توقيت القاهرة المحلي 16:25:52 آخر تحديث
  مصر اليوم -

10 سنوات على يناير

  مصر اليوم -

10 سنوات على يناير

بقلم : عمرو الشوبكي

عرفت تجارب الثورات عبر العالم، مؤيدين ومعارضين، حدث ذلك فى مصر مع ثورة 1919 وثورة يوليو وثورة يناير، وهى الثورات الأبرز فى تاريخ مصر المعاصر، ولا يزال حتى الآن يختلف حولهم الناس، حتى من حكم منها وأجرى أعمق تغييرات اجتماعية وسياسية فى تاريخ مصر المعاصر (ثورة يوليو)، أو لم يحكم مثل ثورة يناير. والمؤكد أن الثورات عرفت نماذج متعددة فى التغيير، منها نماذج تحولت من نظام للحكم إلى نظام للقيم، مثل الثورة الفرنسية التى كان ثوارها نموذجا سيئا فى الحكم والتصفيات المتبادلة، ولكنها تحولت عبر تراكم زمنى طويل إلى نظام للقيم فى الحرية والمساواة والإخاء يحكم النظام السياسى القائم. وهناك الثورات التى حكمت، مثل الثورات الشيوعية فى القرنين التاسع عشر والعشرين، والتى كانت جميعها ثورات لإسقاط النظم القائمة وتدمير الدولة؛ لأنها ببساطة حملت مشروعا أيديولوجيا بديلا، يؤسس لدولة شيوعية مناقضة للدولة القائمة، ولذا لم يكن غريبا أن يسقط ملايين الضحايا فى الثورة الشيوعية فى روسيا، وأن تدخل البلاد فى حرب أهلية «ثورية» يحارب فيها الجيش الأحمر نظيره الأبيض، وينتصر الأول، وتؤسس الدولة السوفيتية والنظام الشيوعى الذى سرعان ما انهار مع بداية التسعينيات من القرن الماضى. ومع سقوط الاتحاد السوفيتى ودول الكتلة الاشتراكية، ومع التغيرات العميقة التى أصابت بنية المجتمعات الحديثة، اختفى مفهوم الثورات التقليدية التى تسقط النظام وتفكك الدولة من تجارب التغيير التى شهدها العالم فى نصف القرن الأخير، وتغيرت أوروبا الشرقية وأمريكا اللاتينية وكثير من الدول الإفريقية والآسيوية، عبر نموذج وصفناه فى مقال لنا فى 2012 «بالثورات الإصلاحية» أو الانتفاضات الشعبية التى غيرت النظم القائمة وأصلحت مؤسسات الدولة ولم تسقطها، بل اعتبرت أن سقوط الدولة هو علامة فشل وليس مؤشر نجاح كما يتوهم البعض، وكانت الثورتان التونسية والمصرية معبرتين عن هذه المعانى فى تجارب ما اصطلح على تسميته بالربيع العربى. والمؤكد أن يناير بمعيار الحكم والانتصار لم تحكم، ومع ذلك فإنها من النوع الذى سيبقى لأن قيمها وأحلامها ومشروعها مستمرة (بعيدا عن تقييم الفاعلين فيها أو من قادوها)، حتى تصوغ شكل النظام السياسى، لأنها ببساطة إنجازها الوحيد أنها جعلت الشعب المصرى رقما فى معادلات الحكم والسياسة، وقضت على مشروع التوريث، وأجبرت رئيسًا حكم 30 عاما على التنحى بإرادة شعبية من الناس (حتى لو كان لديه إيجابيات).

اختلف مع يناير كما تريد، ولكن لا تختلف على حقك فى أن يكون لك صوت وكرامة وترفض الظلم وتسعى لبناء وطن حر فيه عدالة وقانون وديمقراطية، وإذا آمنت بهذه القيم وعارضت يناير فتأكد سواء اليوم أو غدا أنك ستكون جزءًا من مشروعها وحلمها الكبير.

رحم الله شهداء ثورة يناير.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

10 سنوات على يناير 10 سنوات على يناير



GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

ياسمين صبري بإطلالات أنيقة كررت فيها لمساتها الجمالية

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 19:23 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

5 مدن ساحلية في إيطاليا لمحبي الهدوء والإسترخاء
  مصر اليوم - 5 مدن ساحلية في إيطاليا لمحبي الهدوء والإسترخاء

GMT 10:15 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

أفكار لتزيين واجهة المنزل المودرن والكلاسيكي
  مصر اليوم - أفكار لتزيين واجهة المنزل المودرن والكلاسيكي

GMT 07:24 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

دراسة توضح علاقة القهوة بأمراض القلب
  مصر اليوم - دراسة توضح علاقة القهوة بأمراض القلب

GMT 15:48 2024 الجمعة ,20 أيلول / سبتمبر

نبيلة عبيد تكشف سبب غيابها الفني
  مصر اليوم - نبيلة عبيد تكشف سبب غيابها الفني

GMT 10:57 2020 الإثنين ,07 كانون الأول / ديسمبر

فوائد لا تصدق لقشور جوز الصنوبر

GMT 08:53 2020 الثلاثاء ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة زوجة محمد صلاح بفيروس كورونا

GMT 08:15 2020 الأربعاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

"حبيب نورمحمدوف" إنجازات رياضية استثنائية وإرث مثير للجدل

GMT 08:45 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

القصة الكاملة لمرض الإعلامية بسمة وهبة الغامض

GMT 07:16 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الدواجن في مصر اليوم الإثنين 19 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 09:50 2020 السبت ,10 تشرين الأول / أكتوبر

شقيقان بالإسكندرية يعانيان من مرض جلدى نادر

GMT 23:35 2020 الأربعاء ,16 أيلول / سبتمبر

بورصة تونس تقفل التعاملات على تراجع

GMT 01:08 2020 الأحد ,19 تموز / يوليو

طريقة عمل الشكشوكة التونسية

GMT 22:12 2020 الأحد ,21 حزيران / يونيو

أستون فيلا ينهار في ١١٤ ثانية أمام تشيلسي

GMT 23:30 2020 الجمعة ,05 حزيران / يونيو

السودان تسجل 215 إصابة جديدة بفيروس كورونا
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon