توقيت القاهرة المحلي 07:22:26 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أدوات القوة

  مصر اليوم -

أدوات القوة

بقلم : عمرو الشوبكي

لكل دولة أدوات قوة خشنة وناعمة، والمؤكد أن تركيا من البلاد التى ظلت تعتمد على قوتها الخشنة فى حسم العديد من الصراعات داخلها وخارجها، وفى القلب منها قضية الأكراد.

والحقيقة أن غزوة أردوغان لشمال سورية هو امتداد لغزوة أخرى سابقة سيطر فيها على شريط حدودى فى منطقة عفرين السورية منذ أكثر من عام، لذا لا يبدو الأمر غريبا أن يكرر أردوغان فعلته مرة أخرى حتى لو أدانتها أصوات الضمير فى كل مكان فى العالم، ورفضها العرب والأكراد، وتظاهر ضدها فى أوروبا اليساريون والحقوقيون، فإن تركيا تمتلك أدوات قوة تستطيع أن تفرض بها أمرا واقعا على الأرض حتى لو رفضها العرب والغرب قولًا لا فعلًا.

والحقيقة أن أردوغان تبنى مثل أمريكا وبعض الدول العربية استراتيجية إسقاط النظام السورى، وعجز عن تنفيذها على أرض الواقع عقب خسارة كل من الفصائل المسلحة المدعومة أمريكيًّا وتركيًا والجماعات التكفيرية المدعومة سابقًا من بعض الدول العربية وتركيا، الحرب فى مواجهة النظام.. والأهم أن الجميع فشلوا أيضا فى إحداث أى تغيير من داخل النظام بإقصاء بشار الأسد والحفاظ على الدولة السورية، وهو المشروع الذى كان قريبا من النجاح لو كانت أمريكا ومعها القوى الإقليمية وضعته على سلم أولوياتها بدلًا من دعم التغيير عبر القوى المسلحة الذى دمر سوريا وقضى على الجانب المدنى فى انتفاضاتها.

واللافت أن تركيا هى الدولة الوحيدة التى حملت مشروع إسقاط النظام السورى، وفى نفس الوقت نجحت فى تحقيق مكاسب اقتصادية وسياسية وأمنية، فقد وظفت قضية اللاجئين السوريين المقيمين على أرضها لتحقيق مكاسب اقتصادية من الاتحاد الأوروبى، كما استطاعت أن تفرض شروطها فى شمال تركيا رغم الإدانات الدولية.

إن العدوان التركى الحالى هو بالأساس محصلة الغياب السياسى والدبلوماسى العربى عن سوريا، الذى اتضح منذ أن صارت روسيا وتركيا وإيران هم المتحكمون فى مسار هذا البلد العربى العظيم.

علينا ألا ننسى أن كل الاجتماعات التى جرت لمناقشة الأوضاع فى سوريا جرت بدون حضور عربى يذكر، فقد شهدت مدينة الآستانة 13جولة مفاوضات، آخرها فى شهر أغسطس الماضى، وكذلك استضافت أنقرة وطهران وموسكو عشرات الاجتماعات لتقرير مصير سوريا دون أى حضور عربى، فى سابقة صادمة لم تحدث فى تاريخ العرب المعاصر.

ليس مطلوبًا أن يكون العرب مؤثرين فى أمريكا الجنوبية أو آسيا، إنما يجب أن يكونوا مؤثرين على أرضهم، ولكن أن يغيبوا عن بلد كان يسمى قلب العروبة النابض ويصبح مصيره فى يد الأتراك والروس والإيرانيين، فتلك مأساة نتيجتها غزوة أردوغان.

إدانتنا القاطعة لهجوم أردوغان على شمال سوريا والجرائم الإنسانية المصاحبة له يجب أن تسبقها إدانة لأوضاعنا التى جعلت دول الجوار تستبيحنا فى الأرض والمياه.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أدوات القوة أدوات القوة



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 10:00 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مندوب مصر في مجلس الأمن نواصل جهودنا لدعم الشعب السوداني
  مصر اليوم - مندوب مصر في مجلس الأمن نواصل جهودنا لدعم الشعب السوداني

GMT 00:03 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

نيقولا معوض بطل كليب تركي دويتو مع إيلين ييليز
  مصر اليوم - نيقولا معوض بطل كليب تركي دويتو مع إيلين ييليز

GMT 09:43 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

GMT 05:12 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

تصريح عاجل من بلينكن بشأن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة

GMT 16:22 2018 الثلاثاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

جماهير تطلب فتح المدرج الشرقي في مواجهة بوركينا

GMT 11:58 2024 الخميس ,06 حزيران / يونيو

أفضل فساتين الخطوبة للمحجبات

GMT 00:10 2019 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزال بقوة 5 درجات يضرب ألاسكا الأميركية

GMT 08:42 2019 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

وزير شئون «النواب» يناقش تطورات مجال حقوق الانسان في مصر

GMT 12:54 2019 الأربعاء ,04 أيلول / سبتمبر

الفنانة يارا تفاجئ جمهورها علي تطبيق "سناب شات

GMT 03:31 2019 السبت ,29 حزيران / يونيو

فيل يبتكر طريقة ذكية ليتناول طعامه من فوق شجرة

GMT 13:03 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

فولكس فاجن تكشف عن أسعار أيقونتها Passat موديل 2020

GMT 17:41 2019 الإثنين ,28 كانون الثاني / يناير

الفنانة مريم حسن تتعاقد على بطولة مسلسل "أبو جبل"

GMT 23:17 2019 السبت ,19 كانون الثاني / يناير

دورة تحكيم في جمباز الأيروبيك بالاتحاد الدولي للجمباز

GMT 16:26 2019 الثلاثاء ,15 كانون الثاني / يناير

دراسة تؤكّد أن الهاتف المحمول أقذر بـ7 أضعاف من مقعد المرحاض

GMT 04:58 2018 الأحد ,23 كانون الأول / ديسمبر

هنا الزاهد تستعد لأول مسلسل مع خطيبها الفنان أحمد فهمي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon