توقيت القاهرة المحلي 02:56:29 آخر تحديث
  مصر اليوم -

النظم السياسية والإنجاز

  مصر اليوم -

النظم السياسية والإنجاز

بقلم : عمرو الشوبكي

تصنف النظم السياسية إما على أنها نظم شمولية (Totalitarian) أو سلطوية (Authoritarian)، أو ديمقراطية (Democratic)، وفى داخل كل نظام توجد تصنيفات فرعية اعتاد أن يصيغها الباحثون تبعًا للمنهج المستخدم والانحياز السياسى، فداخل النظم الديكتاتورية هناك نظم فاشلة لا تنجز فى الاقتصاد كما فى السياسة، وفى داخل النظم الديمقراطية هناك نظم فشلت فى الاقتصاد والتنمية حتى لو نجحت فى ضمان حرية الرأى والتعبير.

فمثلا الأدبيات الغربية تصنف نظام عبد الناصر فى مصر بالنظام السلطوى، ولكن هناك مدارس ربطت موقفها منه بقدرته على الإنجاز، ولذا سنجد كثيرين يصنفونه رغم عدم ديمقراطيته بأنه نظام تحرر وطنى أو اشتراكى أو تقدمى، لأنه من الأصل اختار إطارا قيميا وسياسيا لم يعتبر فيه الديمقراطية أولوية، إنما الاستقلال الوطنى والعدالة الاجتماعية.

نفس الأمر ينطبق ولو بصورة مختلفة على قوة عظمى مثل الصين، فقد اختارت النظام الاشتراكى كطريق للتنمية الاقتصادية والحزب الواحد (الحزب الشيوعى) كإطار سياسى يستوعب كل الجدل والحوارات داخل المجتمع، وأصبحت الصين فى ظل هذا النظام غير الديمقراطى واحدا من أقوى اقتصاديات العالم وأكثرها تقدما صناعيا وعسكريا.

وتحكم الصين من خلال نظام الحزب الواحد منذ 71 عاما، وهو الحزب الشيوعى الصينى الذى يضم حاليا حوالى 90 مليون عضو، أى أكثر من 5% من عدد السكان، وهو بذلك يعد أكبر حزب سياسى فى العالم، ويبدى الحزب مرونة كبيرة فى توجهاته السياسية داخل المناطق الريفية، حيث تعيش غالبية سكان الصين.

وعقيدة الحزب تقوم على تبنى «الاشتراكية بطبعة صينية»، وتقوم على أربعة مبادئ أساسية ليس بينها نظريات المؤامرة والكلام الفارغ، أولها التمسك بخط الحزب الشيوعى، والثانى- وهى نقطة فى غاية الأهمية- يقوم على «تحرير الأفكار وطلب الحقيقة من الواقع»، والثالث التمسك بخدمة الشعب بكل أمانة وإخلاص لا إهانته باعتباره جاهلا وقاصرا، وأخيرا التمسك بنظام المركزية الديمقراطية، أى إجراء نقاش حقيقى داخل كل وحدة حزبية صغيرة ولو فى قرية نائية، وبعدها يتم الالتزام بقرار قيادة الحزب.

صحيح أن النقاش العام فى بلد مثل الصين لا يمس القضايا الكبرى، إنما يناقش التفاصيل اليومية المتعلقة بقضايا المواطنين، ولكنه يشعرهم بأن لهم دورا فى كثير من السياسات، وخاصة المحلية.

إن النقاش الذى يجرى فى العالم بين تيارين أولهما يرى أن الديمقراطية شرط للتنمية والتقدم وآخر يرى أن الديمقراطية ليست شرطا للتقدم، إنما قدرة أى نظام على الإنجاز، ومثل النموذج الصينى قوة حقيقية لأصحاب هذا الاتجاه.

إن محددات النجاح هى احترام النظم السياسية للإطار القانونى والدستورى الذى تنطلق منه وقدرتها على الإنجاز والتنمية الحقيقية، وتبقى أزمة كثير من النظم العربية فى هذا الإطار، أى قدرتها على الإنجاز قبل ديمقراطيتها أو شموليتها

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

النظم السياسية والإنجاز النظم السياسية والإنجاز



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

ياسمين صبري بإطلالات أنيقة كررت فيها لمساتها الجمالية

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:51 2024 السبت ,08 حزيران / يونيو

أنواع مختلفة من الفساتين لحفلات الزفاف

GMT 06:29 2015 الإثنين ,28 كانون الأول / ديسمبر

قضية فرخندة مالك زادة تفضح ظلم القضاء الأفغاني للمرأة

GMT 19:55 2017 الإثنين ,09 تشرين الأول / أكتوبر

وفاة الفنانة فاتن الحناوي بسبب إصابتها بفشل كلوي

GMT 03:38 2017 الجمعة ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

وزارة التخطيط تؤكد أن 5000 فدان في الفرافرة جاهزين للزراعة

GMT 22:33 2016 الجمعة ,18 آذار/ مارس

طريقة عمل البوظة السورية

GMT 09:56 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

توقيع رواية "ودارت الأيام" في بيت السناري

GMT 12:56 2021 الإثنين ,11 تشرين الأول / أكتوبر

Snapchat سيتيح للمستخدمين قريبا تغيير "اسم المستخدم" الخاص بهم

GMT 06:41 2021 السبت ,19 حزيران / يونيو

الأرجنتين يتخطى عقبة أوروجواي بهدف نظيف
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon