توقيت القاهرة المحلي 08:26:01 آخر تحديث
  مصر اليوم -

حسين عبدالرازق

  مصر اليوم -

حسين عبدالرازق

بقلم - عمرو الشوبكي

رحل حسين عبدالرازق، أحد الرموز الصحفية والسياسية المصرية، عن عمر ناهز 82 عاماً، تاركاً وراءه مئات المقالات وعشرات المواقف، وإرثاً سياسياً محترماً قد يُختلف معه فى جوانب ولكن لا يُختلف عليه.

ولأن دائرة الأجيال فى مصر تدور بسرعة الضوء، فقد أصبح البعض يتحدث عن جيلنا على أنه جيل الكبار، «جيل العقدين الخامس والسادس»، فى مواجهة جيل شاب، وكثير ممن كنا نعتبرهم شباباً أصبحوا الآن رجالاً ناضجين فى نهاية الثلاثينيات، وظهر لهم شباب أيضاً ينتقدونهم أحياناً ويزايدون عليهم أحياناً أخرى.

والحقيقة أن حسين عبدالرازق لم يكن بالنسبة لأبناء جيلى ومعظم الأجيال الشابة محل مزايدة، فقد كان من الرموز الكبيرة منذ أن كنت طالباً فى الجامعة حتى بداية حياتى السياسية والبحثية والصحفية، وعلاقته بالجيل الأصغر سناً كانت دائماً محترمة، فهناك من الجيل الأكبر مَن نفّروا مَن حولهم، خاصة من الشباب، وتعاملوا معهم باستعلاء وتجاهل، والحقيقة أن «الأستاذ حسين»- كما كنا نناديه- لم يكن ضمن هؤلاء، فحتى فى المرحلة التى لم تربطنى به أى معرفة شخصية كان محل محبة وتقدير.

أذكر جيداً أنى كتبت مقالة فى عهد مبارك منتقداً فيها أداء الأحزاب، ورَدّ الرجل بمقالة أخرى دون استعلاء أو تجاهل، وكان وقتها رئيس تحرير الأهالى، وكان أيضاً من الكُتاب الأوائل فى «المصرى اليوم»، ثم ترأس تحرير «شهرية اليسار» التى تمسك بصدورها فى وقت جزر وعداء لليسار والاشتراكية.

وجاءت فرصة لجنة الخمسين لكى أقترب من الرجل وأتزامل معه أكثر من ثلاثة أشهر، وكان مثقفاً حقيقياً صاحب رؤية واضحة لا يحب الثرثرة والكلام المكرر مثلما يتهم البعض أهل اليسار، له بصمة واضحة على مجموعة من المواد فى باب الحريات وما يتعلق بالتعليم والصحة والعدالة الاجتماعية.

ولو كان حياً بيننا لكان قد رفض أى تعديلات دستورية تتعلق بفتح مدد الرئاسة أو الانتقاص من باب الحريات والعدالة الاجتماعية، «هو عبّر عن رفضه أى تعديلات دستورية فى هذا الشأن».

حسين عبدالرازق لم يكن ضمن هؤلاء الذين لا تُفهم تحوُّلاتهم الفكرية والسياسية لأن هناك منصباً لاح فى الأفق أو مكسباً صغيراً اقترب، فقد حافظ على خطه الاشتراكى اليسارى، وجدّد فيه، وراجع بعض مواقفه، وأكيد أخطأ وأصاب، ولكنه لم يكن بين هؤلاء الذين أيّدوا كل العصور من عبدالناصر إلى السادات ومن الإخوان حتى السيسى.

حسين عبدالرازق مثل صلاح عيسى وعبدالعال الباقورى وآخرين رحلوا عن عالمنا هذا العام، وتركوا كتابات كثيرة، والأهم مواقف مبدئية تقول إن هناك فى مصر رجالاً حملوا فى أيديهم مسطرة واحدة: هى ما يقتنعون به من أفكار، فلا يطوعونها لصالح حاكم أو سلطة أو مال، فنالوا احترام الجميع.

نقلا عن المصري اليوم

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حسين عبدالرازق حسين عبدالرازق



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 00:04 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

«صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا
  مصر اليوم - «صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا

GMT 04:08 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

أوستن يبحث مع نظيره الإسرائيلي الأحداث في سوريا

GMT 10:04 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

بلينكن يطالب بتأمين أي مخزونات للأسلحة الكيميائية في سوريا

GMT 00:03 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

حكيمي علي رأس المرشحين للفوز بجائزة أفضل لاعب في أفريقيا

GMT 05:32 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

العملة المشفرة بتكوين تسجل مئة ألف دولار للمرة الأولى

GMT 15:09 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

الحكومة المصرية تمنح أموالاً "كاش" لملايين المواطنين

GMT 17:19 2021 الثلاثاء ,17 آب / أغسطس

حكم صيام الأطفال يوم عاشوراء

GMT 18:05 2021 الثلاثاء ,15 حزيران / يونيو

خالد جلال يُعلن قائمة البنك الأهلي لمواجهة انبي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon