توقيت القاهرة المحلي 09:28:13 آخر تحديث
  مصر اليوم -

التوجهات الجديدة

  مصر اليوم -

التوجهات الجديدة

بقلم : عمرو الشوبكي

اتضحت ملامح السياسة الخارجية للإدارة الأمريكية الجديدة منذ خطاب الرئيس بايدن الأسبوع الماضى، وتبلورت توجهاتها الجديدة فى الداخل والخارج تختلف كثيرا عن مرحلة سلفة الرئيس ترامب. صحيح أن الإدارة الجديدة ستبقى منشغلة بمواجهة جائحة كورونا وتحقيق فارق نوعى مقارنة بأداء ترامب، وهو ما حدث بالفعل حيث يتم تطعيم أكثر من 1.6 مليون مواطن يوميا (بلغوا حاليا 55 مليون شخص)، وسيتم تحقيق ما وعد به بايدن، بتطعيم 100 مليون شخص فى 100 يوم. أولوية قصوى للرئيس الجديد حتى يضمن جذب قطاع من مؤيدى ترامب أو على الأقل تحييدهم، لضمان المضى قدما فى توجهاته الجديدة التى هى محل خلاف تقليدى بين الديمقراطيين والجمهوريين، دون عوائق كبيرة. ومع ذلك لم تغب ملامح السياسة الخارجية للإدارة الجديدة، فقد عادت لتحالفها الاستراتيجى مع أوروبا وأعلنت عودتها لاتفاق باريس للمناخ وعن خطة لحل المشاكل الاقتصادية العالقة ودعم الشراكة بين ضفتى الأطلنطى. كما اتخذت الإدارة الجديدة موقفا أكثر عمقا تجاه الصين، ليس فقط بسبب الصراع التجارى والتنافس على الأسواق (وهو كان حادثا فى عهد ترامب) إنما أيضا بسبب قناعتها أن الصين تمثل خطرا على الديمقراطية الأمريكية وتقدم نموذجا مناهضا قادرا على الإنجاز والمنافسة علميا واقتصاديا وعسكريا. أما بالنسبة للسعودية فقد تبنت الإدارة الجديدة «توجها مركبا» تجاه المملكة، فمن ناحية رفضت الحرب فى اليمن وتوقفت عن المشاركة فيها ودعمها كما عبرت عن قلقها بشأن ملف حقوق الإنسان، لكنها فى نفس الوقت أعلنت أنها ستحافظ على أمن المملكة وسيادتها وحدودها ورفضت عمليات الحوثى الإرهابية. أما موقف الإدارة الجديدة من إسرائيل، فهو لم يختلف عن مواقف الإدارات السابقة من الدولة العبرية، التى اعتبرت أمنها مسؤولية أولى مثلها مثل باقى الولايات الأمريكية، ولكنها ستتراجع عن صفقة القرن وستحاول إحياء حل الدولتين الذى لن يتقدم خطوة واحدة للأمام فى ظل الانقسام الفلسطينى.

وقد عبر وزير الخارجية الأمريكى الجديد عن حدود الموقف الأمريكى من قضية الأراضى العربية المحتلة حين اعتبر أن الجولان مهمة لأمن إسرائيل دون أن يعتبرها جزءا من الأراضى الإسرائيلية كما فعل ترامب. كما حرصت الإدارة الجديدة على تبنى سياسة احتوائية تجاه إيران، وأعلنت استعدادها للعودة للاتفاق النووى، وبعدها يمكن بحث رفع العقوبات، وهو ما رفضته إيران التى تشترط رفع العقوبات الأمريكية أولا. توجهات بايدن تقول إنه سيدافع عن ملف الديمقراطية وحقوق الإنسان، صحيح أنه ملف كثيرا ما وظف لأغراض سياسية ولكن أفضل تعامل معه، أن تحترم الدساتير والقوانين الوطنية وتصحح الأخطاء الداخلية بعيدا عن أى ضغوط خارجية. يقينا هناك توجهات جديدة لإدارة بايدن ستختلف كثيرا عن الإدارة السابقة والمطلوب الاشتباك معها بالسياسة والمهنية والمصالح المتبادلة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

التوجهات الجديدة التوجهات الجديدة



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 19:56 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

الدبيبة يكشف عن مخاوفة من نقل الصراع الدولي إلى ليبيا
  مصر اليوم - الدبيبة يكشف عن مخاوفة من نقل الصراع الدولي إلى ليبيا

GMT 06:53 2024 الثلاثاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

اعتماد قواعد تسجيل الدراسات العليا في الجامعات المصرية

GMT 17:35 2018 الإثنين ,12 شباط / فبراير

شركة "فيات" تشكف عن سيارة عائلية مميزة في 2018

GMT 05:46 2018 الجمعة ,09 شباط / فبراير

غوميز تكشف أنّها ستضع صحتها ضمن أولوياتها

GMT 12:40 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

طوني ورد يكشف عن أزياء راقية للمناسبات الصيفية

GMT 06:40 2018 السبت ,20 كانون الثاني / يناير

المصري يستضيف بتروجت في مواجهة قوية في الدوري

GMT 00:51 2018 الإثنين ,15 كانون الثاني / يناير

مروة ناجي تدعم الطفلة أشرقت في "ذا فويس كيدز"

GMT 18:51 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

نهاية اليوم الأول لفتح باب الترشيح داخل النادي الأهلي

GMT 06:32 2017 الخميس ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

كارداشيان" بإطلالة جريئة خلال حضورها حفلة "الهالوين"

GMT 08:35 2017 الثلاثاء ,04 إبريل / نيسان

أن بعض الظن إثم

GMT 10:24 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونان تمزج بين الحضارة العريقة والجمال الطبيعي الآسر

GMT 23:28 2021 الأحد ,26 كانون الأول / ديسمبر

مصطفى الفقي يعلن أن مصر ستشهد العديد من المبادرات في 2022
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon