توقيت القاهرة المحلي 20:33:02 آخر تحديث
  مصر اليوم -

إصلاح اقتصادى أم سياسى؟

  مصر اليوم -

إصلاح اقتصادى أم سياسى

بقلم:عمرو الشوبكي

لا يتوقف الجدل فى كثير من البلدان العربية، وخاصة مصر، حول هل الأولوية يجب أن تكون للإصلاح الاقتصادى أم السياسى، حيث يرى الكثيرون أن غالبية الناس غير مهتمة بالإصلاح السياسى، إنما مهتمة أساسًا بأوضاعها الاقتصادية والمعيشية، وأنه إذا حلت مشاكلها الاقتصادية أو جانب كبير منها فإنها لن تنتقد أى أوضاع تتعلق بملف حقوق الإنسان والديمقراطية وغيرها.

ورغم أهمية وجهه النظر هذه، إنما السؤال الذى يجب طرحه: هل يمكن إجراء إصلاح اقتصادى وتحسين أحوال معيشة غالبية المصريين بمعزل عن إصلاح سياسى؟.

والحقيقة أن جوانب الأزمة الاقتصادية فى مصر كثيرة، بعضها يتعلق بأوضاع دولية وإقليمية محيطة، وأغلبها يرجع إلى سياسات داخلية تحتاج إلى مراجعة.

والحقيقة أنه بات مطلوبًا أن تؤسس مصر منظومة اقتصادية أكثر شفافية ووضوحًا لأن جانبًا كبيرًا من الأوضاع الحالية لا يمكن فهمه على ضوء تحليل للنظم الاشتراكية أو الرأسمالية لأن كثيرًا من الإجراءات المطبقة ليست لها علاقة كبيرة بالنظم الرأسمالية الناجحة، كما أن صور تدخل الحكومة فى الاقتصاد ليست هى المعروفة فى النظم الاشتراكية المتقدمة أو الاشتراكية المعاصرة، وبالتالى أصبحت المشكلة تتعلق فى شكل إدارة الملفات الاقتصادية وليس الخلاف حول خيار سياسى واقتصادى بعينه عرفته مصر فى فترات سابقة أو يعرفه العالم حاليًا.

إن المشكلة الحالية ترجع إلى أن هناك بعض الشركات الحكومية لا تُدار كما يُدار القطاع العام من حيث ملكية وسائل الإنتاج ووجود نظام للمحاسبة والشفافية، إنما بطريقة «رأسمالية الدولة»، ولا يوجد تقييم لأدائها فى المجالات التى دخلتها، وهل حققت مكسبًا أم خسارة؟، وهل فتحت أسواقًا جديدة أم لا؟، وهل الشركات الحكومية اختارت مجالات صناعية متقدمة تطلب تكنولوجيا عالية الدقة وتنتج سلعًا استراتيجية يخشى أو يعجز القطاع الخاص على أن يقوم بها أم أنها اختارت مجالات هى فى قلب نشاط القطاع الخاص، وهو أجدر على القيام بها، حتى فى النظم الاشتراكية الديمقراطية المعاصرة؟.

هذه كلها أسئلة مشروعة، وفُتح النقاش حولها فى الحوار الوطنى، وطرح البعض مسألة «تخارج الدولة» من الاقتصاد، والمطلوب بالضبط هو وضع قواعد واحدة تحكم عمل شركات القطاعين الخاص والعام، تمامًا مثلما فُتح الملف السياسى فيما يتعلق بحقوق الإنسان والحبس الاحتياطى، واتُّخذ قرار بدراسة تخفيض مدة الحبس الاحتياطى وفق إعلان رئاسى محمود.

الإصلاح سيبدأ من السياسة بوضع منظومة قيم وقواعد قانونية جديدة تنظم المجال العام بجانبيه السياسى والاقتصادى، وتترك الناس تختار بين تيار اشتراكى أو ليبرالى أو محافظ، أى أن الأولوية هى فى وضع قواعد تنظم المجالين السياسى والاقتصادى منسجمة مع قيم العالم المتقدم أو الراغب فى التقدم فى الإنتاج والمحاسبة والشفافية والرقابة بصرف النظر عن توجهاتها السياسية وانحيازاتها الاقتصادية.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إصلاح اقتصادى أم سياسى إصلاح اقتصادى أم سياسى



GMT 20:18 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مؤتمر الصحفيين السادس.. خطوة للأمام

GMT 19:08 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

سوريا والثنائيات الحرجة

GMT 19:06 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

عن الصراع المتصاعد والمعنى الفلسفي

GMT 14:05 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

سؤال المرحلة... أي مستقبل للمشروع الإيراني؟

GMT 14:02 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

حكومة “لا فَتَّتْ ولا غَمَّست” فلِمَ التعديل!

GMT 13:59 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

لحظات حرجة فى حياتى

GMT 13:58 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

كيف نحمى المقدرات المصرية؟

GMT 09:37 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مسافرون

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 10:38 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات أنيقة وراقية لكيت ميدلتون باللون الأحمر
  مصر اليوم - إطلالات أنيقة وراقية لكيت ميدلتون باللون الأحمر

GMT 10:34 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

الوجهات السياحية الأكثر زيارة خلال عام 2024
  مصر اليوم - الوجهات السياحية الأكثر زيارة خلال عام 2024

GMT 10:56 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

نصائح للعناية بالأرضيات الباركيه وتلميعها
  مصر اليوم - نصائح للعناية بالأرضيات الباركيه وتلميعها

GMT 09:38 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء
  مصر اليوم - نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 23:18 2024 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

علاج جيني جديد لفشل القلب يحقق نتائج مبهرة خلال التجارب

GMT 06:24 2024 السبت ,07 كانون الأول / ديسمبر

تقنيات عديدة يمكن استخدامها للدخول في النوم سريعًا

GMT 15:36 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : ناجي العلي

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:47 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:03 2019 الإثنين ,05 آب / أغسطس

ازمة في الاتحاد السكندري بسبب مواعيد الكأس

GMT 00:30 2019 الأحد ,17 شباط / فبراير

جماهير المصري تدعم الفريق قبل مواجهة النجوم

GMT 22:45 2024 الجمعة ,23 آب / أغسطس

قصي خولي يقدم برنامج "من سيربح المليون"

GMT 00:03 2019 الثلاثاء ,01 كانون الثاني / يناير

المصري يرفض الإستغناء عن بوسكا

GMT 21:20 2019 الخميس ,25 تموز / يوليو

سموحة يتعاقد مع الليبي محمد الترهوني

GMT 10:04 2018 الأحد ,08 تموز / يوليو

نجاح المصرى بالخارج
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon