توقيت القاهرة المحلي 09:11:57 آخر تحديث
  مصر اليوم -

التواصل مع الناس

  مصر اليوم -

التواصل مع الناس

بقلم : عمرو الشوبكي

قواعد النظام السياسى المصرى معروفة حتى لو اختلف حولها البعض، والسلطة التنفيذية لها اليد العليا على باقى السلطات ربما منذ تأسيس مجلس شورى النواب فى 1866، ومسار اتخاذ القرارات وطريقة اعتماد السياسات واضحة ومعروفة. فمثلا إذا وقع الرئيس على معاهدة فالمطلوب أن يصدق عليها البرلمان، وإذا أعلن حاجة البلاد لحرب أو عملية عسكرية فإن المطلوب موافقة البرلمان على إرسال قوات خارج الحدود إذا تطلب الأمر، أى أننا فى القرارات الكبرى أو الصغرى أو فى برنامج الحكومة أو عرض الموازنة يعرف الجميع القنوات الرسمية التى يسير فيها للتعليق والنقاش، ووزن كل سلطة فى صناعة القرار.

صحيح أن هذه القواعد ليست محل إجماع وهناك ملاحظات على بعضها أو كثير منها، إلا إنها معروفة منذ عقود طويلة، وهو أمر يختلف تماما عن تفاصيل إدارة العمل اليومى فى الأحياء والمناطق السكنية، حيث اتضح مؤخرا غياب آلية واضحة للتواصل بين الدولة والناس (المعنيين أساسا بهذا التطوير)، ومعرفة متطلباتهم وأولوياتهم مثلما جرى فى أكثر من حى كمصر الجديدة والزمالك وقبلها أرض اللواء والوراق وغيرها.

والحقيقة أن معضلة هذه القضية أنها تمثل «المهمة السهلة» أمام أى نظام سياسى، لأنها لا تتعلق بالقضايا السياسية الكبرى كما أنها تشعر الناس بالتأثير والحضور فى «مساحات آمنة» بعيدا عن السياسة، وتتعلق بالتنسيق العمرانى والحفاظ على ما تبقى من المساحات الخضراء والحدائق، فلا يمكن القول إن من اعترض على «تطوير» مصر الجديدة معارض أو مؤيد إنما هو غالبا لا تعنيه التوجهات السياسية للحكم، إنما هو فى مساحة أخرى تماما لها علاقة بالخدمات التى يطلبها والأولويات التى يفضلها، وهى مساحة يفترض أن تغطيها المحليات التى مازالت غائبة.

والحقيقة أن كثيرا من هذه الأحياء أفرز مبادرات شعبية وأهلية على درجة كبيرة جدا من المهنية والإيمان بالعلم واتسمت مواقفهم بالاعتدال ومثلوا نواة حقيقية لسلطة محلية مؤقتة بين الدولة والمواطنين، فمثلا اعتراضات الكثيرين على «تطوير» مصر الجديدة كان منطقيا وعكس درجة من التحضر والرقى كان يجب أن ترعاها وتدعمها الحكومة، فهناك من رفض هدم المترو القديم، خاصة أن عودته باتت ظاهرة عالمية سواء فى البلاد المتقدمة أو النامية، وهناك من رفض القضاء على المساحات الخضراء أو إنشاء أعداد كبيرة من الكبارى فى حى سكنى دون وجود أماكن آمنة لعبور المشاة.

وإذا كان المواطن فى مصر يعرف كيف تدار القرارات السياسية، إلا أنه لا يعرف أى طريقة شرعية أو قانونية للتواصل مع الدولة (فى ظل غياب المحليات) فيما يخص مشاكل الأحياء إلا الشكوى فى الصحف ووسائل الإعلام، وهو أمر يحتاج إلى علاج فورى فى ظل تكرار مثل هذه الأزمات فى أكثر من حى ومكان.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

التواصل مع الناس التواصل مع الناس



GMT 05:26 2022 الأربعاء ,17 آب / أغسطس

حول التعديل الوزارى

GMT 19:15 2022 الأربعاء ,20 تموز / يوليو

هل بقيت جمهوريّة لبنانيّة... كي يُنتخب رئيس لها!

GMT 02:24 2022 الخميس ,09 حزيران / يونيو

لستُ وحيدةً.. لدىّ مكتبة!

GMT 19:37 2022 الأحد ,05 حزيران / يونيو

البنات أجمل الكائنات.. ولكن..

GMT 01:41 2022 السبت ,04 حزيران / يونيو

سببان لغياب التغيير في لبنان

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 19:56 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

الدبيبة يكشف عن مخاوفة من نقل الصراع الدولي إلى ليبيا
  مصر اليوم - الدبيبة يكشف عن مخاوفة من نقل الصراع الدولي إلى ليبيا

GMT 06:53 2024 الثلاثاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

اعتماد قواعد تسجيل الدراسات العليا في الجامعات المصرية

GMT 17:35 2018 الإثنين ,12 شباط / فبراير

شركة "فيات" تشكف عن سيارة عائلية مميزة في 2018

GMT 05:46 2018 الجمعة ,09 شباط / فبراير

غوميز تكشف أنّها ستضع صحتها ضمن أولوياتها

GMT 12:40 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

طوني ورد يكشف عن أزياء راقية للمناسبات الصيفية

GMT 06:40 2018 السبت ,20 كانون الثاني / يناير

المصري يستضيف بتروجت في مواجهة قوية في الدوري

GMT 00:51 2018 الإثنين ,15 كانون الثاني / يناير

مروة ناجي تدعم الطفلة أشرقت في "ذا فويس كيدز"

GMT 18:51 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

نهاية اليوم الأول لفتح باب الترشيح داخل النادي الأهلي

GMT 06:32 2017 الخميس ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

كارداشيان" بإطلالة جريئة خلال حضورها حفلة "الهالوين"

GMT 08:35 2017 الثلاثاء ,04 إبريل / نيسان

أن بعض الظن إثم

GMT 10:24 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونان تمزج بين الحضارة العريقة والجمال الطبيعي الآسر

GMT 23:28 2021 الأحد ,26 كانون الأول / ديسمبر

مصطفى الفقي يعلن أن مصر ستشهد العديد من المبادرات في 2022
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon