توقيت القاهرة المحلي 06:13:14 آخر تحديث
  مصر اليوم -

سلاح الردع

  مصر اليوم -

سلاح الردع

بقلم:عمرو الشوبكي

كثيرًا ما كان سلاح حزب الله محل رفض من قطاعات واسعة فى داخل لبنان وخارجه، وكثيرًا ما طالبنا وطالب غيرنا بأن يُدمج سلاح الحزب داخل الدولة اللبنانية، وأن يسعى الجميع لبناء دولة مؤسسات قوية تُضعف مع الوقت مؤسسات المحاصصة الطائفية، وجاءت التطورات الأخيرة لتعزز من رؤية احتفاظ حزب الله بسلاحه كأداة ردع فى مواجهة إسرائيل.

والحقيقة أنه منذ أن فتح حزب الله ما سماه «جبهة إسناد للمقاومة فى قطاع غزة»، وتراجع عمليًّا عن شعار سابق له عُرف باسم «وحدة الساحات»، والذى انطلق من فكرة عقائدية تتصور أن خيارات أحزاب المقاومة فى أى مكان وفى أى سياق واحدة، وثبت فى الواقع العملى أن الرابطة العقائدية لا تكفى بمفردها لكى يقرر الجميع فى نفس التوقيت محاربة إسرائيل.

وقد اختار حزب الله نمط المواجهة المحسوبة ضد إسرائيل على مدار ٩ أشهر، إلا أن حادثة مجدل شمس فى الجولان المحتل، والتى أسفرت عن مقتل ١٤ مدنيًّا من الدروز السوريين، واتهام حزب الله بأنه قام بها لتبرير رد الفعل الإسرائيلى المتوقع خلال الساعات القادمة، قد تؤدى إلى تغيير قواعد الاشتباك واستهداف مواقع تابعة لحزب الله وللدولة اللبنانية وجسور ومدنيين أساسًا من داخل حاضنته الشعبية وخارجها أيضًا، مع الحرص على عدم الانجرار إلى حرب شاملة تصيب المنطقة كلها.

والحقيقة أن لبنان أصبح ساحة للصراعات الإقليمية رغم أنه غير قادر على تحمل أعباء أى مواجهة بين حزب الله وإسرائيل.. ومع ذلك، فإن السؤال الذى يُطرح بالنسبة لكل الفصائل المسلحة من خارج الدولة Non state actor: هل نجح أى مسار سياسى سلمى أو قرارات الشرعية الدولية فى وقف العدوان الإسرائيلى فى أى مكان؟، وهل محاولات النخب اللبنانية المدنية من كل الطوائف نجحت بالأساليب السلمية أن توقف آلة الحرب الإسرائيلية وتدفعها لإنهاء احتلالها للجنوب عام ٢٠٠٠ دون الاعتماد على سلاح حزب الله؟، وهل نجحت جهود جنوب إفريقيا المدنية والقانونية فى أن تجعل قرار محكمة العدل الدولية- بضرورة أن تتخذ إسرائيل قرارات عملية لحماية المدنيين- يُنفذ؟.

ساحة لبنان تقول إنه لا توجد ورقة ردع حاليًا فى وجه إسرائيل إلا سلاح حزب الله.. وإنه رغم أخطاء كثيرة وقع فيها الحزب، فإن قوته العسكرية وقدرته على الرد والردع (رغم الثمن الكبير الذى دفعه) هى التى تجعل إسرائيل تفكر أكثر من مرة قبل أن توسع دائرة الاشتباك وتدخل فى حرب واسعة مع لبنان.

لا الشرعية الدولية ستحمى لبنان، ولا الجيش اللبنانى بمفرده قادر على حماية الحدود وردع إسرائيل، ولا العالم والقوى الكبرى قدمت نموذجًا يقول إن هناك جدوى من المسار السلمى والقانونى يمكن من خلاله أن يستعيد الفلسطينيون وأى شعب آخر حقوقه المسلوبة من إسرائيل.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سلاح الردع سلاح الردع



GMT 14:06 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

لا فرصة للعرموطي برئاسة مجلس النواب

GMT 14:02 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

كيف نتحقق من الادعاءات؟

GMT 14:00 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

بلفور وما بعده.. سيناء ومستقبلها!

GMT 13:58 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

عنوان الدورى الاستثنائى!

GMT 13:54 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

نزيف البالطو الأبيض

GMT 10:32 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

اليوم التالي

GMT 10:31 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

الخيط الأميركي

GMT 10:30 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

هجرات جديدة على جسور الهلال الخصيب

إطلالات عملية ومريحة للنجمات في مهرجان الجونة أبرزها ليسرا وهند صبري

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 18:09 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه
  مصر اليوم - بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه

GMT 08:32 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

غوتيريس "قلق جدا" لوجود قوات كورية شمالية في روسيا
  مصر اليوم - غوتيريس قلق جدا لوجود قوات كورية شمالية في روسيا

GMT 05:30 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

لبنان يطالب بتطبيق القرار 1701 بحرفيته دون إضافات أو تفسيرات
  مصر اليوم - لبنان يطالب بتطبيق القرار 1701 بحرفيته دون إضافات أو تفسيرات

GMT 17:24 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة حديثة تكشف صلة محتملة بين الاكتئاب وارتفاع حرارة الجسم
  مصر اليوم - دراسة حديثة تكشف صلة محتملة بين الاكتئاب وارتفاع حرارة الجسم

GMT 04:39 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

جيش منظم على الإنترنت ضد "تزوير الانتخابات" يدعمه إيلون ماسك
  مصر اليوم - جيش منظم على الإنترنت ضد تزوير الانتخابات يدعمه إيلون ماسك

GMT 09:38 2021 الإثنين ,20 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم الإثنين 20/9/2021 برج الحوت

GMT 00:05 2023 الثلاثاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الأهلي يستقر على التجديد لعمرو السولية

GMT 07:13 2021 الثلاثاء ,20 تموز / يوليو

جزء ثانٍ من فيلم «موسى» في صيف 2022 قيد الدراسة

GMT 13:06 2021 الثلاثاء ,08 حزيران / يونيو

أنشيلوتي يحسم موققه من ضم محمد صلاح إلى ريال مدريد

GMT 09:11 2021 الإثنين ,20 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم الإثنين 20/9/2021 برج الحمل
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon