألمانى لافتًا فى هذا الإطار، فقد أعلنت عن رفع إنفاقها العسكرى من 55 مليار يورو سنويًا إلى 100 مليار، وإعلان مستشارها تخلى بلاده عن عقيدة استمرت منذ الحرب العالمية الثانية، وقررت لأول مرة تزويد دولة فى منطقة نزاع بالأسلحة، حيث أرسلت شحنات سلاح دفاعية إلى أوكرانيا، وهذا يعتبر «تحولًا تاريخيًا» مقارنة بما كان عليه الحال طوال العقود الماضية، أما بريطانيا فقد أقرت زيادة فى ميزانية الدفاع بأكثر من 16.5 مليار دولار، كما أعلنت فرنسا أنها ستزيد من ميزانية الدفاع لهذه السنة بأكثر من مليارى يورو، فى وقت تحقق فيه هدف تخصيص 2% من ناتجها الداخلى الخام للجيش.    وزادت كل من هولندا وإيطاليا نسب إنفاقهما العسكرى، وكذلك فعلت بلدان كانت تطالب بتخفيض الإنفاق على الجيوش مثل السويد والدنمارك، كما بحثت دولة صغيرة على حدود روسيا، مثل فنلندا، والتى عُرفت بحيادها، الانضمام لحلف الناتو.   

ورغم أن حرب البوسنة كانت ناقوس خطر لأوروبا، ولم يحسمها إلا التدخل العسكرى الأمريكى، فقد بقيت أوروبا على حالها تركز على برامج التنمية والشراكات الاقتصادية مع مختلف دول العالم، وغابت عن المعارك العسكرية التى شهدها العالم إلا فى حالة بريطانيا التى لحقت بمعارك الولايات المتحدة، خاصة أثناء غزو العراق فى 2003.    والحقيقة أن الحديث عن بناء جيش أوروبى موحد أو تزايد نفوذ أوروبا من خلال اعتمادها على الأداة أو القوة العسكرية أمر مازال بعيدًا عن الواقع، صحيح أن الحرب فى أوكرانيا جعلت اهتمام أوروبا بزيادة قدراتها العسكرية حقيقة، إلا أنها لن تكون قادرة على منافسة القوى العسكرية الثلاث الأولى فى العالم (أمريكا والصين وروسيا)، لأنها من ناحية ستحتاج إلى تغيير عميق فى الثقافة السياسية والمجتمعية لكى تدخل القوة العسكرية كمكون رئيسى من أدوات القوة الأوروبية، فى قارة دفعت الثمن الأكبر من ضحايا الحروب العالمية، وهو أمر غير مؤكد حدوثه على الأقل فى المستقبل المنظور أو المتوسط، كما أن عدم قدرة أوروبا على تحديد أعدائها بصورة متوافق عليها يجعل هناك وحدة فى القيادة العسكرية والقرار الاستراتيجى، كل ذلك يؤجل من بزوغ القوة العسكرية المؤثرة.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

القوة العسكرية الأوروبية القوة العسكرية الأوروبية



GMT 08:29 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

الإجابة عِلم

GMT 08:25 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

العرق الإخواني دساس!!

GMT 08:16 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

وزراء فى حضرة الشيخ

GMT 08:05 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

نجاة «نمرة 2 يكسب أحيانًا»!!

ياسمين صبري بإطلالات أنيقة كررت فيها لمساتها الجمالية

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 19:23 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

5 مدن ساحلية في إيطاليا لمحبي الهدوء والإسترخاء
  مصر اليوم - 5 مدن ساحلية في إيطاليا لمحبي الهدوء والإسترخاء

GMT 12:22 2024 الجمعة ,20 أيلول / سبتمبر

عمرو دياب يتألّق عند سفح أهرامات الجيزة
  مصر اليوم - عمرو دياب يتألّق عند سفح أهرامات الجيزة

GMT 10:57 2020 الإثنين ,07 كانون الأول / ديسمبر

فوائد لا تصدق لقشور جوز الصنوبر

GMT 08:53 2020 الثلاثاء ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة زوجة محمد صلاح بفيروس كورونا

GMT 08:15 2020 الأربعاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

"حبيب نورمحمدوف" إنجازات رياضية استثنائية وإرث مثير للجدل

GMT 08:45 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

القصة الكاملة لمرض الإعلامية بسمة وهبة الغامض

GMT 07:16 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الدواجن في مصر اليوم الإثنين 19 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 09:50 2020 السبت ,10 تشرين الأول / أكتوبر

شقيقان بالإسكندرية يعانيان من مرض جلدى نادر

GMT 23:35 2020 الأربعاء ,16 أيلول / سبتمبر

بورصة تونس تقفل التعاملات على تراجع

GMT 01:08 2020 الأحد ,19 تموز / يوليو

طريقة عمل الشكشوكة التونسية

GMT 22:12 2020 الأحد ,21 حزيران / يونيو

أستون فيلا ينهار في ١١٤ ثانية أمام تشيلسي

GMT 23:30 2020 الجمعة ,05 حزيران / يونيو

السودان تسجل 215 إصابة جديدة بفيروس كورونا
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon