توقيت القاهرة المحلي 22:18:23 آخر تحديث
  مصر اليوم -

فرصة الجزائر

  مصر اليوم -

فرصة الجزائر

بقلم : عمرو الشوبكي

على خلاف تجارب انتفاضات عربية كثيرة، تمسكت الجزائر بالمسار الدستورى، وحافظ المؤيدون والمعارضون على الدستور والقوانين الموجودة، حتى لو طالب البعض بتغييرها، ونجح الحراك الشعبى فى أن يجبر الرئيس «بوتفليقة» على عدم الترشح التزامًا بالدستور، على اعتبار أن الشروط التى نص عليها الدستور لا تنطبق على الظروف الصحية للرئيس السابق «بوتفليقة».

لم تُحْدِث تجربة الجزائر قطيعة مع دستورها، ولم تُسقطه، وهى ميزة كبرى رغم مطالبة بعض التيارات بذلك على حس أن هناك ثورة، فيجب إسقاط كل شىء من الدولة حتى دساتيرها ومؤسساتها، وهو أمر كانت نتائجه كارثية فى بلاد كثيرة لأن هذا النموذج انتهى من العالم منذ ثورات القرن الماضى الشيوعية، وأصبحت تجارب التغيير فى العقود الأخيرة من أوروبا الشرقية إلى أمريكا الجنوبية تقوم أولًا على الحفاظ على مؤسسات الدولة وإصلاحها لا إسقاطها، والتدرُّج فى التغيير، وبناء توافقات بين النظام القديم والقوى الجديدة على مسار إصلاحى.

إن النظام الجديد الذى يقوده الرئيس عبدالمجيد تبون لا يمثل فقط خيارًا للشعب الجزائرى، إنما رسالة للمجتمعات العربية كلها، وفرصة لتكريس الفكر والمسار الإصلاحى بديلًا للمسارات الثورية الأخرى، التى كانت نتائجها سلبية، وأدت إما إلى عودة نظام أسوأ من القديم أو حالة من الفوضى وتحلُّل المؤسسات وسقوط مئات الآلاف من الضحايا. صحيح أن هناك تيارًا فى الحراك الشعبى قاطع الانتخابات، ورفض أى حوار مع الرئيس المنتخب، وأعلن استكمال الضغط الشعبى من أجل تنحية كل رموز النظام القديم، بمَن فيهم الرئيس، ولكنه تيار مازال يمثل أقلية بين الشعب الجزائرى.

خطورة اختزال أى حراك شعبى فى مجرد صوت احتجاجى- لا يبنى بديلًا سياسيًا وحزبيًا، ويُضعف من قوة رئيس مدنى منتخب- أنه يذهب بالبلاد عادة نحو الفراغ والفوضى والانقسام المجتمعى، الذى سيملؤه إما الجيش أو قوى التطرف الإسلامى، وفى حالة الجزائر فإن المرشح هو الأول بعد كسر شوكة الثانى.

يقينًا لاتزال أمام الحراك الشعبى فى الجزائر فرصة حقيقية للتواصل مع الرئيس المنتخب، ولا يجب التعامل مع السلطة على أنها «طغمة حاكمة»، وكلهم فاسدون، وغيرها من المصطلحات التى لا تساعد حتى الحراك على بناء بدائل وأحزاب سياسية تطور من أدواتها وتبنى قاعدة شعبية قادرة على أن تقدم مرشحين يمثلونها فى الانتخابات البرلمانية والرئاسية القادمة، ولا تكتفى فقط بالصوت الاحتجاجى.

فرصة الرئيس الجديد فى الجزائر مازالت كبيرة فى إجراء إصلاحات من داخل النظام حتى تصل البلاد إلى بر الأمان وتبنى دولة قانون وديمقراطية.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فرصة الجزائر فرصة الجزائر



GMT 08:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 08:21 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 08:18 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

تسالي الكلام ومكسّرات الحكي

GMT 08:15 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

كيف ينجح مؤتمر القاهرة السوداني؟

ياسمين صبري بإطلالات أنيقة كررت فيها لمساتها الجمالية

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 19:23 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

5 مدن ساحلية في إيطاليا لمحبي الهدوء والإسترخاء
  مصر اليوم - 5 مدن ساحلية في إيطاليا لمحبي الهدوء والإسترخاء

GMT 10:15 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

أفكار لتزيين واجهة المنزل المودرن والكلاسيكي
  مصر اليوم - أفكار لتزيين واجهة المنزل المودرن والكلاسيكي

GMT 10:24 2024 الإثنين ,09 أيلول / سبتمبر

عمرو دياب يحيي حفل زفاف مايا رعيدي في أثينا

GMT 15:36 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : ناجي العلي

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:47 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 08:27 2024 الثلاثاء ,17 أيلول / سبتمبر

عقار تجريبي يساعد مرضى السرطان على استعادة الوزن

GMT 01:25 2019 الأربعاء ,26 حزيران / يونيو

أمطار على محافظة الطائف فى السعودية

GMT 07:04 2021 الجمعة ,14 أيار / مايو

الزمالك يبحث تأمين الصدارة على حساب إنبي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon