توقيت القاهرة المحلي 12:32:23 آخر تحديث
  مصر اليوم -

حسين عبدالرازق

  مصر اليوم -

حسين عبدالرازق

بقلم - عمرو الشوبكي

رحل حسين عبدالرازق، أحد الرموز الصحفية والسياسية المصرية، عن عمر ناهز 82 عاماً، تاركاً وراءه مئات المقالات وعشرات المواقف، وإرثاً سياسياً محترماً قد يُختلف معه فى جوانب ولكن لا يُختلف عليه.

ولأن دائرة الأجيال فى مصر تدور بسرعة الضوء، فقد أصبح البعض يتحدث عن جيلنا على أنه جيل الكبار، «جيل العقدين الخامس والسادس»، فى مواجهة جيل شاب، وكثير ممن كنا نعتبرهم شباباً أصبحوا الآن رجالاً ناضجين فى نهاية الثلاثينيات، وظهر لهم شباب أيضاً ينتقدونهم أحياناً ويزايدون عليهم أحياناً أخرى.

والحقيقة أن حسين عبدالرازق لم يكن بالنسبة لأبناء جيلى ومعظم الأجيال الشابة محل مزايدة، فقد كان من الرموز الكبيرة منذ أن كنت طالباً فى الجامعة حتى بداية حياتى السياسية والبحثية والصحفية، وعلاقته بالجيل الأصغر سناً كانت دائماً محترمة، فهناك من الجيل الأكبر مَن نفّروا مَن حولهم، خاصة من الشباب، وتعاملوا معهم باستعلاء وتجاهل، والحقيقة أن «الأستاذ حسين»- كما كنا نناديه- لم يكن ضمن هؤلاء، فحتى فى المرحلة التى لم تربطنى به أى معرفة شخصية كان محل محبة وتقدير.

أذكر جيداً أنى كتبت مقالة فى عهد مبارك منتقداً فيها أداء الأحزاب، ورَدّ الرجل بمقالة أخرى دون استعلاء أو تجاهل، وكان وقتها رئيس تحرير الأهالى، وكان أيضاً من الكُتاب الأوائل فى «المصرى اليوم»، ثم ترأس تحرير «شهرية اليسار» التى تمسك بصدورها فى وقت جزر وعداء لليسار والاشتراكية.

وجاءت فرصة لجنة الخمسين لكى أقترب من الرجل وأتزامل معه أكثر من ثلاثة أشهر، وكان مثقفاً حقيقياً صاحب رؤية واضحة لا يحب الثرثرة والكلام المكرر مثلما يتهم البعض أهل اليسار، له بصمة واضحة على مجموعة من المواد فى باب الحريات وما يتعلق بالتعليم والصحة والعدالة الاجتماعية.

ولو كان حياً بيننا لكان قد رفض أى تعديلات دستورية تتعلق بفتح مدد الرئاسة أو الانتقاص من باب الحريات والعدالة الاجتماعية، «هو عبّر عن رفضه أى تعديلات دستورية فى هذا الشأن».

حسين عبدالرازق لم يكن ضمن هؤلاء الذين لا تُفهم تحوُّلاتهم الفكرية والسياسية لأن هناك منصباً لاح فى الأفق أو مكسباً صغيراً اقترب، فقد حافظ على خطه الاشتراكى اليسارى، وجدّد فيه، وراجع بعض مواقفه، وأكيد أخطأ وأصاب، ولكنه لم يكن بين هؤلاء الذين أيّدوا كل العصور من عبدالناصر إلى السادات ومن الإخوان حتى السيسى.

حسين عبدالرازق مثل صلاح عيسى وعبدالعال الباقورى وآخرين رحلوا عن عالمنا هذا العام، وتركوا كتابات كثيرة، والأهم مواقف مبدئية تقول إن هناك فى مصر رجالاً حملوا فى أيديهم مسطرة واحدة: هى ما يقتنعون به من أفكار، فلا يطوعونها لصالح حاكم أو سلطة أو مال، فنالوا احترام الجميع.

نقلا عن المصري اليوم

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حسين عبدالرازق حسين عبدالرازق



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

ياسمين صبري بإطلالات أنيقة كررت فيها لمساتها الجمالية

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 11:47 2024 السبت ,21 أيلول / سبتمبر

أشرف عبد الباقي يكشف أسباب ابتعاده عن السينما
  مصر اليوم - أشرف عبد الباقي يكشف أسباب ابتعاده عن السينما

GMT 05:22 2024 السبت ,21 أيلول / سبتمبر

حجب منصة “إكس” في البرازيل للمرة الثانية
  مصر اليوم - حجب منصة “إكس” في البرازيل للمرة الثانية

GMT 09:51 2024 السبت ,08 حزيران / يونيو

أنواع مختلفة من الفساتين لحفلات الزفاف

GMT 06:29 2015 الإثنين ,28 كانون الأول / ديسمبر

قضية فرخندة مالك زادة تفضح ظلم القضاء الأفغاني للمرأة

GMT 19:55 2017 الإثنين ,09 تشرين الأول / أكتوبر

وفاة الفنانة فاتن الحناوي بسبب إصابتها بفشل كلوي

GMT 03:38 2017 الجمعة ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

وزارة التخطيط تؤكد أن 5000 فدان في الفرافرة جاهزين للزراعة

GMT 22:33 2016 الجمعة ,18 آذار/ مارس

طريقة عمل البوظة السورية

GMT 09:56 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

توقيع رواية "ودارت الأيام" في بيت السناري

GMT 12:56 2021 الإثنين ,11 تشرين الأول / أكتوبر

Snapchat سيتيح للمستخدمين قريبا تغيير "اسم المستخدم" الخاص بهم

GMT 06:41 2021 السبت ,19 حزيران / يونيو

الأرجنتين يتخطى عقبة أوروجواي بهدف نظيف
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon