توقيت القاهرة المحلي 09:51:39 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الحوار مع إيران

  مصر اليوم -

الحوار مع إيران

بقلم : عمرو الشوبكي

قرار الرئيس الأمريكى بتعيين «ويندى شيرمان»، كبيرة المفاوضين الأمريكيين فى اتفاق إيران النووى (انسحب منه ترامب)، نائب وزير الخارجية له دلالة مهمة فى توجهات الإدارة الجديدة تجاه إيران.

واعتاد الحزب الديمقراطى فى العقود الأخيرة تبنى سياسات احتوائية تجاه قوى كثيرة مناوئة فى الداخل والخارج، وقد تكون العلاقة مع إيران نموذجًا لافتًا لهذه السياسة التى طبقها الرئيس الأسبق باراك أوباما، وأسفرت عن التوقيع على اتفاق خمسة + 1 فى 2015، ونصّ على عدم تخصيب اليورانيوم فوق معدل 3.67 لمدة 15 عامًا على الأقل، وعلى تقليص المخزون منخفض التخصيب، البالغ عشرة آلاف كيلوجرام، إلى 300 كيلوجرام لمدة 15 عامًا، كما وافقت أيضًا على عدم بناء أى منشآت جديدة لتخصيب اليورانيوم لمدة 15 عامًا.

وعقب قرار الرئيس الأمريكى السابق الانسحاب من الاتفاق النووى، استغلت إيران الفرصة وقامت فى نهايات العام الماضى بزيادة نسبة تخصيب اليورانيوم بنسبة 20%، وهو ما يمثل خرقًا واضحًا للاتفاق النووى، الذى صار حبرًا على ورق، وأعيد طرح السؤال مرة أخرى: هل السياسات التى اتبعها ترامب تجاه إيران وبدت كأنها خشنة، نجحت فى ردعها؟ أم أن تأثيرها كان عكسيًا كما اتضح من سياسات إيران العدائية تجاه دول المنطقة وزيادة أنشطتها النووية، وهذا ما جرى عمليًا على الأرض.

والحقيقة أن هناك تيارًا مازال مؤثرًا فى أوروبا والولايات المتحدة وحاضرًا بقوة فى إدارة بايدن، يحاول أن يعدل من توجهات إيران عبر تبنى سياسات احتوائية تنقلها من دولة ممانعة خارج المنظومة العالمية إلى دولة ممانعة من داخلها، وهو فارق كبير، وسيعنى من الناحية العملية فتح الباب أمام المجتمع الدولى للتأثير فى النظام الإيرانى من خلال التفاعل السياسى والاقتصادى والثقافى ودفعه عمليًا نحو الاعتدال.

الواضح أن السياسة الأمريكية الاحتوائية ستصبح ملمحًا أساسيًا فى أداء إدارة بايدن، وهو أمر لا يجب رفضه من حيث المبدأ، إنما يجب أن يكون مشروطًا بتغيير السلوك الإيرانى تجاه دول المنطقة، وفى دفعها نحو لجم أذرعها وميليشياتها فى العالم العربى، على اعتبار أن ارتباطها بالعالم سيعنى مزيدًا من حسابات الرشادة الاقتصادية وتراجع حدة الأيديولوجية الدينية المهيمنة على النظام السياسى الإيرانى، بما يعنى إعطاء فرصة حقيقية لكى تراجع رهاناتها الخاسرة وفى بعض الأحيان التخريبية والطائفية فى أكثر من بلد عربى.

الواضح أن التوجه الجديد للإدارة الأمريكية مقلق لبعض الدول الخليجية، ولكن المؤكد أن أى تصعيد أو مواجهة عسكرية فى المنطقة لن تدفع ثمنها الولايات المتحدة، إنما دول المنطقة، وعلى رأسها دول الخليج العربى.

السياسة الاحتوائية المشروطة تجاه إيران ستصبح واقعًا، ولا يجب أن تخشاها الدول العربية، إنما يجب أن تكون طرفًا فاعلًا فى صياغتها والاستفادة من نتائجها.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الحوار مع إيران الحوار مع إيران



GMT 20:18 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مؤتمر الصحفيين السادس.. خطوة للأمام

GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 19:56 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

الدبيبة يكشف عن مخاوفة من نقل الصراع الدولي إلى ليبيا
  مصر اليوم - الدبيبة يكشف عن مخاوفة من نقل الصراع الدولي إلى ليبيا

GMT 09:47 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

وفد أميركي يزور دمشق للقاء السلطات السورية الجديدة
  مصر اليوم - وفد أميركي يزور دمشق للقاء السلطات السورية الجديدة

GMT 06:53 2024 الثلاثاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

اعتماد قواعد تسجيل الدراسات العليا في الجامعات المصرية

GMT 17:35 2018 الإثنين ,12 شباط / فبراير

شركة "فيات" تشكف عن سيارة عائلية مميزة في 2018

GMT 05:46 2018 الجمعة ,09 شباط / فبراير

غوميز تكشف أنّها ستضع صحتها ضمن أولوياتها

GMT 12:40 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

طوني ورد يكشف عن أزياء راقية للمناسبات الصيفية

GMT 06:40 2018 السبت ,20 كانون الثاني / يناير

المصري يستضيف بتروجت في مواجهة قوية في الدوري

GMT 00:51 2018 الإثنين ,15 كانون الثاني / يناير

مروة ناجي تدعم الطفلة أشرقت في "ذا فويس كيدز"

GMT 18:51 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

نهاية اليوم الأول لفتح باب الترشيح داخل النادي الأهلي

GMT 06:32 2017 الخميس ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

كارداشيان" بإطلالة جريئة خلال حضورها حفلة "الهالوين"

GMT 08:35 2017 الثلاثاء ,04 إبريل / نيسان

أن بعض الظن إثم

GMT 10:24 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونان تمزج بين الحضارة العريقة والجمال الطبيعي الآسر

GMT 23:28 2021 الأحد ,26 كانون الأول / ديسمبر

مصطفى الفقي يعلن أن مصر ستشهد العديد من المبادرات في 2022
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon